ثم كانت السنة الثانية من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 610

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : أَتَى ابْنُ قُمَيْئَةَ الْحَارِثِيُّ أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ ، فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِحَجَرٍ ، فَكَسَرَ أَنْفَهُ وَرَبَاعِيَتَهُ ، وَشَجَّهُ فِي وَجْهِهِ فَأَثْقَلَهُ ، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، وَدَخَلَ بَعْضُهُمُ الْمَدِينَةَ ، وَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ فَوْقَ الْجَبَلِ إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَقَامُوا عَلَيْهَا ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَدْعُو النَّاسَ : إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ، إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ ثَلاثُونَ رَجُلا ، فَجَعَلُوا يَسِيرُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ إِلا طَلْحَةَ وَسَهْلَ بْنَ حَنِيفٍ ، فَحَمَاهُ طَلْحَةُ ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فِي يَدِهِ ، فَيَبِسَتْ يَدُهُ ، وَأَقْبَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ ، وَقَدْ حَلَفَ لَيَقْتُلَنَّ النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : بَلْ أَنَا أَقْتُلُهُ . فَقَالَ : يَا كَذَّابُ ، أَيْنَ تَفِرُّ ؟ فَحَمَلَ عَلَيْهِ ، فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي جَيْبِ الدِّرْعِ ، فَجُرِحَ جُرْحًا خَفِيفًا ، فَوَقَعَ يَخُورُ خُوَارَ الثَّوْرِ ، فَاحْتَمَلُوهُ ، وَقَالُوا : لَيْسَ بِكَ جِرَاحَةٌ ، فَمَا يُجْزِعُكَ ؟ قَالَ : أَلَيْسَ قَالَ : لأَقْتُلَنَّكَ ؟ لَوْ كَانَتْ بِجَمِيعِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ لَقَتَلَتْهُمْ . فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا يَوْمًا أَوْ بَعْضُ يَوْمٍ حَتَّى مَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْجُرْحِ . وَفَشَا فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ قُتِلَ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ الصَّخْرَةِ : لَيْتَ لَنَا رَسُولا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَيَأْخُذُ لَنَا أَمَنَةً مِنْ أَبِي سُفْيَانَ ، يَا قَوْمُ ، إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ ، فَارْجِعُوا إِلَى قَوْمِكُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوكُمْ فَيَقْتُلُوكُمْ . قَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ : يَا قَوْمُ ، إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ قُتِلَ فَإِنَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ لَمْ يُقْتَلْ ، فَقَاتِلُوا عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا يَقُولُ هَؤُلاءِ . وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاءِ . ثُمَّ شَدَّ بِسَيْفِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ . وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَدْعُو النَّاسَ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ الصَّخْرَةِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ وَضَعَ رَجُلٌ سَهْمًا فِي قَوْسِهِ فَأَرَادَ أَنْ يَرْمِيَهُ ، فَقَالَ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفَرِحُوا بِذَلِكَ حِينَ وَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَيًّا ، وَفَرِحَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ رَأَى أَنَّ فِي أَصْحَابِهِ مَنْ يَمْتَنِعُ بِهِ . فَلَمَّا اجْتَمَعُوا ، وَفِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَهَبَ عَنْهُمُ الْحَزَنُ ، فَأَقْبَلُوا يَذْكُرُونَ الْفَتْحَ وَمَا فَاتَهُمْ مِنْهُ ، وَيَذْكُرُونَ أَصْحَابَهُمُ الَّذِينَ قُتِلُوا ، فَقَالَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِلَّذِينَ قَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ : فَارْجِعُوا إِلَى قَوْمِكُمْ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ سورة آل عمران آية 144 ، فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ نَسَوْا ذَلِكَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ ، وَأَهَمَّهُمْ أَبُو سُفْيَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا ، اللَّهُمَّ إِنْ تُقْتَلْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ لا تُعْبَدُ . ثُمَّ نَدَبَ أَصْحَابَهُ ، فَرَمَوْهُمْ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى أَنْزَلُوهُمْ . فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ ، يَوْمَئِذٍ : اعْلُ هُبَلُ ، حَنْظَلَةُ بِحَنْظَلَةَ ، وَيَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ . وَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ حَنْظَلَةَ بْنَ الرَّاهِبِ ، وَكَانَ جُنُبًا ، فَغَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ . وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : لَنَا الْعُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِعُمَرَ : قُلِ : اللَّهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَكُمْ . فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَفِيكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ أَمَا إِنَّهَا قَدْ كَانَتْ فِيكُمْ مُثْلَةٌ ، مَا أَمَرْتُ بِهَا وَلا نَهَيْتُ عَنْهَا وَلا سَرَّتْنِي وَلا سَاءَتْنِي ، فَذَكَرَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، إِشْرَافَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ سورة آل عمران آية 153 وَالْغَمُّ الأَوَّلُ مَا فَاتَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَتْحِ ، وَالْغَمُّ الثَّانِي إِشْرَافُ الْعَدُوِّ عَلَيْهِمْ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ سورة آل عمران آية 153 مِنَ الْغَنِيمَةِ وَلا مَا أَصَابَكُمْ سورة آل عمران آية 153 مِنَ الْقَتْلِ ، حَتَّى تَذْكُرُونَ . فَشَغَلَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَمَّا ابْنُ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ قَالَ ، فِيمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْهُ : " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي الشِّعْبِ ، وَمَعَهُ أُولَئِكَ النَّفَرُ مِنْ أَصْحَابِهِ ، إِذْ عَلَتْ عَالِيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ الْجَبَلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا . فَقَاتَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَرَهْطٌ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى أَهْبَطُوهُمْ عَنِ الْجَبَلِ . وَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى صَخْرَةٍ مِنَ الْجَبَلِ لِيَعْلُوهَا ، وَقَدْ كَانَ بَدَنُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَظَاهِرُهُ بَيْنَ دِرْعَيْنِ ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَنْهَضَ لَمْ يَسْتَطِعْ ، فَجَلَسَ تَحْتَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَنَهَضَ حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهَا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
السُّدِّيِّ

صدوق حسن الحديث

أَسْبَاطٌ

صدوق كثير الخطا يغرب

أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ

صدوق يخطئ

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.