ثم كانت السنة الثانية من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 585

وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " كَانَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الأَشْرَفِ ، أَنَّهُ لَمَّا أُصِيبَ أَصْحَابُ بَدْرٍ وَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى أَهْلِ السَّافِلَةِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةِ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ بَشِيرَيْنِ ، بَعَثَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى مَنْ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، بِفَتْحِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَيْهِ ، وَقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " ، كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قال : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أسير الظَّفَرِيِّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَصَالِحِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ : كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضَ حَدِيثِهِ ، قَالَ : قَالَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ : وَكَانَ رَجُلًا مِنْ طَيِّءٍ ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي نَبْهَانَ ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ ، فَقَالَ ، حِينَ بَلَغَهُ الْخَبَرُ : وَيْلَكُمْ ، أَحَقٌّ هَذَا ؟ أَتَرَوْنَ أَنَّ مُحَمَّدًا قَتَلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُسَمِّي هَذَانِ الرَّجُلَانِ ، يَعِني : زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، وَهَؤُلَاءِ أَشَرَفُ الْعَرَبِ وَمُلُوكُ النَّاسِ ؟ وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ أَصَابَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ ، لَبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَنَا مِنْ ظَهْرِهَا . فَلَمَّا تَيَقَّنَ عَدُوُّ اللَّهِ الْخَبَرَ ، خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ، فَنَزَلَ عَلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ بْنِ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيِّ ، وَعِنْدَهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَأَنْزَلَتْهُ وَأَكْرَمَتْهُ ، وَجَعَلَ يُحَرِّضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُنْشِدُ الأَشْعَارَ وَيَبْكِي عَلَى أَصْحَابِ الْقَلِيبِ ، الَّذِينَ أُصِيبُوا بِبَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، ثُمَّ رَجَعَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَشَبَّبَ بِأُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، فَقَالَ : أَرَاحِلٌ أَنْتَ لَمْ تَحْلُلْ بِمَنْقَبَةٍ وَتَارِكٌ أَنْتَ أُمَّ الْفَضْلِ بِالْحَرَمِ صَفْرَاءَ رَادِعَةً لَوْ تُعْصَرُ انْعَصَرَتْ مِنْ ذِي الْقَوَارِيرِ وَالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ يَرْتَجُّ مَا بَيْنَ كَعْبَيْهَا وَمِرْفَقِهَا إِذَا تَأَنَّتْ قِيَامًا ثُمَّ لَمْ تَقُمِ أَشْبَاهُ أُمِّ حَكِيمٍ إِذْ تُوَاصِلُنَا وَالْحَبْلُ مِنْهَا مَتِينٌ غَيْرُ مُنْجَذِمٍ إِحْدَى بَنِي عَامِرٍ جُنَّ الْفُؤَادُ بِهَا وَلَوْ تَشَاءُ شَفَتْ كَعْبًا مِنَ السَّقَمِ فَرْعُ النِّسَاءِ وَفَرْعُ الْقَوْمِ وَالِدُهَا أَهْلُ التَّحِلَّةِ وَالإِيفَاءِ بِالذِّمَمِ لَمْ أَرَ شَمْسًا بِلَيْلٍ قَبْلَهَا طَلَعَتْ حَتَّى تَجَلَّتْ لَنَا فِي لَيْلَةِ الظُّلَمِ ثُمَّ شَبَّبَ بِنِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى آذَاهُمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ : مَنْ لِي مِنَ ابْنِ الأَشْرَفِ ؟ قَالَ : فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ : " أَنَا لَكَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا أَقْتُلُهُ ، قَالَ : فَافْعَلْ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى ذَلِكَ ، فَرَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَمَكَثَ ثَلَاثًا ، لا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ إِلَّا مَا يَعْلَقُ بِهِ نَفْسُهُ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ : لِمَ تَرَكْتَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتُ قَوْلًا لا أَدْرِي أَفِي بِهِ أَمْ لَا ؟ قَالَ : إِنَّمَا عَلَيْكَ الْجَهْدُ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْ أَنْ نَقُولَ . قَالَ : قُولُوا مَا بَدَا لَكُمْ ، فَأَنْتُمْ فِي حِلٍّ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ : فَاجْتَمَعَ فِي قَتْلِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَسِلْكَانُ ابْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ ، وَهُوَ أَبُو نَائِلَةَ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، وَكَانَ أَخَا كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، وَعَابِدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ ، أَخُو بَنِي حَارِثَةَ . ثُمَّ قَدَّمُوا إِلَى ابْنِ الأَشْرَفِ ، قَبْلَ أَنْ يَأْتُوهُ ، سِلْكَانَ ابْنَ سَلَامَةَ أَبَا نَائِلَةَ ، فَجَاءَهُ ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَةً ، وَتَنَاشَدَا شِعْرًا ، وَكَانَ أَبُو نَائِلَةَ يَقُولُ الشِّعْرَ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ يَابْنَ الأَشْرَفِ ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ لِحَاجَةٍ أُرِيدُ ذِكْرَهَا لَكَ ، فَاكْتُمْ عَلَيَّ ، قَالَ : أَفْعَلُ ، قَالَ : كَانَ قُدُومُ هَذَا الرَّجُلِ بَلَاءً عَلَيْنَا ، عَادَتْنَا الْعَرَبُ ، وَرَمَوْنَا عَنْ قَوْسٍ وَاحِدٍ ، وَقُطِعَتْ عَنَّا السُّبُلُ حَتَّى ضَاعَ الْعِيَالُ ، وَجَهَدَتِ الأَنْفُسُ ، وَأَصْبَحْنَا قَدْ جُهِدْنَا وَجُهِدَ عِيَالُنَا . فَقَالَ كَعْبٌ : أَنَا ابْنُ الأَشْرَفِ ، أَمَا وَاللَّهِ ، لَقَدْ كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ يَابْنَ سَلَامَةَ ، أَنَّ الأَمْرَ سَيَصِيرُ إِلَى مَا كُنْتُ أَقُولُ ، فَقَالَ سِلْكَانُ : إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ أَنْ تَبِيعَنَا طَعَامًا ، وَنَرْهَنُكَ ، وَنُوَثِّقُ لَكَ ، وَتُحْسِنُ فِي ذَلِكَ . قَالَ تَرْهَنُونَنِي أَبْنَاءَكُمْ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَفْضَحَنَا ، إِنَّ مَعِي أَصْحَابًا لِي عَلَى مِثْلِ رَأْيِي ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِهِمْ فَتَبِيعَهُمْ ، وَتُحْسِنَ فِي ذَلِكَ ، وَنَرْهَنُكَ مِنَ الْحَلْقَةِ مَا فِيهِ لَكَ وَفَاءٌ . وَأَرَادَ سِلْكَانُ أَنْ لا يُنْكِرَ السِّلَاحَ إِذَا جَاءُوا بِهَا فَقَالَ : إِنَّ فِي الْحَلْقَةِ لَوَفَاءً . قَالَ : فَرَجَعَ سِلْكَانُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَهُ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا السِّلَاحَ فَيَنْطَلِقُوا ، فَيَجْتَمِعُوا إِلَيْهِ ، فَاجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
وَصَالِحِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ

ثقة

وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ

ثقة

وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ

ثقة ثبت

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أسير الظَّفَرِيِّ

مقبول

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.