ذكر ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام وذكر من كان في عصره من ملوك العجم


تفسير

رقم الحديث : 239

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " جَاءَ إِبْرَاهِيمُ نَبِيُّ اللَّهِ بِإِسْمَاعِيلَ وَهَاجَرَ فَوَضَعَهُمَا بِمَكَّةَ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ ، فَلَمَّا مَضَى نَادَتْهُ هَاجَرُ : يَا إِبْرَاهِيمُ , أَنَا أَسْأَلُكَ , ثَلاثَ مَرَّاتٍ : مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَضَعَنِي بِأَرْضٍ لَيْسَ فِيهَا زَرْعٌ وَلا ضَرْعٌ وَلا أَنِيسٌ وَلا مَاءٌ وَلا زَادٌ ؟ قَالَ : رَبِّي أَمَرَنِي ، قَالَتْ : فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيِّعَنَا ، قَالَ : فَلَمَّا قَفَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ سورة إبراهيم آية 38 يَعْنِي : مِنَ الْحُزْنِ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ سورة إبراهيم آية 38 فَلَمَّا ظَمِئَ إِسْمَاعِيلُ جَعَلَ يَدْحَصُ الأَرْضَ بِعَقِبِهِ فَذَهَبَتْ هَاجَرُ حَتَّى عَلَتِ الصَّفَا ، وَالْوَادِي يَوْمَئِذٍ لاخٍ , يَعْنِي : عَمِيقًا , فَصَعِدَتِ الصَّفَا ، فَأَشْرَفَتْ لِتَنْظُرَ , هَلْ تَرَى شَيْئًا ؟ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا ، فَانْحَدَرَتْ فَبَلَغَتِ الْوَادِي ، فَسَعَتْ فِيهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْهُ ، فَأَتَتِ الْمَرْوَةَ فَصَعِدَتْ فَاسْتَشْرَفَتْ : هَلْ تَرَى شَيْئًا ؟ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ جَاءَتْ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ ، وَهُوَ يَدْحَصُ الأَرْضَ بِعَقِبِهِ ، وَقَدْ نَبَعَتِ الْعَيْنُ وَهِيَ زَمْزَمُ ، فَجَعَلَتْ تَفْحَصُ الأَرْضَ بِيَدِهَا عَنِ الْمَاءِ ، وَكُلَّمَا اجْتَمَعَ مَاءٌ أَخَذَتْهُ بِقَدَحِهَا ، فَأَفْرَغَتْهُ فِي سِقَائِهَا ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْحَمُهَا اللَّهُ , لَوْ تَرَكَتْهَا لَكَانَتْ عَيْنًا سَائِحَةً تَجْرِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : وَكَانَتْ جُرْهُمُ يَوْمَئِذٍ بِوَادٍ قَرِيبٍ مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ : وَلَزِمَتِ الطَّيْرُ الْوَادِي حِينَ رَأَتِ الْمَاءَ ، فَلَمَّا رَأَتْ جُرْهُمُ الطَّيْرَ لَزِمَتِ الْوَادِي ، قَالُوا : مَا لَزِمَتْهُ إِلا وَفِيهِ مَاءٌ ، فَجَاءُوا إِلَى هَاجَرَ ، فَقَالُوا : لَوْ شِئْتِ كُنَّا مَعَكِ وَآنَسْنَاكِ وَالْمَاءُ مَاءُكِ ، قَالَتْ : نَعَمْ , فَكَانُوا مَعَهَا حَتَّى شَبَّ إِسْمَاعِيلُ , وَمَاتَتْ هَاجَرُ ، فَتَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ امْرَأَةً مِنْ جُرْهُمَ ، قَالَ : فَاسْتَأْذَنَ إِبْرَاهِيمُ سَارَّةَ أَنْ يَأْتِيَ هَاجَرَ ، فَأَذِنَتْ لَهُ ، وَشَرَطَتْ عَلَيْهِ أَنْ لا يَنْزِلَ ، وَقَدِمَ إِبْرَاهِيمُ , وَقَدْ مَاتَتْ هَاجَرُ , إِلَى بَيْتِ إِسْمَاعِيلَ ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ : أَيْنَ صَاحِبُكِ ؟ قَالَتْ : لَيْسَ هَهُنَا ، ذَهَبَ يَتَصَيَّدُ ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ يَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ فَيَتَصَيَّدُ ثُمَّ يَرْجِعُ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : هَلْ عِنْدَكِ ضِيَافَةٌ ؟ هَلْ عِنْدَكِ طَعَامٌ ، أَوْ شَرَابٌ ؟ قَالَتْ : لَيْسَ عِنْدِي وَمَا عِنْدِي أَحَدٌ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : إِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَأَقْرِئِيهِ السَّلامَ ، وَقُولِي لَهُ : فَلْيُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ ، وَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ ، فَوَجَدَ رِيحَ أَبِيهِ ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ : هَلْ جَاءَكِ أَحَدٌ ؟ قَالَتْ : جَاءَنِي شَيْخٌ صِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا كَالْمُسْتَخِفَّةِ بِشَأْنِهِ ، قَالَ : فَمَا قَالَ لَكِ ؟ قَالَتْ : قَالَ لِي : أَقْرِئِي زَوْجَكِ السَّلامَ ، وَقُولِي لَهُ : فَلْيُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ ، فَطَلَّقَهَا , وَتَزَوَّجَ أُخْرَى , فَلَبِثَ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَارَّةَ أَنْ يَزُورَ إِسْمَاعِيلَ ، فَأَذِنَتْ لَهُ وَاشْتَرَطَتْ عَلَيْهِ أَلا يَنْزِلَ ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ إِسْمَاعِيلَ ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ : أَيْنَ صَاحِبُكِ ؟ قَالَتْ : ذَهَبَ يَتَصَيَّدُ وَهُوَ يَجِيءُ الآنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَانْزِلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ , قَالَ لَهَا : هَلْ عِنْدَكِ ضِيَافَةٌ ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : هَلْ عِنْدَكِ خُبْزٌ ، أَوْ بُرٌّ ، أَوْ شَعِيرٌ ، أَوْ تَمْرٌ ؟ قَالَ : فَجَاءَتْ بِاللَّبَنِ وَاللَّحْمِ ، فَدَعَا لَهُمَا بِالْبَرَكَةِ ، فَلَوْ جَاءَتْ يَوْمَئِذٍ بِخُبْزٍ ، أَوْ بُرٍّ ، أَوْ تَمْرٍ ، أَوْ شَعِيرٍ لَكَانَتْ أَكْثَرَ أَرْضِ اللَّهِ بُرًّا ، أَوْ شَعِيرًا ، أَوْ تَمْرًا ، فَقَالَتِ : انْزِلْ حَتَّى أَغْسِلَ رَأْسَكَ ، فَلَمْ يَنْزِلْ , فَجَاءَتْهُ بِالْمَقَامِ فَوَضَعَتْهُ عَنْ شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، فَوَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيْهِ , فَبَقِيَ أَثَرُ قَدَمِهِ عَلَيْهِ ، فَغَسَلَتْ شِقَّ رَأْسِهِ الأَيْمَنَ ، ثُمَّ حَوَّلَتِ الْمَقَامَ إِلَى شِقِّهِ الأَيْسَرِ ، فَقَالَ لَهَا : إِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَأَقْرِئِيهِ السَّلامَ ، وَقُولِي لَهُ : قَدِ اسْتَقَامَتْ عَتَبَةُ بَابِكَ , فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ وَجَدَ رِيحَ أَبِيهِ ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ : هَلْ جَاءَكِ أَحَدٌ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، شَيْخٌ أَحْسَنُ النَّاسِ وَجْهًا , وَأَطْيَبَهُمْ رِيحًا ، فَقَالَ لِي : كَذَا وَكَذَا ، وَقُلْتُ لَهُ : كَذَا وَكَذَا , وَغَسَلْتُ رَأْسَهُ ، وَهَذَا مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ عَلَى الْمَقَامِ ، قَالَ : وَمَا قَالَ لَكِ ؟ قَالَتْ : قَالَ لِي : إِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَأَقْرِئِيهِ السَّلامَ ، وَقُولِي لَهُ : قَدِ اسْتَقَامَتْ عَتَبَةُ بَابِكَ ، قَالَ : ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ , وَأَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ ، فَبَنَاهُ هُوَ وَإِسْمَاعِيلُ ، فَلَمَّا بَنَيَاهُ ، قِيلَ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ سورة الحج آية 27 ، فَجَعَلَ لا يَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلا قَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ بُنِيَ لَكُمْ بَيْتٌ فَحُجُّوهُ ، فَجَعَلَ لا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ ، لا صَخْرَةٌ وَلا شَجَرَةٌ وَلا شَيْءٌ إِلا قَالَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، وَكَانَ بَيْنَ قَوْلِهِ : رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ سورة إبراهيم آية 37 ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ سورة إبراهيم آية 39 ، كَذَا وَكَذَا عَامًا لَمْ يَحْفَظْ عَطَاءٌ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

ثقة ثبت

عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ

صدوق حسن الحديث

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد

يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ

صدوق حسن الحديث

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.