ذكر اسماء قضاته وكتابه وعماله على الصدقات


تفسير

رقم الحديث : 1106

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ كُلَّمَا مَرَّ بِخَالِدٍ ، قَالَ : يَا خَالِدُ أَخْرِجْ مَالَ اللَّهِ مِنْ تَحْتِ اسْتِكَ . فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ . فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ عُمَرُ ، قَالَ لَهُ خَالِدٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا قِيمَةُ مَا أَصَبْتُ فِي سُلْطَانِكُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ . فَقَالَ عُمَرُ : قَدْ أَخَذْتُ ذَلِكَ مِنْكَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ . قَالَ : هُوَ لَكَ . قَالَ : قَدْ أَخَذْتُهُ . وَلَمْ يَكُنْ لِخَالِدٍ مَالا إِلا عِدَّةٌ وَرَقِيقٌ ، فَحُسِبَ ذَلِكَ ، فَبَلَغَتْ قِيمَتُهُ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، فَنَاصَفَهُ عُمَرُ ذَلِكَ ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَأَخَذَ الْمَالَ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ رَدَدْتَ عَلَى خَالِدٍ مَالَهُ ، فَقَالَ : إِنَّمَا أَنَا تَاجِرٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَاللَّهِ لا أَرُدُّهُ عَلَيْهِ أَبَدًا ، فَكَانَ عُمَرُ يَرَى أَنَّهُ قَدِ اشْتَفَى مِنْ خَالِدٍ حِينَ صَنَعَ بِهِ ذَلِكَ . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ خَالِدٍ ، وَعُبَادَةَ ، قَالا : وَلَمَّا جَاءَ عُمَرَ الْكِتَابُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بِالَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَبْدَأَ بِهِ كَتَبَ إِلَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَابْدَءُوا بِدِمَشْقَ فَانْهَدُوا لَهَا ، فَإِنَّهَا حِصْنُ الشَّامِ ، وَبَيْتُ مَمْلَكَتِهِمْ ، وَاشْغِلُوا عَنْكُمْ أَهْلَ فِحْلَ بِخَيْلٍ تَكُونُ بِإِزَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ ، وَأَهْلَ فِلَسْطِينَ ، وَأَهْلَ حِمْصَ ، فَإِنْ فَتَحَهَا اللَّهُ قَبْلَ دِمَشْقَ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ ، وَإِنْ تَأَخَّرَ فَتْحُهَا حَتَّى يَفْتَحُ اللَّهُ دِمَشْقَ فَلْيَنْزِلْ بِدِمَشْقَ مَنْ يُمْسِكْ بِهَا ، وَدَعُوهَا وَانْطَلِقْ أَنْتَ وَسَائِرُ الأُمَرَاءِ حَتَّى تُغِيرُوا عَلَى فِحْلَ ، فَإِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَانْصَرِفْ أَنْتَ وَخَالِدٌ إِلَى حِمْصَ ، وَدَعْ شُرَحْبِيلَ وَعَمْرًا ، وَأَخْلِهِمَا بِالأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ ، وَأَمِيرُ كُلِّ بَلَدٍ وَجُنْدٍ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ إِمَارَتِهِ . فَسَرَّحَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى فِحْلَ عَشَرَةَ قُوَّادٍ : أَبَا الأَعْوَرِ السُّلَمِيَّ ، وَعَبْدَ عَمْرِو بْنَ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ الْجُرَشِيَّ ، وَعَامِرَ بْنَ حَثْمَةَ ، وَعَمْرَو بْنَ كُلَيْبٍ مِنْ يَخْصُبَ ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْصَعِقِ بْنِ كَعْبٍ ، وَصَيْفِيَّ بْنَ عُلْبَةَ بْنِ شَامِلٍ ، وَعَمْرَو بْنَ الْحَبِيبِ بْنِ عَمْرٍو ، ولِبْدَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ خَثْعَمَةَ ، وَبِشْرَ بْنَ عِصْمَةَ ، وَعُمَارَةَ بْنَ مخش قَائِدَ النَّاسِ . وَمَعَ كُلِّ رَجُلٍ خَمْسَةُ قُوَّادٍ ، وَكَانَتِ الرُّؤَسَاءُ تَكُونُ مِنَ الصَّحَابَةِ حَتَّى لا يَجِدُوا مَنْ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَسَارُوا مِنَ الصُّفَّرِ حَتَّى نَزَلُوا قَرِيبًا مِنْ فِحْلَ ، فَلَمَّا رَأَتِ الرُّومُ أَنَّ الْجُنُودَ تُرِيدُهُمْ بَثَقُوا الْمِيَاهَ حَوْلَ فِحْلَ ، فَأُرْدِغَتِ الأَرْضُ ثُمَّ وَحِلَتْ ، وَاغْتَمَّ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ ، فَحَبَسُوا عَنِ الْمُسْلِمِينَ بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ فَارِسٍ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَحْصُورٍ بِالشَّامِ أَهْلُ فِحْلَ ثُمَّ أَهْلُ دِمَشْقَ ، وَبَعَثَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَا الْكَلاعِ حَتَّى كَانَ بَيْنَ دِمَشْقَ وَحِمْصَ رِدْءًا ، وَبَعَثَ عَلْقَمَةَ بْنَ حَكِيمٍ وَمَسْرُوقًا فَكَانَا بَيْنَ دِمَشْقَ وَفِلَسْطِينَ ، وَالأَمِيرُ يَزِيدُ فَفَصَلَ وَفَصَلَ بِأَبِي عُبَيْدَةَ مِنَ الْمَرْجِ . وَقَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَلَى مُجَنِّبَتَيْهِ عَمْرٌو وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، وَعَلى الْخَيْلِ عِيَاضٌ ، وَعَلَى الرُّجَّلِ شُرَحْبِيلُ ، فَقَدِمُوا عَلَى دِمَشْقَ وَعَلَيْهِمْ نسطاسُ بْنُ نسطوسَ ، فَحَصَرُوا أَهْلَ دِمَشْقَ ، وَنَزَلُوا حَوَالَيْهَا ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى نَاحِيَةٍ ، وَعَمْرٌو عَلَى نَاحِيَةٍ ، وَيَزِيدُ عَلَى نَاحِيَةٍ ، وَهِرَقْلُ يَوْمَئِذٍ بِحِمْصَ ، وَمَدِينَةُ حِمْصَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، فَحَاصَرُوا أَهْلَ دِمَشْقَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ لَيْلَةً حِصَارًا شَدِيدًا بِالزُّحُوفِ ، وَالتَّرَامِي ، وَالْمَجَانِيقِ ، وَهُمْ مُعْتَصِمُوَن بِالْمَدِينَةِ يَرْجُونَ الْغِيَاثَ ، وَهِرَقلُ مِنْهُمْ قَرِيبٌ ، وَقَدِ اسْتَمَدُّوهُ ، وَذُو الْكَلاعِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ حِمْصَ عَلَى رَأْسِ لَيْلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ حِمْصَ ، وَجَاءَتْ خُيُولُ هِرَقْلَ مُغِيثَةً لأَهْلِ دِمَشْقَ ، فَأَشجتْهَا الْخُيُولُ الَّتِي مَعَ ذِي الْكَلاعِ وَشَغَلَتْهَا عَنِ النَّاسِ ، فَأَرَزُوا وَنَزَلُوا بِإِزَائِهِ وَأَهْلُ دِمَشْقَ عَلَى حَالِهِمْ ، فَلَمَّا أيَقْنَ أَهْلُ دِمَشْقَ أَنَّ الأَمْدَادَ لا تَصِلُ إِلَيْهِمْ فَشِلُوا وَوَهِنُوا وَأُبْلِسُوا ، وَازْدَادَ الْمُسْلِمُونَ طَمَعًا فِيهِمْ ، وَقَدْ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّها كَالْغَارَاتِ قَبْلَ ذَلِكَ ، إِذَا هَجَمَ الْبَرْدُ قَفَلَ النَّاسُ فَسَقَطَ النَّجْمُ وَالْقَوْمُ مُقِيمُونَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُمْ ، وَنَدِمُوا عَلَى دُخُولِ دِمَشْقَ ، وَوُلِدَ لِلْبِطْرِيقِ الَّذِي دَخَلَ عَلَى أَهْلِ دِمَشْقَ مَوْلُودٌ فَصَنَعَ عَلَيْهِ ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَشَرِبُوا وَغَفِلُوا عَنْ مَوَاقِفِهِمْ ، وَلا يَشْعُرُ بِذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا مَا كَانَ مِنْ خَالِدٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ لا يَنَامُ وَلا ، يُنِيمُ ، وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أُمُورِهِمْ شَيْءٌ ، عُيُونُهُ ذَاكِيَةٌ ، وَهُوَ مَعْنِيٌّ بِمَا يَلِيهِ ، قَدِ اتَّخَذَ حِبَالا كَهَيْئَةِ السَّلالِيمِ وَأَوْهَاقًا ، فَلَمَّا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ نَهَدَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ جُنْدِهِ الَّذِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمْ ، وَتَقَدَّمَهُمْ هُوَ وَالْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو وَمَذْعُورُ بْنُ عَدِيٍّ ، وَأَمْثَالُهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ ، وَقَالُوا : إِذَا سَمِعْتُمْ تَكْبِيرَنَا عَلَى السُّورِ فَارْقُوا إِلَيْنَا وَانْهَدُوا لِلْبَابِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْمُتَقَدِّمُونَ رَمَوْا بِالْحِبَالِ الشُّرَفَ ، وَعَلَى ظُهُورِهِمُ الْقِرَبُ الَّتِي قَطَعُوا بِهَا خَنْدَقِهِمْ ، فَلَمَّا ثَبَتَ لَهُمْ وَهْقَانِ تَسَلَّقَ فِيهِمَا الْقَعْقَاعُ وَمَذْعُورٌ ، ثُمَّ لَمْ يَدَعَا أُحْبُولَةً إِلا أَثْبَتَاهَا وَالأَوْهَاق بِالشُّرَفِ ، وَكَانَ الْمَكَانُ الَّذِي اقْتَحَمُوا مِنْهُ أَحْصَنَ مَكَانٍ يُحِيطُ بِدِمَشْقَ ، أَكْثَرَهُ مَاءً ، وَأَشَدَّهُ مَدْخَلا ، وَتَوَافَوْا لِذَلِكَ فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ دَخَلَ مَعَهُ أَحَدٌ إِلا رَقِيَ أَوْ دَنَا مِنَ الْبَابِ ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَوْا عَلَى السُّورِ ، حَدَرَ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ وَانْحَدَرَ مَعَهُمْ ، وَخَلَّفَ مَنْ يَحْمِي ذَلِكَ الْمَكَانَ لِمَنْ يَرْتَقِي ، وَأَمَرَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ ، فَكَبَّرَ الَّذِينَ عَلَى رَأْسِ السُّورِ ، فَنَهَدَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْبَابِ ، وَمَالَ إِلَى الْحِبَالِ بَشَرٌ كَثِيرٌ فَوَثَبُوا فِيهَا ، وَانْتَهَى خَالِدٌ إِلَى أَوَّلِ مَنْ يَلِيهِ فَأَنَامَهُمْ ، وَانْحَدَرَ إِلَى الْبَابِ فَقَتَلَ الْبَوَّابِينَ ، وَثَارَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَفَزِعَ سَائِرُ النَّاسِ ، فَأَخَذُوا مَوَاقِفَهُمْ وَلا يَدْرُونَ مَا الشَّأْنُ ، وَتَشَاغَلَ أَهْلُ كُلِّ نَاحِيَةٍ بِمَا يَلِيهِمْ ، وَقَطَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمَنْ مَعَهُ أَغْلاقَ الْبَابِ بِالسُّيُوفِ ، وَفَتَحُوا لِلْمُسْلِمِينَ ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مِنْ دَاخِلٍ حَتَّى مَا بَقِيَ مِمَّا يَلِي بَابَ خَالِدٍ مُقَاتِلٌ إِلا أُنِيمَ . وَلَمَّا شَدَّ خَالِدٌ عَلَى مَنْ يَلِيهِ وَبَلَغَ مِنْهُمُ الَّذِي أَرَادَ عَنْوَةً ، أَرَزَ مَنْ أَفْلَتَ إِلَى أَهْلِ الأَبْوَابِ الَّتِي تَلِي غَيْرَهُ ، وَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ دَعَوْهُمْ إِلَى الْمُشَاطَرَةِ ، فَأَبَوْا وَأَبْعَدُوا ، فَلَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلا وَهُمْ يَبُوحُونَ لَهُمْ بِالصُّلْحِ ، فَأَجَابُوهُمْ وَقَبِلُوا مِنْهُمْ وَفَتَحُوا لَهُمُ الأَبْوَابَ ، وَقَالُوا : ادْخُلُوا وَامْنَعُونَا مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَابِ ، فَدَخَلَ أَهْلُ كُلِّ بَابٍ بِصُلْحٍ مِمَّا يَلِيهِمْ ، وَدَخَلَ خَالِدٌ مِمَّا يَلِيهِ عَنْوَةً ، فَالْتَقَى خَالِدٌ وَالْقُوَّادُ فِي وَسَطِهَا هَذَا اسْتِعْرَاضًا وَانْتِهَابًا وَهَذَا صُلْحًا وَتَسْكِينًا ، فَأَجْرَوْا نَاحِيَةَ خَالِدٍ مَجْرَى الصُّلْحِ ، فَصَارَ صُلْحًا ، وَكَانَ صُلْحُ دِمَشْقَ عَلَى الْمُقَاسَمَةِ الدِّينَارِ وَالْعَقَارِ وَدِينَارٍ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ ، فَاقْتَسَمُوا الأَسْلابَ ، فَكَانَ أَصْحَابُ خَالِدٍ فِيهَا كَأَصْحَابِ سَائِرِ الْقُوَّادِ ، وَجَرَى عَلَى الدِّيَارِ وَمَنْ بَقِيَ فِي الصُّلْحِ جَرِيبٌ مِنْ كُلِّ جَرِيبِ أَرْضٍ ، وَوَقَفَ مَا كَانَ لِلْمُلُوكِ وَمَنْ صَوَّبَ مَعَهُمْ فَيْئًا ، وَقَسَّمُوا لِذِي الْكَلاعِ وَمَنْ مَعَهُ ، وَلأَبِي الأَعْوَرِ وَمَنْ مَعَهُ ، وَلِبَشِيرٍ وَمَنْ مَعَهُ ، وَبَعَثُوا بِالْبِشَارَةِ إِلَى عُمَرَ . وَقَدِمَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ كِتَابُ عُمَرَ : بِأَنِ اصْرِفْ جُنْدَ الْعِرَاقِ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَأَمَرَهُمْ بِالْحَثِّ إِلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، فَأَمَّرَ عَلَى جُنْدِ الْعِرَاقِ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ الْقَعْقَاعَ بْنَ عَمْرٍو ، وَعَلَى مُجَنِّبَتَيْهِ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الزُّهْرِيَّ وَرِبْعِيَّ بْنَ عَامِرٍ ، وَضَرَبُوا بَعْدَ دِمَشْقَ نَحْوَ سَعْدٍ . فَخَرَجَ هَاشِمٌ نَحْوَ الْعِرَاقِ ، فِي جُنْدِ الْعِرَاقِ وَخَرَجَ الْقُوَّادُ نَحْوَ فِحْلَ ، وَأَصْحَابُ هَاشِمٍ عَشَرَةُ آلافٍ إِلا مَنْ أُصِيبَ مِنْهُمْ ، فَأَتَمُّوهُمْ بِأُنَاسٍ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ ، وَمِنْهُمْ قَيْسٌ وَالأَشْتَرُ ، وَخَرَجَ عَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ إِلَى إِيلِيَاءَ فَنَزَلا عَلَى طَرِيقِهَا ، وَبَقِيَ بِدِمَشْقَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ قُوَّادِ أَهْلِ الْيَمَنِ عَدَدٌ مِنْهُمْ : عَمْرُو بْنُ شِمْرِ بْنِ غَزِيَّةَ ، وَسَهْمُ بْنُ الْمُسَافِرِ بْنِ هَزْمَةَ ، وَمُشَافِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَافِعٍ ، وَبَعَثَ يَزِيدُ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيَّ فِي خَيْلٍ بَعْدَ مَا فَتَحَ دِمَشْقَ إِلَى تَدْمُرَ ، وَأَبَا الزَّهْرَاءِ الْقُشَيْرِيَّ إِلَى الْبَثَنِيَّةِ وَحَوْرَانَ فَصَالَحُوهُمَا عَلَى صُلْحِ دِمَشْقٍ وَوَلِيَا الْقِيَامَ عَلَى فَتْحِ مَا بُعِثَا إِلَيْهِ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : كَانَ فَتْحُ دِمَشْقَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي رَجَبٍ ، وَقَالَ أَيْضًا : كَانَتْ وَقْعَةُ فِحْلَ قَبْلَ دِمَشْقَ ، وَإِنَّمَا صَارَ إِلَى دِمَشْقَ رَافِضَةُ فِحْلَ وَاتَّبَعَهَمُ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا ، وَزَعَمَ أَنَّ وَقْعَةَ فِحْلَ كَانَتْ سَنَةَ ثَلاثَةَ عَشَرَ فِي ذِي الْقَعْدَةَ مِنْهَا حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْهُ . وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ فَتْحَ دِمَشْقَ كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ كَمَا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَزَعَمَ أَنَّ حِصَارَ الْمُسْلِمِينَ لَهَا كَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، وَزَعَمَ أَنْ وَقْعَةَ الْيَرْمُوكِ كَانَتْ فِي سَنَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ ، وَزَعَمَ أَنَّ هِرَقْلَ جَلا فِي هَذِهِ السَّنَةِ بَعْدَ وَقْعَةِ الْيَرْمُوكِ فِي شَعْبَانَ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ إِلَى قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ الْيَرْمُوكِ وَقْعَةٌ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَقَدْ مَضَى ذِكْرِي مَا رُوِيَ عَنْ سَيْفٍ ، عَمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَنَّ وَقْعَةَ الْيَرْمُوكِ كَانَتْ فِي سَنَةِ ثَلاثَ عَشَرَةَ ، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ وَرَدَ عَلَيْهِمُ الْبَرِيدُ بِوَفَاةِ أَبِي بَكْرٍ بِالْيَرْمُوكِ وَفِي الْيَوْمِ الَّذِي هُزِمَتِ الرُّومُ فِي آخِرِهِ ، وَأَنَّ عُمَرَ أَمَرَهُمْ بَعْدَ فَرَاغِهِمْ مِنَ الْيَرْمُوكِ بِالْمَسِيرِ إِلَى دِمَشْقَ . وَزَعَمَ أَنَّ فِحْلَ كَانَتْ بَعْدَ دِمَشْقَ ، وَأَنَّ حُرُوبًا بَعْدَ ذَلِكَ كَانَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ سِوَى ذَلِكَ قَبْلَ شُخُوصِ هِرَقْلَ إِلَى قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، سَأَذْكُرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي مَوَاضِعِهَا . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ : أَعْنِي سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ ، وَجَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا عُبَيْدِ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ نَحْوَ الْعِرَاقِ ، وَفِيهَا اسْتُشْهِدَ فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ ، وَأَمَّا ابْنُ إِسْحَاقَ ، فَإِنَّهُ قَالَ : كَانَ يَوْمُ الْجِسْرِ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ فِي سَنَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.