ذكر بقية خبر تبع ايام قباذ وزمن انوشروان وتوجيه الفرس الجيش الى اليمن لقتال الحبشة وس...


تفسير

رقم الحديث : 378

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبَيْحٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : " بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، وَهُوَ مَدَرَّةُ قَوْمِهِ وَسَيِّدُهُمْ مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا ، فَمَثُلَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَائِمًا وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ ، فَقَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، أَلا وَإِنَّكَ فَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ ، وَإِنَّمَا كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ وَالْخُلَفَاءُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَأَنْتَ مِمَّنْ يَعْبُدُ هَذِهِ الْحِجَارَةَ وَالأَوْثَانَ ، فَمَا لَكَ وَلِلنُّبُوَّةِ ؟ وَلَكِنْ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةٌ ، فَأَنْبِئْنِي بِحَقِيقَةِ قَوْلِكَ وَبَدْءِ شَأْنِكَ ؟ قَالَ : فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمَسْأَلَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ ، إِنَّ لِهَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي تَسْأَلُنِي عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا فَاجْلِسْ ، فَثَنَّى رِجْلَيْهِ ثُمَّ بَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ ، فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ بِالْحَدِيثِ ، فَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ ، إِنَّ حَقِيقَةَ قَوْلِي وَبَدْءَ شَأْنِي أَنِّي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى أَخِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَإِنِّي كُنْتُ بِكْرَ أُمِّي ، وَإِنَّهَا حَمَلَتْ بِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ ، وَجَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا ثِقَلَ مَا تَجِدُ ، ثُمَّ إِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِهَا نُورٌ ، قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِيَ النُّورَ ، وَالنُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَتْ لِي مَشَارِقُ الأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا . ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي فَنَشَأْتُ ، فَلَمَّا أَنْ نَشَأْتُ بُغِّضَتْ إِلَيَّ أَوْثَانُ قُرَيْشٍ ، وَبُغِّضَ إِلَيَّ الشِّعْرُ ، وَكُنْتُ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ . فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ مُنْتَبِذٌ مِنْ أَهْلِي فِي بَطْنِ وَادٍ فِي أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ ، نَتَقَاذَفُ بَيْنَنَا بِالْجُلَّةِ ، إِذْ أَتَانَا رَهْطٌ ثَلاثَةٌ مَعَهُمْ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ ثَلْجًا ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي ، فَخَرَجَ أَصْحَابِي هِرَابًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ ، فَقَالُوا : مَا أَرَبُكُمْ إِلَى هَذَا الْغُلامِ ؟ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا ، هَذَا ابْنُ سَيِّدِ قُرَيْشٍ ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا مِنْ غُلامٍ يَتِيمٍ لَيْسَ لَهُ أَبٌ ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ ؟ وَمَاذَا تُصِيبُونَ مِنْ ذَلِكَ ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ قَاتِلِيهِ فَاخْتَارُوا مِنَّا أَيَّنَا شِئْتُمْ ، فَلْيَأْتِكُمْ مَكَانَهُ ، فَاقْتُلُوهُ وَدَعُوا هَذَا الْغُلامَ فَإِنَّهُ يَتِيمٌ ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ الْقَوْمَ لا يُحِيرُونَ إِلَيْهِمْ جَوَابًا انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ يُؤْذِنُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ . فَعَمَدَ أَحَدُهُمْ فَأَضْجَعَنِي عَلَى الأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا ، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ مَفْرِقِ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ مَسًّا ، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي ، ثُمَّ غَسَلَهَا بِذَلِكَ الثَّلْجِ ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهَا ، ثُمَّ أَعَادَهَا مَكَانَهَا ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : تَنَحَّ ، فَنَحَّاهُ عَنِّي ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي ، فَأَخْرَجَ قَلْبِي ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَصَدَعَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ فَرَمَى بِهَا ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يُمْنَةً مِنْهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا ، فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِي يَدِهِ مِنْ نُورٍ يَحَارُ النَّاظِرُونَ دُونَهُ ، فَخَتَمَ بِهِ قَلْبِي ، فَامْتَلأَ نُورًا ، وَذَلِكَ نُورُ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ ، فَوَجَدْتُ بَرَدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ لِصَاحِبِهِ : تَنَحَّ عَنِّي ، فَأَمَرَّ يَدَهُ مَا بَيْنَ مَفْرِقِ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشَّقُّ بِإِذْنِ اللَّهِ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي ، فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا ، ثُمَّ قَالَ لِلأَوَّلِ ، الَّذِي شَقَّ بَطْنِي : زِنْهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ ، فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنْهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ ، فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنْهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ ، فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ ، فَقَالَ : دَعُوهُ ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ كُلِّهَا لَرَجَحَهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ ضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي ، وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا حَبِيبُ ، لَمْ تُرَعْ ؟ إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنَاكَ ، قَالَ : فَبْيَنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَنَا بِالْحَيِّ قَدْ جَاءُوا بِحَذَافِيرِهِمْ ، وَإِذَا أُمِّي ، وَهِيَ ظِئْرِي ، أَمَامَ الْحَيِّ تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا ، وَتَقُولُ : يَا ضَعِيفَاهُ ، قَالَ : فَانْكَبُّوا عَلَيَّ ، فَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ، فَقَالُوا : حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ ضَعِيفٍ ، ثُمَّ قَالَتْ ظِئْرِي : يَا وَحِيدَاهُ ، فَانْكَبُّوا عَلَيَّ فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ، ثُمَّ قَالُوا : حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحِيدٍ ، وَمَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلائِكَتَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ . ثُمَّ قَالَتْ ظِئْرِي : يَا يَتِيمَاهُ ، اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ ، فَانْكَبُّوا عَلَيَّ فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِي ، وَقَالُوا : حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ ، مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ ، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ ؟ قَالَ : فَوَصَلُوا بِي إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي ، فَلَمَّا بَصُرَتْ بِي أُمِّي ، وَهِيَ ظِئْرِي ، قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَلا أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ ، فَجَاءَتْ حَتَّى انْكَبَّتْ عَلَيَّ وَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا وَقَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا وَإِنَّ يَدِي فِي يَدِ بَعْضِهِمْ ، فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ ، فَإِذَا هُمْ لا يُبْصِرُونَهُمْ ، يَقُولُ بَعْضُ الْقَوْمِ : إِنَّ هَذَا الْغُلامَ قَدْ أَصَابَهُ لَمَمٌ أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ ، فَانْطَلِقُوا بِهِ إِلَى كَاهِنِنَا حَتَّى يَنْظُرَ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيَهُ ، فَقُلْتُ : يَا هَذَا ، مَا بِي شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُ ، إِنَّ آرَائِي سَلِيمَةٌ ، وَفُؤَادِي صَحِيحٌ لَيْسَ بِي قَلَبَةٌ . فَقَالَ أَبِي ، وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي : أَلا تَرَوْنَ كَلامَهُ كَلامَ صَحِيحٍ ؟ إِنِّي لأَرْجُو أَلا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ ، فَاتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ ، فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ ، فَلَمَّا قَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي ، قَالَ : اسْكُتُوا حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلامِ ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ مِنْكُمْ ، فَسَأَلَنِي فَاقْتَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مَا بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ قَوْلِي وَثَبَ إِلَيَّ فَضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ ، ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا لَلْعَرَبِ يَا لَلْعَرَبِ ، اقْتُلُوا هَذَا الْغُلامَ وَاقْتُلُونِي مَعَهُ ، فَوَاللاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ وَأَدْرَكَ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ ، وَلُيُسَفِّهَنَّ عُقُولَكُمْ وَعُقُولَ آبَائِكُمْ ، وَلَيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ قَطُّ . فَعَمَدَتْ ظِئْرِي فَانْتَزَعَتْنِي مِنْ حِجْرِهِ ، وَقَالَتْ : لأَنْتَ أَعْتَهُ وَأَجَنُّ مِنَ ابْنِي هَذَا ، فَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ ، فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَنْ يَقْتُلُكَ ، فَإِنَّا غَيْرُ قَاتِلِي هَذَا الْغُلامَ . ثُمَّ احْتَمَلُونِي فَأَدَّوْنِي إِلَى أَهْلِي ، فَأَصْبَحْتُ مُفَزَّعًا مِمَّا فُعِلَ بِي وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي كَأَنَّهُ الشِّرَاكُ ، فَذَلِكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْءُ شَأْنِي يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ . فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : أَشْهَدُ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ أَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا . قَالَ : سَلْ عَنْكَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ لِلسَّائِلِ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ وَعَمَّا بَدَا لَكَ ، فَقَالَ لِلْعَامِرِيِّ يَوْمَئِذٍ : سَلْ عَنْكَ ؛ لأَنَّهَا لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ ، فَكَلَّمَهُ بِمَا عَلِمَ ، فَقَالَ لَهُ الْعَامِرِيُّ : أَخْبِرْنِي يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، مَا يَزِيدُ فِي الْعِلْمِ ؟ قَالَ : التَّعَلُّمُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي ، مَا يَدُلُّ عَلَى الْعِلْمِ ؟ قَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : السُّؤَالُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي ، مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِّ ؟ قَالَ : التَّمَادِي . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي ، هَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ ، وَالْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ عِنْدَ الرَّخَاءِ أَغَاثَهُ عِنْدَ الْبَلاءِ . قَالَ الْعَامِرِيُّ : وَكَيْفَ ذَلِكَ يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قَالَ : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : لا وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ ، وَلا أَجْمَعُ لَهُ أَبَدًا خَوْفَيْنِ ، إِنْ هُوَ خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمِنَنِي يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِي عِنْدِي فِي حَظِيرَةِ الْفِرْدَوْسِ ، فَيَدُومُ لَهُ أَمْنُهُ وَلا أَمْحَقُهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ ، وَإِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا خَافَنِي يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِي لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ، فَيَدُومُ لَهُ خَوْفُهُ ، قَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَخْبِرْنِي إِلامَ تَدْعُو ؟ قَالَ : أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدَادَ ، وَتَكْفُرَ بِاللاتِ وَالْعُزَّى ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ مِنْ كِتَابٍ أَوْ رَسُولٍ ، وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ ، وَتَصُومَ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ ، وَتُؤَدِّيَ زَكَاةَ مَالِكَ ، يُطَهِّرُكَ اللَّهُ بِهَا وَيَطِيبُ لَكَ مَالُكَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِذَا وَجَدْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا ، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْمَوْتِ ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ . قَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا لِي ؟ قَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى سورة طه آية 76 ، قَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ، فَإِنَّهُ يُعْجِبُنِي الْوَطَاءَةُ مِنَ الْعَيْشِ ؟ قَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ، النَّصْرُ وَالتَّمَكُّنُ فِي الْبِلادِ . قَالَ : فَأَجَابَ وَأَنَابَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ

صحابي

مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ

ثقة فقيه كثير الإرسال

ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ

ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر

عُمَرَ بْنِ صُبَيْحٍ

مجهول

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى

ضعيف الحديث

نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.