كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَعَمْرٍو ، وَسَعِيدٍ ، وَالْمُهَلَّبِ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَعَمْرٍو ، وَسَعِيدٍ ، وَالْمُهَلَّبِ ، قَالُوا : وَلَمَّا نَزَلَ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْكُوفَةَ ، وَاسْتَقَرَّتْ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ الدَّارُ ، عَرَفَ الْقَوْمُ أَنْفُسَهُمْ وَثَابَ إِلَيْهِمْ مَا كَانُوا فَقَدُوا ، ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي بُنْيَانِ الْقَصَبِ ، وَاسْتَأْذَنَ فِيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ ، فَقَالَ عُمَرُ : الْعَسْكَرُ أَجَدُّ لِحَرْبِكُمْ وَأَذْكَى لَكُمْ ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَكُمْ ، وَمَا الْقَصَبُ ؟ قَالُوا : الْعِكْرِشُ إِذَا رُوِيَ قصب ، فَصَارَ قَصَبًا ، قَالَ : فَشَأْنُكُمْ ، فَابْتَنَى أَهْلُ الْمِصْرَيْنِ بِالْقَصَبِ ، ثُمَّ إِنَّ الْحَرِيقَ وَقَعَ بِالْكُوفَةِ وَبِالْبَصْرَةِ ، وَكَانَ أَشَدَّهُمَا حَرِيقًا الْكُوفَةُ ، فَاحْتَرَقَ ثَمَانُونَ عَرِيشًا ، وَلَمْ يَبْقَ فِيهَا قَصَبَةٌ فِي شوالٍ ، فَمَا زَالَ النَّاسُ يَذْكُرُونَ ذَلِكَ ، فَبَعَثَ سَعْدٌ مِنْهُمْ نَفَرًا إِلَى عُمَرَ يَسْتَأْذِنُونَ فِي الْبِنَاءِ بِاللَّبِنِ ، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ بِالْخَبَرِ عَنِ الْحَرِيقِ ، وَمَا بَلَغَ مِنْهُمْ ، وَكَانُوا لا يَدَعُونَ شَيْئًا وَلا يَأْتُونَهُ إِلا وَآمَرُوهُ فِيهِ ، فَقَالَ : افْعَلُوا وَلا يَزِيدَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى ثَلاثَةِ أَبْيَاتٍ ، وَلا تُطَاوِلُوا فِي الْبُنْيَانِ ، وَالْزَمُوا السُّنَّةَ تَلْزَمْكُمُ الدَّوْلَةُ ، فَرَجَعَ الْقَوْمُ إِلَى الْكُوفَةِ بِذَلِكَ ، وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُتْبَةَ ، وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، وَعَلَى تَنْزِيلِ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو الْهَيَّاجِ بْنُ مَالِكٍ ، وَعَلَى تَنْزِيلِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَاصِمُ بْنُ الدُّلَفِ أَبُو الْجَرْبَاءِ ، قَالَ : وَعَهِدَ عُمَرُ إِلَى الْوَفْدِ ، وَتَقَدَّمَ إِلَى النَّاسِ أَلا يَرْفَعُوا بُنْيَانًا فَوْقَ الْقَدْرِ ، قَالُوا : وَمَا الْقَدْرُ ؟ قَالَ : مَا لا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ السَّرَفِ ، وَلا يُخْرِجُكُمْ مِنَ الْقَصْدِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |