كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، بِإِسْنَادِهِمْ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، بِإِسْنَادِهِمْ ، قَالُوا : لَمَّا فَرَغَ الْقُرَّاءُ ، كَبَّرَ سَعْدٌ فَكَبَّرَ الَّذِينَ يَلُونَهُ تَكْبِيرَةً ، وَكَبَّرَ بَعْضُ النَّاسِ بِتَكْبِيرِ بَعْضٍ ، فَتَحَشْحَشَ النَّاسُ ، ثُمَّ ثَنَّى فَاسْتَتَمَّ النَّاسُ ، ثُمَّ ثَلَّثَ فَبَرَزَ أَهْلُ النَّجَدَاتِ فَأَنْشَبُوا الْقِتَالَ ، وَخَرَجَ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ أَمْثَالُهُمْ ، فَاعْتَوَرُوا الطَّعْنَ وَالضَّرْبَ ، وَخَرَجَ غَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ ، وَهُوَ يَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ وَارِدَةُ الْمَسَائِحِ ذَاتُ اللَّبَانِ وَالْبَنَانِ الْوَاضِحِ أَنِّي سِمَامُ الْبَطَلِ الْمُشَايِحِ وَفَارِجُ الأَمْرِ الْمُهِمِّ الْفَادِحِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ هُرْمُزُ وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ الْبَابِ ، وَكَانَ مُتَوَّجًا فَأَسَرَهُ غَالِبٌ أَسْرًا ، فَجَاءَ بِهِ سَعْدًا ، فَأُدْخِلَ وَانْصَرَفَ غَالِبٌ إِلَى الْمُطَارَدَةِ ، وَخَرَجَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو ، وَهُوَ يَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ اللَّبَبِ مِثْلَ اللُّجَيْنِ إِذْ تَغْشَاهُ الذَّهَبُ أَنِّي امْرُؤٌ لا مَنْ تَعِيبُهُ السَّبَبُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ يُغْرِيهِ الْعَتَبُ ، فَطَارَدَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ ، فَهَرَبَ مِنْهُ وَاتَّبَعَهُ ، حَتَّى إِذَا خَالَطَ صَفَّهُمُ الْتَقَى بِفَارِسٍ مَعَهُ بَغْلُهُ ، فَتَرَكَ الْفَارِسُ الْبَغْلَ وَاعْتَصَمَ بِأَصْحَابِهِ فَحَمُوهُ ، وَاسْتَاقَ عَاصِمٌ الْبَغْلَ وَالرَّحْلَ حَتَّى أَفْضَى بِهِ إِلَى الصَّفِّ ، فَإِذَا هُوَ خَبَّازُ الْمَلِكِ ، وَإِذَا الَّذِي مَعَهُ لُطْفُ الْمَلِكِ ، الأَخْبِصَةُ وَالْعَسَلُ الْمَعْقُودُ ، فَأَتَى بِهِ سَعْدًا ، وَرَجَعَ إِلَى مَوْقِفِهِ فَلَمَّا نَظَرَ فِيهِ سَعْدٌ ، قَالَ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى أَهْلِ مَوْقِفِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ الأَمِيرَ قَدْ نَفَلَكُمْ هَذَا فَكُلُوهُ فَنَفَلَهُمْ إِيَّاهُ . قَالُوا : وَبَيْنَا النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ التَّكْبِيرَةَ الرَّابِعَةَ ، إِذْ قَامَ صَاحِبُ رَجَّالَةِ بَنِي نَهْدٍ قَيْسُ بْنُ حُذَيْمِ بْنِ جُرْثُومَةَ ، فَقَالَ : يَا بَنِي نَهْدٍ انْهَدُوا إِنَّمَا سُمِّيتُمْ نَهْدًا لِتَفْعَلُوا . فَبَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ : وَاللَّهِ لَتَكُفَّنَّ أَوْ لأُوَلِّيَنَّ عَمَلَكَ غَيْرَكَ فَكَفَّ ، وَلَمَّا تَطَارَدَتِ الْخَيْلُ وَالْفِرْسَانُ ، خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يُنَادِي مرد ومرد ، فَانْتَدَبَ لَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ وَهُوَ بِحِيَالِهِ ، فَبَارَزَهُ فَاعْتَنَقَهُ ، ثُمَّ جَلَدَ بِهِ الأَرْضَ فَذَبَحَهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ . فَقَالَ : إِنَّ الْفَارِسِيَّ إِذَا فَقَدَ قَوْسَهُ فَإِنَّمَا هُوَ تَيْسٌ ، ثُمَّ تَكَتَّبَتِ الْكَتَائِبُ مِنْ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |