ذكر ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام وذكر من كان في عصره من ملوك العجم


تفسير

رقم الحديث : 225

مَا حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ مِنْ شَأْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ طَلَعَ كَوْكَبٌ عَلَى نُمْرُودَ ، فَذَهَبَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، فَفَزِعَ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا ، فَدَعَا السَّحَرَةَ وَالْكَهَنَةَ وَالْقَافَّةَ وَالْحَازَّةَ ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ ، فَقَالُوا : يَخْرُجُ مِنْ مُلْكِكَ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى وَجْهِهِ هَلاكُكَ وَهَلاكُ مُلْكِكَ ، وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِبَابِلَ الْكُوفَةَ , فَخَرَجَ مِنْ قَرْيَتِهِ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَخْرَجَ الرِّجَالَ وَتَرَكَ النِّسَاءَ ، وَأَمَرَ أَنْ لا يُولَدَ مَوْلُودٌ ذَكَرٌ إِلا ذَبَحَهُ ، فَذَبَحَ أَوْلادَهُمْ , ثُمَّ إِنَّهُ بَدَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَدِينَةِ لَمْ يَأْمَنْ عَلَيْهَا إِلا آزَرَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ ، فَدَعَاهُ فَأَرْسَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ : انْظُرْ لا تُوَاقِعْ أَهْلَكَ ، فَقَالَ لَهُ آزَرُ : أَنَا أَضِنُّ بِدِينِي مِنْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِهِ فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَقَعَ عَلَيْهَا ، فَقَرَّبَهَا إِلَى قَرْيَةٍ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ ، يُقَالُ لَهَا : أُورُ ، فَجَعَلَهَا فِي سَرَبٍ ، فَكَانَ يَتَعَاهَدَهَا بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَمَا يُصْلِحُهَا ، وَإِنَّ الْمَلِكَ لَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الأَمْرُ ، قَالَ : قَوْلُ سَحَرَةٍ كَذَّابِينَ ، ارْجِعُوا إِلَى بَلَدِكُمْ ، فَرَجَعَوا , وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَمُرُّ كَأَنَّهُ جُمُعَةٌ ، وَالْجُمُعَةُ كَالشَّهْرِ ، وَالشَّهْرُ كَالسَّنَةِ مِنْ سُرْعَةِ شَبَابِهِ ، وَنَسِيَ الْمَلِكُ ذَلِكَ ، وَكَبُرَ إِبْرَاهِيمُ لا يَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ غَيْرَهُ وَغَيْرَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ لأَصْحَابِهِ : إِنَّ لِي ابْنًا قَدْ خَبَّأْتُهُ ، أَفَتَخَافُونَ عَلَيْهِ الْمَلِكَ إِنْ أَنَا جِئْتُ بِهِ ؟ قَالُوا : لا فَأْتِ بِهِ فَانْطَلَقَ فَأَخْرَجَهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ الْغُلامُ مِنَ السَّرَبِ نَظَرَ إِلَى الدَّوَابِّ وَالْبَهَائِمِ وَالْخَلْقِ ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ أَبَاهُ مَا هَذَا ؟ فَيُخْبِرُهُ عَنِ الْبَعِيرِ أَنَّهُ بَعِيرٌ ، وَعَنِ الْبَقَرَةِ أَنَّهَا بَقَرَةٌ ، وَعَنِ الْفَرَسِ أَنَّهُ فَرَسٌ ، وَعَنِ الشَّاةِ أَنَّهَا شَاةٌ ، فَقَالَ : مَا لِهَؤُلاءِ الْخَلْقِ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ رَبٌّ ، وَكَانَ خُرُوجُهُ حِينَ خَرَجَ مِنَ السَّرَبِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِالْكَوْكَبِ وَهُوَ الْمُشْتَرى ، فَقَالَ : هَذَا رَبِّي ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ غَابَ ، فَقَالَ : لا أُحِبُّ الآفِلِينَ أَيْ : لا أُحِبُّ رَبًّا يَغِيبُ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَخَرَجَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ ، فَلِذَلِكَ لَمْ يَرَ الْقَمَرَ قَبْلَ الْكَوَاكِبِ ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ رَأَى الْقَمَرَ بِازِغًا قَدْ طَلَعَ ، فَقَالَ : هَذَا رَبِّي ، فَلَمَّا أَفَلَ يَقُولُ : غَابَ ، قَالَ : لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَرَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً ، قَالَ : هَذَا رَبِّي ، هَذَا أَكْبَرُ ، فَلَمَّا غَابَتْ ، قَالَ اللَّهُ لَهُ : أَسْلِمْ ، قَالَ : قَدْ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَتَى قَوْمَهُ فَدَعَاهُمْ ، فَقَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ { 78 } إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا سورة الأنعام آية 78-79 ، يَقُولُ مُخْلِصًا : فَجَعَلَ يَدْعُو قَوْمَهُ وَيُنْذِرُهُمْ ، وَكَانَ أَبُوهُ يَصْنَعُ الأَصْنَامَ فَيُعْطِيهَا وَلَدَهُ فَيَبِيعُونَهَا ، وَكَانَ يُعْطِيهِ فَيُنَادِي مَنْ يَشْتَرِي مَا يَضُرُّهُ وَلا يَنْفَعُهُ ؟ فَيَرْجِعُ إِخْوَتُهُ وَقَدْ بَاعُوا أَصْنَامَهُمْ ، وَيَرْجِعُ إِبْرَاهِيمُ بِأَصْنَامِهِ كَمَا هِيَ ، ثُمَّ دَعَا أَبَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا سورة مريم آية 42 قَالَ : أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا سورة مريم آية 46 قَالَ : أَبَدًا ، قَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِنَّ لَنَا عِيدًا لَوْ قَدْ خَرَجْتَ مَعَنَا لأَعْجَبَكَ دِينُنَا ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْعِيدِ ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِ خَرَجَ مَعَهُمْ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَلْقَى نَفْسَهُ ، وَقَالَ : إِنِّي سَقِيمٌ ، يَقُولُ : أَشْتَكِي رِجْلِي فَتَوَطَّئُوا رِجْلَيْهِ ، وَهُوَ صَرِيعٌ فَلَمَّا مَضَوْا نَادَى فِي آخِرِهِمْ , وَقَدْ بَقِيَ ضَعْفَى النَّاسِ : وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ سورة الأنبياء آية 57 فَسَمِعُوهَا مِنْهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بَيْتِ الآلِهَةِ ، فَإِذَا هُوَ فِي بَهْوٍ عَظِيمٍ ، مُسْتَقْبِلٌ بَابَ الْبَهْوِ صَنَمٌ عَظِيمٌ إِلَى جَنْبِهِ أَصْغَرُ مِنْهُ ، بَعْضُهَا إِلَى جَنْبِ بَعْضٍ ، كُلُّ صَنَمٍ يَلِيهِ أَصْغَرُ مِنْهُ ، حَتَّى بَلَغُوا بَابَ الْبَهْوِ وَإِذَا هُمْ قَدْ صَنَعُوا طَعَامًا ، فَوَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيِ الآلِهَةِ ، قَالُوا : إِذَا كَانَ حِينَ نَرْجِعُ رَجَعْنَا ، وَقَدْ بَارَكَتِ الآلِهَةُ فِي طَعَامِنَا فَأَكَلْنَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَإِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِنَ الطَّعَامِ ، قَالَ : أَلا تَأْكُلُونَ ؟ فَلَمَّا لَمْ تُجِبْهُ ، قَالَ : مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ ؟ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ، فَأَخَذَ حَدِيدَةً فَبَقَرَ كُلَّ صَنَمٍ فِي حَافَّتَيْهِ ، ثُمَّ عَلَّقَ الْفَأْسَ فِي عُنُقِ الصَّنَمِ الأَكْبَرِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَلَمَّا جَاءَ الْقَوْمُ إِلَى طَعَامِهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ ، قَالُوا : مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ { 59 } قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ { 60 } سورة الأنبياء آية 59-60 قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ضَرْبًا بِالْيَمِينِ سورة الصافات آية 93 ثُمَّ جَعَلَ يَكْسِرُهُنَّ بِفَأْسٍ فِي يَدِهِ ، حَتَّى إِذَا بَقِيَ أَعْظَمُ صَنَمٍ مِنْهَا رَبَطَ الْفَأْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ تَرَكَهُنَّ ، فَلَمَّا رَجَعَ قَوْمُهُ رَأَوْا مَا صَنَعَ بِأَصْنَامِهِمْ ، فَرَاعَهُمْ ذَلِكَ ، فَأَعْظَمُوهُ ، وَقَالُوا : مَنْ فَعَلَ بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ، ثُمَّ ذَكَرُوا ، فَقَالُوا : سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ سورة الأنبياء آية 60 يَعْنُونَ : فَتًى يَسُبُّهَا وَيُعِيبُهَا وَيَسْتَهْزِئُ بِهَا ، لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ ذَلِكَ غَيْرَهُ ، وَهُوَ الَّذِي نَظُنُّ صَنَعَ هَذَا بِهَا , وَبَلَغَ ذَلِكَ نُمْرُودَ وَأَشْرَافَ قَوْمِهِ ، فَقَالُوا ، فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ سورة الأنبياء آية 61 أَيْ : مَا نَصْنَعُ بِهِ ، فَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ ، مِنْهُمْ قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ ، يَقُولُونَ فِي ذَلِكَ : لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي فَعَلَ ذَلِكَ ، وَقَالُوا : كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذُوهُ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ : قَالَ : فَلَمَّا أُتِي بِهِ فَاجْتَمَعَ لَهُ قَوْمُهُ عِنْدَ مَلِكِهِمْ نُمْرُودَ ، قَالُوا : أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ { 62 } قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ { 63 } سورة الأنبياء آية 62-63 غَضِبَ مِنْ أَنْ يَعْبُدُوا مَعَهُ هَذِهِ الصِّغَارُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهَا ، فَكَسَرَهُنَّ ، فَارْعَوَوْا وَرَجَعُوا عَنْهُ فِيمَا ادَّعَوْا عَلَيْهِ مِنْ كَسْرِهِنَّ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَقَالُوا : لَقَدْ ظَلَمْنَاهُ وَمَا نَرَاهُ إِلا كَمَا قَالَ : ثُمَّ قَالُوا وَعَرَفُوا أَنَّهَا لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلا تَبْطُشُ : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ سورة الأنبياء آية 65 ، أَيْ : لا يَتَكَلَّمُونَ فَيُخْبِرُونَا مَنْ صَنَعَ هَذَا بِهَا ، وَمَا تَبْطُشُ بِالأَيْدِي فَنُصَدِّقُكَ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ سورة الأنبياء آية 65 أَيْ : نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ فِي الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ لإِبْرَاهِيمَ حِينَ جَادَلَهُمْ ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ , حِينَ ظَهَرَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ ، بِقَوْلِهِمْ : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ { 65 } قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ { 66 } أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ { 67 } سورة الأنبياء آية 65-67 قَالَ : وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ عِنْدَ ذَلِكَ فِي اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَسْتَوْصِفُونَهُ إِيَّاهُ وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّ آلِهَتَهُمْ خَيْرٌ مِمَّا يَعْبُدُ ، فَقَالَ : أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ سورة الأنعام آية 80 إِلَى قَوْلِهِ : فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سورة الأنعام آية 81 ، يَضْرِبُ لَهُمُ الأَمْثَالَ ، وَيُصَرِّفُ لَهُمُ الْعِبَرَ ، لِيَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يُخَافَ وَيُعْبَدَ مِمَّا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : ثُمَّ إِنَّ نُمْرُودَ فِيمَا يَذْكُرُونَ ، قَالَ لإِبْرَاهِيمَ : أَرَأَيْتَ إِلَهَكَ هَذَا الَّذِي تَعْبُدَ وَتَدْعُو إِلَى عِبَادَتِهِ ، وَتَذْكُرُ مِنْ قُدْرَتِهِ الَّتِي تُعَظِّمُهُ بِهَا عَلَى غَيْرِهِ مَا هُوَ ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ سورة البقرة آية 258 ، فَقَالَ نُمْرُودُ : فَأَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : كَيْفَ تُحْيِي وَتُمِيتُ ؟ قَالَ : آخُذُ الرَّجُلَيْنِ قَدِ اسْتَوْجَبَا الْقَتْلَ فِي حُكْمِي ، فَأَقْتُلُ أَحَدَهُمَا فَأَكُونُ قَدْ أَمَتُّهُ ، وَأَعْفُو عَنِ الآخَرِ فَأَتْرُكُهُ فَأَكُونُ قَدْ أَحْيَيْتُهُ ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عِنْدَ ذَلِكَ : فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ سورة البقرة آية 258 ، فَعَرَفَ أَنَّهُ كَمَا يَقُولُ ، فَبُهِتَ عِنْدَ ذَلِكَ نُمْرُودُ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا ، وَعَرَفَ أَنَّهُ لا يُطِيقُ ذَلِكَ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ سورة البقرة آية 258 يَعْنِي : وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ ، قَالَ : ثُمَّ إِنَّ نُمْرُودَ وَقَوْمَهُ أَجْمَعُوا فِي إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالُوا : حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ سورة الأنبياء آية 68 " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أُنَاسٍ

ابْنِ مَسْعُودٍ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

ذَكَرَهُ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.