اخبار ابي ذر رحمه الله تعالى


تفسير

رقم الحديث : 1393

وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، قَالا : وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، قَالا : قَدِم سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فِي سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ إِمَارَةِ عُثْمَانَ ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بَقِيَّةَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ ، وَكَانَ أَهْلُهُ كَثِيرًا تَتَابَعُوا ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ الشَّامَ قَدِمَهَا ، فَأَقَامَ مَعَ مُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ يَتِيمًا نَشَأَ فِي حِجْرِ عُثْمَانَ ، فَتَذَكَّرَ عُمَرُ قُرَيْشًا ، وَسَأَلَ عَنْهُ فِيمَا يَتَفَقَّدُ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ ، فَقِيلَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ بِدِمَشْقَ ، عَهِدَ الْعَاهِدُ بِهِ وَهُوَ مَأْمُومٌ بِالْمَوْتِ . فَأَرْسَلَ إِلَى مُعَاوِيَةَ : أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ فِي مَنْقِلٍ . فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ دَنِفٌ ، فَمَا بَلَغَ الْمَدِينَةَ حَتَّى أَفَاقَ . فَقَالَ : يَابْنَ أَخِي قَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ بَلاءٌ وَصَلاحٌ ، فَازْدَدْ يَزِدْكَ اللَّهُ خَيْرًا . وَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : يَا أَبَا عَمْرٍو مَا مَنَعَكَ مِنْ هَذَا الْغُلامِ ، أَنْ تَكُونَ زَوَّجْتَهُ ! قَالَ : قَدْ عَرَضْتُ عَلَيْهِ فَأَبَى ، فَخَرَجَ يَسِيرُ فِي الْبَرِّ ، فَانْتَهَى إِلَى مَاءٍ ، فَلَقِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ ، فَقُمْنَ لَهُ ، فَقَالَ : مَا لَكُنَّ ، وَمَنْ أَنْتُنَّ ؟ فَقُلْنَ : بَنَاتُ سُفْيَانَ بْنِ عُوَيْفٍ ، وَمَعَهُنَّ أُمُّهُنَّ . فَقَالَتْ أُمُّهُنَّ : هَلَكَ رِجَالُنَا ، وَإِذَا هَلَكَ الرِّجَالُ ضَاعَ النِّسَاءُ ، فَضَعْهُنَّ فِي أَكْفَائِهِنَّ . فَزَوَّجَ سَعِيدًا إِحْدَاهُنَّ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ الأُخْرَى ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ الثَّالِثَةَ ، وَأَتَاهُ بِنَاتُ مَسْعُودِ بْنِ نُعَيْمٍ النَّهْشَلِيِّ ، فَقُلْنَ : قَدْ هَلَكَ رِجَالُنَا وَبَقِيَ الصِّبْيَانُ ، فَضَعْنَا فِي أَكْفَائِنَا . فَزَوَّجَ سَعِيدًا إِحْدَاهُنَّ ، وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعَمٍ إِحْدَاهُنَّ ، فَشَارَكَ سَعِيدٌ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ ، وَقَدْ كَانَ عُمُومُتُهُ ذَوِي بَلاءٍ فِي الإِسْلامِ ، وَسَابِقَةٍ حَسَنَةٍ ، وَقِدْمَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَمُتْ عُمَرُ حَتَّى كَانَ سَعِيدٌ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ ، فَقَدِمَ سَعِيدٌ الْكُوفَةَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ أَمِيرًا ، وَخَرَجَ مَعَهُ مِنْ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ : الأَشْتَرُ ، وَأَبُو خُشَّةَ الْغِفَارِيُّ ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبُو مُصْعَبِ بْنُ جَثَّامَةَ ، وَكَانُوا فِيمَنْ شَخِصَ مَعَ الْوَلِيدِ يَعِيبُونَهُ ، فَرَجَعُوا مَعَ هَذَا ، فَصَعِدَ سَعِيدٌ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَإِنِّي لَكَارِهٌ ، وَلَكِنِّي لَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ أُمِرْتُ أَنْ آتَمِرَ ، إِلا أَنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ أَطْلَعَتْ خَطْمَهَا وَعَيْنَيْهَا ، وَوَاللَّهِ لأَضْرِبَنَّ وَجْهَهَا حَتَّى أَقْمَعَهَا ، أَوْ تُعْيِينِي ، وَإِنِّي لَرَائِدٌ نَفْسِي الْيَوْمَ . وَنَزَلَ وَسَأَلَ عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَأُقِيمَ عَلَى حَالِ أَهْلِهَا . فَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ بِالَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ : إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَدِ اضَطَرَبَ أَمْرُهُمْ ، وَغَلَبَ أَهْلُ الشَّرَفِ مِنْهُمْ وَالْبُيُوتَاتِ وَالسَّابِقَةِ وَالْقِدْمَةِ ، وَالْغَالِبُ عَلَى تِلْكَ الْبِلادِ رَوَادِفٌ رَدِفَتْ ، وَأَعْرَابٌ لَحِقَتْ ، حَتَّى مَا يُنْظَرُ إِلَى ذِي شَرَفٍ وَلا بَلاءٍ ، مِنْ نَازِلَتِهَا وَلا نَابِتَتِهَا . فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ : أَمَّا بَعْدُ ، فَفَضِّلْ أَهْلَ السَّابِقَةِ وَالْقِدْمَةِ مِمَّنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ تِلْكَ الْبِلادِ ، وَلْيَكُنْ مَنْ نَزَلَهَا بِسَبَبِهِمْ تَبِعًا لَهُمْ ، إِلا أَنْ يَكُونُوا تَثَاقَلُوا عَنِ الْحَقِّ ، وَتَرَكُوا الْقِيَامَ بِهِ ، وَقَامَ بِهِ هَؤُلاءِ ، وَاحْفَظْ لِكُلٍّ مَنْزِلَتَهُ ، وَأَعْطِهِمْ جَمِيعًا بِقِسْطِهِمْ مِنَ الْحَقِّ ، فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِالنَّاسِ بِهَا يُصَابُ الْعَدْلُ ، فَأَرْسَلَ سَعِيدٌ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الأَيَّامِ وَالْقَادِسِيَّةِ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ وُجُوهُ مَنْ وَرَاءَكُمْ ، وَالْوَجْهُ يُنْبِئُ عَنِ الْجَسَدِ ، فَأَبْلِغُونَا حَاجَةَ ذِي الْحَاجَةِ ، وَخُلَّةَ ذِي الْخُلَّةِ . وَأَدْخَلَ مَعَهُمْ مَنْ يَحْتَمِلُ مِنَ اللَّوَاحِقِ وَالرَّوَادِفِ ، وَخَلَصَ بِالْقُرَّاءِ وَالْمُتَسَمِّتِينَ فِي سَمَرِهِ ، فَكَأَنَّمَا كَانَتِ الْكُوفَةُ يَبْسًا شَمِلَتْهُ نَارٌ ، فَانْقَطَعَ إِلَى ذَلِكَ الضَّرْبِ ضَرْبُهُمْ ، وَفَشَتِ الْقَالَةُ وَالإِذَاعَةُ ، فَكَتَبَ سَعِيدٌ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ ، فَنَادَى مُنَادِي عُثْمَانَ : الصَّلاةُ جَامِعَةٌ . فَاجْتَمَعُوا ، فَأَخْبَرَهُمْ بِالَّذِي كَتَبَ بِهِ إِلَى سَعِيدٍ ، وَبِالَّذِي كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ فِيهِمْ ، وَبِالَّذِي جَاءَهُ مِنَ الْقَالَةِ وَالإِذَاعَةِ ، فَقَالُوا : أَصَبْتَ فَلا تُسْعِفْهُمْ فِي ذَلِكَ ، وَلا تُطْمِعْهُمْ فِيمَا لَيْسُوا لَهُ بِأَهْلٍ ، فَإِنَّهُ إِذَا نَهَضَ فِي الأُمُورِ مَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ ، لَمْ يَحْتَمِلْهَا وَأَفْسَدَهَا . فَقَالَ عُثْمَانُ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ اسْتَعِدُّوا وَاسْتَمْسِكُوا ، فَقَدْ دَبَّتْ إِلَيْكُمُ الْفِتَنُ . وَنَزَلَ فَأَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَتَمَثَّلَ مَثَلَهُ وَمَثَلَ هَذَا الضَّرْبَ ، الَّذِينَ شَرَعُوا فِي الْخِلافِ : أَبَنِي عُبَيْدٍ قَدْ أَتَى أَشْيَاعُكُمْ عَنْكُمْ مَقَالَتْكُمْ وَشِعْرُ الشَّاعِرِ فَإِذَا أَتَتْكُمْ هَذِهِ فَتَلَبَّسُوا إِنَّ الرِّمَاحَ بَصِيرَةٌ بِالْحَاسِرِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.