ذكر اسماء قضاته وكتابه وعماله على الصدقات


تفسير

رقم الحديث : 1163

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، وَزِيَادٍ مَعَهُمَا ، قَالُوا : فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ ، فَقَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، وَزِيَادٍ مَعَهُمَا ، قَالُوا : فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ ، فَقَالُوا : أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ سُوءِ حَالِنَا فِيمَا مَضَى ، وَانْتِشَارِ أَمْرِنَا ، فَلَمَّا تبلغ كنهه يَمُوتُ الْمَيِّتُ مِنَّا إِلَى النَّارِ ، وَيَبْقَى الْبَاقِي مِنَّا فِي بُؤْسٍ ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي أَسْوَإِ ذَلِكَ ، بَعَثَ اللَّهُ فِينَا رَسُولا مِنْ أَنْفُسِنَا إِلَى الإِنْسِ وَالْجِنِّ رَحْمَةً رَحِمَ بِهَا مَنْ أَرَادَ رَحْمَتَهُ ، وَنَقْمَةً يَنْتَقِمُ بِهَا مِمَّنْ رَدَّ كَرَامَتَهُ ، فَبَدَأَ بِنَا قَبِيلَةً قَبِيلَةً ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشَدَّ عَلَيْهِ ، وَلا أَشَدَّ إِنْكَارًا لِمَا جَاءَ بِهِ وَلا أَجْهَدَ عَلَى قَتْلِهِ ، وَرَدَّ الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى طَابَقْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ كُلُّنَا ، فَنَصَبْنَا لَهُ جَمِيعًا وَهُوَ وَحْدَهُ فَرْدٌ ، لَيْسَ مَعَهُ إِلا اللَّهُ تَعَالَى ، فَأُعْطِيَ الظَّفْرَ عَلَيْنَا ، فَدَخَلَ بَعْضُنَا طَوْعًا وَبَعْضُنَا كَرْهًا ، ثُمَّ عَرَفْنَا جَمِيعًا الْحَقَّ وَالصِّدْقَ لَمَّا أَتَانَا بِهِ مِنَ الآيَاتِ الْمُعْجِزَةِ ، وَكَانَ مِمَّا أَتَانَا بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا جِهَادُ الأَدْنَى فَالأَدْنَى ، فَسِرْنَا بِذَلِكَ فِيمَا بَيْنَنَا ، نَرَى أَنَّ الَّذِي قَالَ لَنَا وَوَعَدَنَا لا يُخْرَمُ عَنْهُ وَلا يُنْقَضُ ، حَتَّى اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى هَذَا ، وَكَانُوا مِنَ اخْتِلافِ الرَّأْيِ فِيمَا لا يُطِيقُ الْخَلائِقُ تَأْلِيفَهُمْ ، ثُمَّ أَتَيْنَاكُمْ بِأَمْرِ رَبِّنَا نُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ ، وَنَنْفُذُ لأَمْرِهِ ، وَنَنْتَجِزُ مَوْعُودَهُ ، وَنَدْعُوكُمْ إِلَى الإِسْلامِ وَحُكْمِهِ ، فَإِنْ أَجَبْتُمُونَا تَرَكْنَاكُمْ وَرَجَعْنَا ، وَخَلَّفْنَا فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ لَمْ يَحْلُ لَنَا إِلا أَنْ نُعَاطِيَكُمُ الْقِتَالَ ، أَوْ تَفْتَدُوا بِالْجِزَى فَإِنْ فَعَلْتُمْ ، وَإِلا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْرَثَنَا أَرْضَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ، فَاقْبَلُوا نَصِيحَتَنَا فَوَاللَّهِ لإِسْلامُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ ، وَلَقِتَالُكُمْ بَعْدُ أَحَبُّ إلينا مِنْ صُلْحِكُمْ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَثَاثَتِنَا وَقِلَّتِنَا ، فَإِنَّ أَدَاتَنَا الطَّاعَةُ ، وَقِتَالَنَا الصَّبْرُ ، وَأَمَّا مَا ضَرَبْتُمْ لَنَا مِنَ الأَمْثَالِ ، فَإِنَّكُمْ ضَرَبْتُمْ لِلرِّجَالِ وَالأُمُورِ الْجِسَامِ وَلِلجِّدِ الْهَزْلِ ، وَلَكِنَّا سَنَضْرَبُ مَثَلَكُمْ ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ رَجُلٍ غَرَسَ أَرْضًا وَاخْتَارَ لَهَا الشَّجَرَ وَالْحَبَّ ، وَأَجْرَى إِلَيْهَا الأَنْهَارَ ، وَزَيَّنَهَا بِالْقُصُورِ ، وَأَقَامَ فِيهَا فَلاحِينَ يَسْكُنُونَ قُصُورَهَا ، وَيَقُومُونَ عَلَى جَنَّاتِهَا ، فَخَلا الْفَلاحُونَ فِي الْقُصُورِ عَلَى مَا لا يُحِبُّ وَفِي الْجِنَانِ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَأَطَالَ نَظْرَتَهُمْ ، فَلَمَّا لَمْ يَسْتَحْيُوا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمُ اسْتَعْتَبَهُمْ فَكَابَرُوهُ ، فَدَعَا إِلَيْهَا غَيْرَهُمْ وَأَخْرَجَهُمْ مِنْهَا ، فَإِنْ ذَهَبُوا عَنْهَا تَخَطَّفَهُمُ النَّاسُ ، وَإِنْ أَقَامُوا فِيهَا صَارُوا خَوْلا لِهَؤُلاءِ ، يَمْلِكُونَهُمْ وَلا يَمَلِكُونَ عَلَيْهِمْ ، فَيَسُومُونَهُمُ الْخَسْفَ أَبَدًا ، وَوَاللَّهِ أَنْ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَا نَقُولُ لَكَ حَقًّا ، وَلَمْ يَكُنْ إِلا الدُّنْيَا لَمَا كَانَ لَنَا عَمَّا ضَرِينَا بِهِ مِنْ لَذِيذِ عَيْشِكُمْ ، وَرَأَيْنَا مِنْ زَبْرَجِكُمْ مِنْ صَبْرٍ ، وَلَقَارَعْنَاكُمْ حَتَّى نَغْلِبَكُمْ عَلَيْهِ . فَقَالَ رُسْتُمُ : أَتَعْبُرُونَ إِلَيْنَا أَمْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ ؟ فَقَالُوا : بَلِ اعْبُرُوا إِلَيْنَا ، فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ عَشِيًّا ، وَأَرْسَلَ سَعْدٌ إِلَى النَّاسِ أَنْ يَقِفُوا مَوَاقِفَهُمْ ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ شَأْنَكُمْ وَالْعُبُورَ ، فَأَرَادُوا الْقَنْطَرَةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ : لا وَلا كَرَامَةَ ، أَمَّا شَيْءٌ قَدْ غَلَبْنَاكُمْ عَلَيْهِ فَلَنْ نَرُدَّهُ عَلَيْكُمْ ، تَكَلَّفُوا مَعْبَرًا غَيْرَ الْقَنَاطِرِ ، فَبَاتُوا يَسْكُرُونَ الْعَتِيقَ حَتَّى الصَّبَاحِ بِأَمْتِعَتِهِمْ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.