فَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : اجْتَمَعُوا لَهُ ، وَفِيهِمْ : أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ ، فَقَالَ ، وَهُمْ عَلَى بَابِهِ : " إِنَّ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّكُمْ إِنْ تَابَعْتُمُوهُ عَلَى أَمْرِهِ كُنْتُمْ مُلُوكَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، ثُمَّ بُعِثْتُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ ، فَجُعِلَتْ لَكُمْ جِنَانٌ كَجِنَانِ الأُرْدُنِّ . وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ لَكُمْ مِنْهُ ذَبْحٌ ، ثُمَّ بُعِثْتُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ فَجُعِلَتْ لَكُمْ نَارٌ تُحْرَقُونَ فِيهَا . قَالَ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ ، أَنَا أَقُولُ ذَلِكَ ، أَنْتَ أَحَدُهُمْ . وَأَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَبْصَارِهِمْ عَنْهُ فَلَا يَرَوْنَهُ ، فَجَعَلَ يَنْثُرُ ذَلِكَ التُّرَابَ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَاتِ مِنْ : يس يس { 1 } وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ { 2 } إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ { 3 } عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ { 4 } سورة يس آية 1-4 ، إِلَى قَوْلِهِ : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ سورة يس آية 9 ، حَتَّى فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى حَيْثُ أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ ، فَأَتَاهُمْ آتٍ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ ، فَقَالَ : مَا تَنْتَظِرُونَ هَهُنَا ؟ قَالُوا : مُحَمَّدًا . قَالَ : خَيَّبَكُمُ اللَّهُ ، قَدْ وَاللَّهِ خَرَجَ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ ، ثُمَّ مَا تَرَكَ مِنْكُمْ رَجُلًا إِلَّا وَقَدْ وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا ، وَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، أَفَمَا تَرَوْنَ مَا بِكُمْ ؟ قَالَ : فَوَضَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَإِذَا عَلَيْهِ تُرَابٌ ، ثُمَّ جَعَلُوا يَطَّلِعُونَ فَيَرَوْنَ عَلِيًّا عَلَى الْفِرَاشِ مُتَسَجِيًّا بِبُرْدِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُونَ : وَاللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَمُحَمَّدٌ نَائِمٌ عَلَيْهِ بُرْدُهُ ، فَلَمْ يَبْرَحُوا كَذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحُوا ، فَقَامَ عَلِيٌّ عَنِ الْفِرَاشِ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَقَدْ صَدَقَنَا الَّذِي كَانَ حَدِيثًا ، فَكَانَ مِمَّا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمَا كَانُوا أَجْمَعُوا لَهُ : وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ سورة الأنفال آية 30 ، وَقَوْلُ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ : أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ { 30 } قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ { 31 } سورة الطور آية 30-31 ، وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَى عَلِيًّا ، فَسَأَلَهُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَحِقَ بِالْغَارِ مِنْ ثَوْرٍ ، وَقَالَ : إِنْ كَانَ لَكَ فِيهِ حَاجَةٌ فَالْحَقْهُ . فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُسْرِعًا ، فَلَحِقَ نَبِيَّ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي الطَّرِيقِ ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَرَسَ أَبِي بَكْرٍ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، فَحَسِبَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمَشْيَ ، فَانْقَطَعَ قِبَالُ نَعْلِهِ ، فَفَلَقَ إِبْهَامَهُ حَجَرٌ ، فَكَثُرَ دَمُهَا ، وَأَسْرَعَ السَّعْيَ ، فَخَافَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَشُقَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ وَتَكَلَّمَ ، فَعَرَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَ حَتَّى أَتَاهُ ، فَانْطَلَقَا وَرِجْلُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَسْتَنُّ دَمًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْغَارِ مَعَ الصُّبْحِ ، فَدَخَلَا وَأَصْبَحَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْصُدُونَ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلُوا الدَّارَ ، وَقَامَ عَلِيٌّ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَنْ فِرَاشِهِ ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ عَرَفُوهُ ، فَقَالُوا لَهُ : أَيْنَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لا أَدْرِي أَوَرَقِيبًا كُنْتُ عَلَيْهِ ؟ أَمَرْتُمُوهُ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ ، فَانْتَهَرُوهُ وَضَرَبُوهُ وَأَخْرَجُوهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَحَبَسُوهُ سَاعَةً ثُمَّ تَرَكُوهُ . وَنَجَّى اللَّهُ رَسُولَهُ مِنْ مَكْرِهِمْ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ : وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ سورة الأنفال آية 30 " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَذِنَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِرَسُولِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عِنْدَ ذَلِكَ بِالْهِجْرَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ | محمد بن كعب القرظي / ولد في :38 / توفي في :118 | ثقة |
يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ | يزيد بن أبي زياد المخزومي | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |