ذكر اسماء قضاته وكتابه وعماله على الصدقات


تفسير

رقم الحديث : 1145

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : وَالتُّرْجُمَانُ هِلالٌ الْهَجَرِيُّ ، وَالْكَاتِبُ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : وَالتُّرْجُمَانُ هِلالٌ الْهَجَرِيُّ ، وَالْكَاتِبُ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، فَلَمَّا فَرَغَ سَعْدٌ مِنْ تَعْبِيَتِهِ وَأَعَدَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ جَمَاعًا وَرَأْسًا ، كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِ سَعْدٍ فِيمَا بَيْنَ كِتَابِهِ إِلَى عُمَرَ بِالَّذِي جَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسَ ، وَبَيْنَ رُجُوعِ جَوَابِهِ وَرَحْلِهِ مِنْ شَرَافَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ ، قُدُومُ الْمُعَنَّى بْنِ حَارِثَةَ ، وَسَلْمَى بِنْتِ خَصَفَةَ التَّيْمِيَّةِ تَيْمِ اللاتِ إِلَى سَعْدٍ بِوَصِيَّةِ الْمُثَنَّى ، وَكَانَ قَدْ أَوْصَى بِهَا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُعَجِّلُوهَا عَلَى سَعْدٍ بِزَرُودَ ، فَلَمْ يَفْرُغُوا لِذَلِكَ ، وَشَغَلَهُمْ عَنْهُ قَابُوسُ بْنُ قَابُوسَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الآزاذمردَ بْنَ الآزاذبهِ بَعَثَهُ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ ، وَقَالَ لَهُ : ادْعُ الْعَرَبَ فَأَنْتَ عَلَى مَنْ أَجَابَكَ ، وَكُنْ كَمَا كَانَ آبَاؤُكَ ، فَنَزَلَ الْقَادِسِيَّةَ ، وَكَاتَبَ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ بِمِثْلِ مَا كَانَ النُّعْمَانُ يُكَاتِبُهُمْ بِهِ ، مُقَارَبَةً وَوَعِيدًا ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْمُعَنَّى خَبَرُهُ ، أَسْرَى الْمُعَنَّى مِنْ ذِي قَارٍ حَتَّى بَيْتِهِ فَأَنَامَهُ وَمَنْ مَعَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى ذِي قَارٍ ، وَخَرَجَ مِنْهَا هُوَ وَسَلْمَى إِلَى سَعْدٍ بُوَصِيَّةِ الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ وَرَأْيِهِ ، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ بِشَرَافَ يَذْكُرُ فِيهَا أَنَّ رَأْيَهُ لِسَعْدٍ أَلا يُقَاتِلَ عَدُوَّهُ ، وَعُدُوَّهُمْ يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ ، إِذَا اسْتُجْمِعَ أَمْرُهُمْ وَمَلَؤُهُمْ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتِلَهُمْ عَلَى حُدُودِ أَرْضِهِمْ عَلَى أَدْنَى حَجَرٍ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ ، وَأَدْنَى مَدَرَةٍ مِنْ أَرْضِ الْعُجْمِ ، فَإِنْ يُظْهِرِ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ فَلَهُمْ مَا وَرَاءَهُمْ ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى فَاءُوا إِلَى فِئَةٍ ثُمَّ يَكُونُوا أَعْلَمَ بِسَبِيلِهِمْ وَأَجْرَأَ عَلَى أَرْضِهِمْ ، إِلَى أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى سَعْدٍ رَأْيُ الْمُثَنَّى وَوَصِيَّتُهُ تَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَأَمَّرَ الْمُعَنَّى عَلَى عَمَلِهِ ، وَأَوْصَى بِأَهْلِ بَيْتِهِ خَيْرًا ، وَخَطَبَ سَلْمَى فَتَزَوَّجَهَا وَبَنَى بِهَا ، وَكَانَ فِي الأَعْشَارِ كُلِّهَا بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَدْرِيًّا ، وَثَلاثُ مِائَةٍ وَبِضْعَةُ عَشْرَ مِمَّنْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ فِيمَا بَيْنَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ إِلَى مَا فَوْقَ ذَلِكَ ، وَثَلاثُ مِائَةٍ مِمَّنْ شَهِدَ الْفَتْحَ ، وَسَبْعُ مِائَةٍ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ فِي جَمِيعِ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ، وَقَدِمَ عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ بِشَرَافِ كِتَابُ عُمَرَ بِمِثْلِ رَأْيِ الْمُثَنَّى ، وَقَدْ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ مَعَ كِتَابِ سَعْدٍ ، فَفَصَلَ كِتَابَاهُمَا إِلَيْهِمَا ، فَأَمَرَ أَبَا عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِهِ بِصَرْفِ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، وَهُمْ سِتَّةُ آلافٍ ، وَمَنِ اشْتَهَى أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ ، وَكَانَ كِتَابُهُ إِلَى سَعْدٍ : أَمَّا بَعْدُ ، فَسِرْ مِنْ شَرَافَ نَحْوَ فَارِسَ بِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَاسْتَعِنْ بِهِ عَلَى أَمْرِكَ كُلِّهِ ، وَاعْلَمْ فِيمَا لَدَيْكَ أَنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى أُمَّةٍ عَدَدُهُمْ كَثِيرٌ ، وَعُدَّتُهُمْ فَاضِلَةٌ ، وَبَأْسُهُمْ شَدِيدٌ ، وَعَلَى بَلَدٍ مَنِيعٍ ، وَإِنْ كَانَ سَهْلا كَئُودًا لِبُحُورِهِ وَفُيُوضِهِ وَدَآدِئِهِ ، إِلا أَنْ تُوَافِقُوا غَيْضًا مِنْ فَيْضٍ ، وَإِذَا لَقِيتُمُ الْقَوْمَ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَابْدَءُوهُمُ الشَّدَّ وَالضَّرْبَ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمُنَاظَرَةَ لِجُمُوعِهِمْ ، وَلا يَخْدَعَنَّكُمْ فَإِنَّهُمْ خُدْعَةٌ مَكْرَةٌ ، أَمْرُهُمْ غَيْرُ أَمْرِكُمْ إِلا أَنْ تُجَادُّوهُمْ ، وَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ وَالْقَادِسِيَّةُ بَابُ فَارِسَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهِيَ أَجْمَعُ تِلْكَ الأَبْوَابِ لِمَادَّتِهِمْ ، وَلِمَا يُرِيدُونَهُ مِنَ تِلْكَ الآصل ، وَهُوَ مَنْزِلٌ رَغِيبٌ خَصِيبٌ حَصِينٌ ، دُونَهُ قَنَاطِرٌ وَأَنْهَارٌ مُمْتَنِعَةٌ ، فَتَكُونُ مَسَالِحُكَ عَلَى أَنْقَابِهَا ، وَيَكُونُ النَّاسُ بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْمَدَرِ عَلَى حَافَّاتِ الْحَجَرِ ، وَحَافَّاتِ الْمَدَرِ وَالْجِرَاعُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ الْزَمْ مَكَانَكَ فَلا تَبْرَحْهُ ، فَإِنَّهُمْ إِذَا أَحَسُّوكَ أَنْغَصْتَهُمْ ، وَرَمَوْكَ بِجَمْعِهِمُ الَّذِي يَأْتِي عَلَى خَيْلِهِمْ وَرِجْلِهِمْ وَحَدِّهِمْ وَجَدِّهِمْ ، فَإِنْ أَنْتُمْ صَبَرْتُمْ لِعَدُوِّكُمْ وَاحْتَسَبْتُمْ لِقِتَالِهِ وَنَوَيْتُمُ الأَمَانَةَ ، رَجَوْتُ أَنْ تُنْصَرُوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ لا يَجْتَمِعُ لَكُمْ مِثْلَهُمْ أَبَدًا ، إِلا أَنْ يَجْتَمِعُوا وَلَيْسَتْ مَعَهُمْ قُلُوبُهُمْ ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى كَانَ الْحَجَرُ فِي أَدْبَارِكُمْ ، فَانْصَرَفْتُمْ مِنْ أَدْنَى مَدَرَةٍ مِنْ أَرْضِهِمْ إِلَى أَدْنَى حَجَرٍ مِنْ أَرْضِكُمْ ، ثُمَّ كُنْتُمْ عَلَيْهَا أَجْرَأَ وَبِهَا أَعْلَمَ ، وَكَانُوا عَنْهَا أَجْبَنَ وَبِهَا أَجْهَلَ ، حَتَّى يَأْتِي اللَّهُ بِالْفَتْحِ عَلَيْهِمْ وَيَرُدُّ لَكُمُ الْكَرَّةَ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَيْضًا بِالْيَوْمِ الَّذِي يَرْتَحِلُ فِيهِ مِنْ شَرَافَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ كَذَا وَكَذَا فَارْتَحِلْ بِالنَّاسِ حَتَّى تَنْزِلَ فِيمَا بَيْنَ عُذَيْبِ الْهَجَانَاتِ وَعُذَيْبِ الْقَوَادِسِ ، وَشَرِّقْ بِالنَّاسِ وَغَرِّبْ بِهِمْ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ جَوَابُ كِتَابِ عُمَرَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَتُعَاهِدْ قَلْبَكَ وَحَادِثْ جُنْدَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ ، وَمَنْ غَفَلَ فَلْيُحَدِّثْهُمَا ، وَالصَّبْرَ الصَّبْرَ ، فَإِنَّ الْمَعُونَةَ تَأْتِي مِنَ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ ، وَالأَجْرُ عَلَى قَدْرِ الْحِسْبَةِ ، وَالْحَذَرَ الْحَذَرَ عَلَى مَنْ أَنْتَ عَلَيْهِ ، وَمَا أَنْتَ بِسَبِيلِهِ ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، وَاكْتُبْ إِلَيَّ أَيْنَ بَلَغَكَ جَمْعُهُمْ ؟ وَمَنْ رَأْسُهُمُ الَّذِي يَلِي مُصَادَمَتَكُمْ ؟ فَإِنَّهُ قَدْ مَنَعَنِي مِنْ بَعْضِ مَا أَرَدْتَ الْكِتَابَ بِهِ قِلَّةُ عِلْمِي بِمَا هَجَمْتُمْ عَلَيْهِ ، وَالَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ أَمْرُ عَدُوِّكُمْ ، فَصِفْ لَنَا مَنَازِلَ الْمُسْلِمِينَ وَالْبَلَدِ الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَدَائِنِ صِفَةً كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَمْرِكُمْ عَلَى الْجَلِيَّةِ ، وَخَفِ اللَّهَ وَارْجُهُ وَلا تُدْلِ بِشَيْءٍ ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَكُمْ ، وَتَوَكَّلَ لِهَذَا الأَمْرِ بِمَا لا خُلْفَ لَهُ ، فَاحْذَرْ أَنْ تَصْرِفَهُ عَنْكَ ، وَيُسْتَبْدَلَ بِكُمْ غَيْرُكُمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ بِصِفَةِ الْبُلْدَانِ : إِنَّ الْقَادِسِيَّةَ بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَالْعَتِيقِ ، وَإِنَّ مَا عَنْ يَسَارِ الْقَادِسِيَّةِ بَحْرٌ أَخْضَرُ فِي جَوْفٍ لاحَ إِلَى الْحِيرَةِ بَيْنَ طَرِيقَيْنِ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَعَلَى الظَّهْرِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَعَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ يُدْعَى الْحَضُوضَ ، يَطْلَعُ بِمَنْ سَلَكَهُ عَلَى مَا بَيْنَ الْخَوَرْنَقِ وَالْحِيرَةِ ، وَمَا عَنْ يَمِينِ الْقَادِسِيَّةِ إِلَى الْولجَةِ فَيْضٌ مِنْ فُيُوضِ مِيَاهِهِمْ ، وَإِنَّ جَمِيعَ مَنْ صَالَحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ قَبْلِي ألب لأَهْلِ فَارِسَ ، قَدْ خَفُّوا لَهُمْ وَاسْتَعَدُّوا لَنَا ، وَإِنَّ الَّذِي أَعَدُّوا لِمُصَادَمَتِنَا رُسْتُمَ فِي أَمْثَالٍ لَهُ مِنْهُمْ ، فَهُمْ يُحَاوِلُونَ إِنْغَاضَنَا وَإِقْحَامَنَا ، وَنَحْنُ نُحَاوِلُ إِنْغَاضَهُمْ وَإِبْرَازَهُمْ ، وَأَمْرُ اللَّهِ بَعْدُ مَاضٍ ، وَقَضَاؤُهُ مُسَلِّمٌ إِلَى مَا قَدَّرَ لَنَا وَعَلَيْنَا ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَ الْقَضَاءِ وَخَيْرَ الْقَدَرِ فِي عَافِيَةٍ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكَ وَفَهِمْتُهُ ، فَأَقِمْ بِمَكَانِكَ حَتَّى يُنْغِضَ اللَّهُ لَكَ عَدُوَّكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا مَا بَعْدَهَا ، فَإِنْ مَنَحَكَ اللَّهُ أَدْبَارَهُمْ فَلا تَنْزَعْ عَنْهُمْ حَتَّى تَقْتَحِمَ عَلَيْهِمُ الْمَدَائِنَ ، فَإِنَّهُ خَرَابُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَجَعَلَ عُمَرُ يَدْعُو لِسَعْدٍ خَاصَّةً ، وَيَدْعُونَ لَهُ مَعَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً ، فَقَدِمَ زَهْرَةُ سَعْدًا حَتَّى عَسْكَرَ بِعُذَيْبِ الْهَجَانَاتِ ، ثُمَّ خَرَجَ فِي أَثَرِهِ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَى زَهْرَةَ بِعُذَيْبِ الْهَجَانَاتِ ، وَقَدَّمَهُ فَنَزَلَ زَهْرَةُ الْقَادِسِيَّةَ بَيْنَ الْعَتِيقِ وَالْخَنْدَقِ بِحِيالِ الْقَنْطَرَةِ ، وَقُدَيْسُ يَوْمَئِذٍ أَسْفَلُ مِنْهَا بِمَيْلٍ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.