خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول جمعة جمعها بالمدينة


تفسير

رقم الحديث : 512

ما حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " قِيلَ لِسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ : إِنَّ بَعْضَ أُمَرَاءِ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكَ تَسُبُّ عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ ، قَالَ : أَقُولُ مَاذَا ؟ قَالَ : تَقُولُ : أَبَا تُرَابٍ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ بِذَلِكَ إِلا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : وَكَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، قَالَ : دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا فَاضْطَجَعَ فِي فَيْءِ الْمَسْجِدِ ، قَالَ : ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى فَاطِمَةَ ، فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ فَقَالَتْ : هُوَ ذَاكَ مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَهُ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ ظَهْرِهِ ، وَخَلُصَ التُّرَابُ إِلَى ظَهْرِهِ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ ، وَيَقُولُ : اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ ، فَوَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ بِهِ إِلا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوَاللَّهِ ، مَا كَانَ لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ قال أبو جعفر : وفي هذه السنة في صفر لليال بقين منه تزوج علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، فاطمة ، رضي الله عنها ، حدثت بذلك عن محمد بن عمر ، قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن أبي جعفر . قال أبو جعفر الطبري : ولما رجع رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من طلب كرز بن جابر الفهري إلى المدينة ، وذلك في جمادى الآخرة ، بعث في رجب عبد الله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد . فيما حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، بِذَلِكَ . وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ : فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ سريةً فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ " . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ لَهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كِتَابًا ، يَعْنِي : لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ ، وَأَمَرَهُ أَلَّا يَنْظُرَ فِيهِ حَتَّى يَسِيرَ يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ يَنْظُرَ فِيهِ ، فَيُمْضِيَ لَهُ أَمْرَهُ بِهِ ، وَلا يَسْتَكْرِهَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ . فَلَمَّا سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَيْنِ ، فَتَحَ الْكِتَابَ وَنَظَرَ فِيهِ ، فَإِذَا فِيهِ : إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا فِسِرْ ، حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةً بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ ، فَتَرَصَّدْ بِهَا قُرَيْشًا وَتَعَلَّمْ لَنَا مِنْ أَخْبَارِهِمْ . فَلَمَّا نَظَرَ عَبْدُ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ ، قَالَ : سَمْعٌ وَطَاعَةٌ ، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : قَدْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ أَمْضِيَ إِلَى نَخْلَةٍ فَأَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشًا حَتَّى آتِيَهُ مِنْهُمْ بِخَبَرٍ ، وَقَدْ نَهَانِي أَنْ أَسْتَكْرِهَ أَحَدًا مِنْكُمْ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ الشَّهَادَةَ وَيَرْغَبُ فِيهَا فَلْيَنْطَلِقْ ، وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ فَلْيَرْجِعْ . فَأَمَّا أَنَا فَمَاضٍ لأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَضَى ، وَمَضَى مَعَهُ أَصْحَابُهُ . فَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَسَلَكَ عَلَى الْحِجَازِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِمَعْدِنٍ فَوْقَ الْفَرْعِ ، يُقَالُ لَهُ بَحْرَانُ ، أَضَلَّ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بَعِيرًا لَهُمَا ، كَانَا يَتَعَقَّبَانَهُ ، فَتَخَلَّفَا عَلَيْهِ فِي طَلَبِهِ ، وَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَبَقِيَّةُ أَصْحَابِهِ ، حَتَّى نَزَلَ بِنَخْلَةٍ ، فَمَرَّتْ بِهِ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ تَحْمِلُ زَبِيبًا وَأَدَمًا وَتِجَارَةً مِنْ تِجَارَةِ قُرَيْشٍ فِيهَا ، مِنْهُمْ : عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَأَخُوهُ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّانِ ، وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْقَوْمُ هَابُوهُمْ وَقَدْ نَزَلُوا قَرِيبًا مِنْهُمْ ، فَأَشْرَفَ لَهُمْ عُكَّاشَةُ بْنُ مُحْصِنٍ ، وَقَدْ كَانَ حَلَقَ رَأْسَهُ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ أَمِنُوا ، وَقَالُوا : عُمَّارٌ لا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ . وَتَشَاوَرَ الْقَوْمُ فِيهِمْ ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : وَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُ الْقَوْمَ ، هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، لَيَدْخُلُنَّ الْحَرَمَ فَلْيَتَمَنَّعَنَّ بِهِ مِنْكُمْ ، وَلَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لَتَقْتُلَنَّهُمْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، فَتَرَدَّدَ الْقَوْمُ وَهَابُوا الإِقْدَامَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِ مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْهُمْ ، وَأَخْذِ مَا مَعَهُمْ . فَرَمَى وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ ، وَاسْتَأْسَرَ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ ، وَأَفْلَتَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَعْجَزَهُمْ ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَأَصْحَابُهُ بِالْعِيرِ وَالأَسِيرَيْنِ ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ : وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ ، قَالَ لأَصْحَابِهِ : إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِمَّا غَنِمْتُمُ الْخُمُسَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ اللَّهُ مِنَ الْغَنَائِمِ الْخُمُسَ ، فَعَزَلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خُمُسَ الْغَنِيمَةِ ، وَقَسَّمَ سَائِرَهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ . فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا أَمَرْتُكُمْ بِقِتَالٍ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ " ، فَوَقَّفَ الْعِيرَ وَالأَسِيرَيْنِ ، وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَقَطَ فِي أَيْدِي الْقَوْمِ ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا ، وَعَنَّفَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِيمَا صَنَعُوا ، وَقَالُوا لَهُمْ : صَنَعْتُمْ مَا لَمْ تُؤْمَرُوا بِهِ ، وَقَاتَلْتُمْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِقِتَالٍ ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ : قَدِ اسْتَحَلَّ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ الشَّهْرَ الْحَرَامَ فَسَفَكُوا فِيهِ الدَّمُ ، وَأَخَذُوا فِيهِ الأَمْوَالَ وَأَسَرُوا فِيهِ الرِّجَالَ ، فَقَالَ : مَنْ يَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ كَانَ بِمَكَّةَ ، إِنَّمَا أَصَابُوا مَا أَصَابُوا فِي شَعْبَانَ ، وَقَالَتْ يَهُودُ ، تَفَاؤُلًا بِذَلِكَ عَلَى رَسُول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ قَتَلَهُ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَمْرٌو عَمَرَتِ الْحَرْبُ ، وَالْحَضْرَمِيُّ حَضَرَتِ الْحَرْبُ ، وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَدَتِ الْحَرْبُ . فَجَعَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، لا لَهُمْ ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ ، أَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى رَسُولِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ سورة البقرة آية 217 ، الآية فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَذَا مِنَ الأَمْرِ ، وَفَرَجَ اللَّهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الشَّفَقِ ، قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْعِيرَ وَالأَسِيرَيْنِ ، وبَعَثَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فِي فِدَاءِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْحَكَمِ بْنِ كَيْسَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا نُفْدِيكُمُوهُمَا حَتَّى يَقْدُمَ صَاحِبَانَا ، يَعْنِي : سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ ، فَإِنَّا نَخْشَاكُمْ عَلَيْهِمَا ، فَإِنْ تَقْتُلُوهُمَا نَقْتُلْ صَاحِبَيْكُمْ ، فَقَدِمَ سَعْدٌ وَعُتْبَةُ ، فَفَادَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمْ فَأَمَّا الْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ فَأَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ، وَأَقَامَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَخَالَفَ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْقِصَّةِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ وَالْوَاقِدِيَّ جَمِيعًا السُّدِّيُّ .

الرواه :

الأسم الرتبة
لِسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.