كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَالْمُهَلَّبِ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَالْمُهَلَّبِ ، قَالُوا : لَمَّا نَزَلَ سَعْدٌ عَلَى بَهُرَسِيرَ بَثَّ الْخُيُولَ ، فَأَغَارَتْ عَلَى مَا بَيْنَ دِجْلَةَ إِلَى مَنْ لَهُ عَهْدٌ مِنْ أَهْلِ الْفُرَاتِ ، فَأَصَابُوا مِائَةَ أَلْفِ فَلاحٍ ، فَحَسَبُوا ، فَأَصَابَ كُلٌّ مِنْهُمْ فَلاحًا ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّهُمْ فَارِسٌ بِبَهُرَسِيرَ ، فَخَنْدَقَ لَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ شِيرَزَاذُ دِهْقَانُ سَابَاطَ : إِنَّكَ لا تَصْنَعُ بِهَؤُلاءِ شَيْئًا ، إِنَّمَا هَؤُلاءِ عُلُوجٌ لأَهْلِ فَارِسَ ، لَمْ يجروا إِلَيْكَ ، فَدَعْهُمْ إِلَيَّ حَتَّى يفرق لَكُمُ الرَّأْيُ ، فَكَتَبَ عَلَيْهِ بِأَسْمَائِهِمْ ، وَدَفَعَهُمْ إِلَيْهِ ، فَقَالَ شِيرَزَاذُ : انْصَرِفُوا إِلَى قُرَاكُمْ ، وَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ : إِنَّا وَرَدْنَا بَهُرَسِيرَ بَعْدَ الَّذِي لَقِينَا فِيمَا بَيْنَ الْقَادِسِيَّةِ وَبَهُرَسِيرَ ، فَلَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ لِقِتَالٍ ، فَبَثَثْتُ الْخُيُولَ ، فَجَمَعْتُ الْفَلاحِينَ مِنَ الْقُرَى وَالآجَامِ ، فَرِ رَأْيَكَ ؟ فَأَجَابَهُ : إِنَّ مَنْ أَتَاكُمْ مِنَ الْفَلاحِينَ ، إِذَا كَانُوا مُقِيمِينَ لَمْ يُعِينُوا عَلَيْكُمْ ، فَهُوَ أَمَانُهُمْ ، وَمَنْ هَرَبَ فَأَدْرَكْتُمُوهُ فَشَأْنُكُمْ بِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ الْكِتَابُ خَلَّى عَنْهُمْ ، وَرَاسَلَهُ الدَّهَّاقِينُ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ وَالرُّجُوعِ ، أَوِ الْجَزَاءِ وَلَهُمُ الذِّمَّةُ وَالْمَنْعَةُ ، فَتَرَاجَعُوا عَلَى الْجَزَاءِ وَالْمَنْعَةِ ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِي ذَلِكَ مَا كَانَ لآلِ كِسْرَى وَمَنْ دَخَلَ مَعَهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ فِي غَرْبِي دِجْلَةَ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ سَوَادِيٌّ إِلا آمَنَ وَاغْتَبَطَ بِمَلِكِ الإِسْلامِ ، وَاسْتَقْبَلُوا الْخَرَاجَ ، وَأَقَامُوا عَلَى بَهُرَسِيرَ شَهْرَيْنِ يَرْمُونَهَا بِالْمَجَانِيقِ ، وَيَدُبُّونَ إِلَيْهِمْ بِالدَّبَّابَاتِ ، وَيُقَاتِلُونَهُمْ بِكُلِّ عُدَّةٍ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |