ذكر الخبر عن وفاته


تفسير

رقم الحديث : 1279

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَالْمُهَلَّبِ ، وَعَمْرٍو ، وَسَعِيدٍ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَالْمُهَلَّبِ ، وَعَمْرٍو ، وَسَعِيدٍ ، قَالُوا : أَقَامَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ عَامِلا عَلَى الْكُوفَةِ ، سَنَةً فِي إِمَارَةِ عُمَرَ وَبَعْضَ أُخْرَى ، وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ سُرَاقَةَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْبَصْرَةِ ، إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَذْكُرُ لَهُ كَثْرَةَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَعَجْزَ خَرَاجِهِمْ عَنْهُمْ ، وَيَسْأَلُهُ أَنْ يُزِيدَهُمْ أَحَدَ الْمَاهَيْنِ أَوْ مَاسَبَذَانَ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الْكُوفَةِ ، فَقَالُوا لِعَمَّارٍ : اكْتُبْ لَنَا إِلَى عُمَرَ أَنَّ رَامَهُرْمُزَ وَإِيذَجَ لَنَا دُونَهُمْ لَمْ يُعِينُونَا عَلَيْهِمَا بِشَيْءٍ ، وَلَمْ يَلْحَقُوا بِنَا حَتَّى افْتَتَحْنَاهُمَا ، فَقَالَ عَمَّارٌ : مَا لِي وَلِمَا هَاهُنَا . فَقَالَ لَهُ عُطَارِدٌ : فَعَلامَ تَدَعُ فَيْئَنَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الأَجْدَعُ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ سَبَبْتَ أَحَبَّ أُذُنَيَّ إِلَيَّ ، وَلَمْ يَكْتُبْ فِي ذَلِكَ فَأَبْغَضُوهُ ، وَلَمَّا أَبَى أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلا الْخُصُومَةَ فِيهِمَا لأَهْلِ الْبَصْرَةِ ، شَهِدَ لَهُمْ أَقْوَامٌ عَلَى أَبِي مُوسَى أَنَّهُ قَدْ كَانَ أَمَّنَ أَهْلَ رَامَهُرْمُزَ وَإِيذَجَ ، وَأَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَالنُّعْمَانِ رَاسَلُوهُمْ وَهُمْ فِي أَمَانٍ ، فَأَجَازَ لَهُمْ عُمَرُ ذَلِكَ ، وَأَجْرَاهَا لأَهْلِ الْبَصْرَةِ بِشَهَادَةِ الشُّهُودِ ، وَادَّعَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ فِي إِصْبَهَانَ قَرْيَاتٍ افْتَتَحَهَا أَبُو مُوسَى دُونَ جَيٍّ ، أَيَّامَ أَمَدَّهُمْ بِهِمْ عُمَرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَانَ ، فَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ : أَتَيْتُمُونَا مَدَدًا ، وَقَدِ افْتَتَحْنَا الْبِلادَ فَآسَيْنَاكُمْ فِي الْمَغَانِمِ ، وَالذِّمَّةُ ذِمَّتُنَا وَالأَرْضُ أَرْضُنَا . فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقُوا ، ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الأَيَّامِ وَأَهْلَ الْقَادِسِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، أَخَذُوا فِي أَمْرٍ آخَرَ حَتَّى قَالُوا : فَلْيُعْطُونَا نَصِيبَنَا مِمَّا نَحْنُ شُرَكَاؤُهُمْ فِيهِ مِنْ سَوَادِهِمْ وَحَوَاشِيهِ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : أَتَرْضَوْنَ بِمَاهٍ ؟ وَقَالَ لأَهْلِ الْكُوفَةِ : أَتَرْضَوْنَ أَنْ نُعْطِيَهُمْ مِنْ ذَلِكَ أَحَدِ الْمَاهَيْنِ ؟ فَقَالُوا : مَا رَأَيْتَ أَنَّهُ يَنْبَغِي فَاعْمَلْ بِهِ ، فَأَعْطَاهُمْ مَاهَ دِينَارٍ بِنَصِيبِهِمْ ، لِمَنْ كَانَ شَهِدَ الأَيَّامَ وَالْقَادِسِيَّةَ مِنْهُمْ إِلَى سَوَادِ الْبَصْرَةِ وَمِهْرَجَانِ قُذقَ ، وَكَانَ ذَلِكَ لِمَنْ شَهِدَ الأَيَّامَ وَالْقَادِسِيَّةَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ هُوَ الَّذِي جَنَّدَ قِنَّسْرِينَ مِنْ رَافِضَةِ الْعِرَاقِيِّينَ أَيَّامَ عَلِيٍّ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ قِنَّسْرِينَ رُسْتَاقًاذ مِنْ رَسَاتِيقِ حِمْصَ ، حَتَّى مَصَّرَهَا مُعَاوِيَةُ ، وَجَنَّدَهَا بِمَنْ تَرَكَذ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَأَخَذَ لَهُمْ مُعَاوِيَةُ بِنَصِيبِهِمْ مِنْ فُتُوحِ الْعِرَاقِ أَذْرَبَيْجَانَ وَالْمَوْصِلَ وَالْبَابَ ، فَضَمَّهَا فِيمَا ضَمَّ ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ يَوْمَئِذٍ نَاقِلَةً ، رُمِيَتَا بِكُلِّ مَنْ كَانَ تَرَكَ هِجْرَتَهُ مِنْ أَهْلِ الْبَلْدَيْنِ ، وَكَانَتِ الْبَابُ وَأَذْرَبِيجَانُ وَالْجَزِيرَةُ وَالْمَوْصِلُ مِنْ فُتُوحِ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، نَقَلَ ذَلِكَ إِلَى مَنِ انْتَقَلَ مِنْهُمْ إِلَى الشَّامِ أَزْمَانَ عَلِيٍّ ، وَإِلَى مَنْ رُمِيَتْ بِهِ الْجَزِيرَةُ وَالْمَوْصِلُ ، مِمَّنْ كَانَ تَرَكَ هِجْرَتَهُ أَيَّامَ عَلِيٍّ ، وَكَفَرَ أَهْلُ أَرْمِينِيَّةَ زَمَانَ مُعَاوِيَةَ ، وَقَدْ أَمَّرَ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ عَلَى الْبَابِ ، وَحَبِيبٌ يَوْمَئِذٍ بِجَرْزَانَ ، وَكَاتَبَ أَهْلُ تَفْلِيسَ وَتِلْكَ الْجِبَالِ ، ثُمَّ نَاجَزَهُمْ حَتَّى اسْتَجَابُوا وَاعْتَقَدُوا مِنْ حَبِيبٍ ، وَكَتَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا بَعْدَ مَا كَاتَبَهُمْ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى أَهْلِ تَفْلِيسَ مِنْ جُرْزَانَ أَرْضِ الْهُرْمُزِ ، سِلْمٌ أَنْتُمْ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، فَإِنَّهُ قَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُكُمْ تَفَلَّى ، فَبَلَّغَ عَنْكُمْ وَأَدَّى الَّذِي بَعَثْتُمْ ، وَذَكَرَ تَفَلَّى عَنْكُمْ أَنَّا لَمْ نَكُنْ أُمَّةً فِيمَا تَحْسَبُونَ ، وَكَذَلِكَ كُنَّا حَتَّى هَدَانَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعَزَّنَا بِالإِسْلامِ بَعْدَ قِلَّةٍ وَذِلَّةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ ، وَذَكَرَ تفلى أَنَّكُمْ أَحْبَبْتُمْ سِلْمَنَا ، فَمَا كَرِهْتُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعِي ، وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُزْءٍ السُّلَمِيَّ وَهُوَ مِنْ أَعْلَمِنَا ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِاللَّهِ وَأَهْلِ الْقُرْآنِ ، وَبَعَثْتُ مَعَهُ بِكِتَابِي بِأَمَانِكُمْ ، فَإِنْ رَضِيتُمْ دَفَعَهُ إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ آذَنَكُمْ بِحَرْبٍ عَلَى سَوَاءٍ ، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ . بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ لأَهْلِ تَفْلِيسَ مِنْ جُرْزَانِ أَرْضِ الْهُرْمُزِ ، بِالأَمَانِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَصَوَامِعِكُمْ وَبِيَعِكُمْ وَصَلَوَاتِكُمْ ، عَلَى الإِقْرَارِ بِصِغَارِ الْجِزْيَةِ ، عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ دِينَارٌ وَافٍ ، وَلَنَا نُصْحُكُمْ وَنَصْرُكُمْ عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ وَعَدُوِّنَا ، وَقِرَى الْمُجْتَازِ لَيْلَةً مِنْ حَلالِ طَعَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَحَلالِ شَرَابِهِمْ ، وَهِدَايَةِ الطَّرِيقِ فِي غَيْرِ مَا يَضُرُّ فِيهِ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ ، فَإِنْ أَسْلَمْتُمْ ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، فَإِخْوَانُنَا فِي الدِّينِ وَمَوَالِينَا ، وَمَنْ تَوَلَّى عَنِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ وَحِزْبِهِ ، فَقَدْ آذَنَّاكُمْ بِحَرْبٍ عَلَى سَوَاءٍ ، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ . شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ ، وَالْحَجَّاجُ ، وَعِيَاضٌ ، وَكَتَبَ رَبَاحٌ ، وَأُشْهِدُ اللَّهَ ، وَمَلائِكَتَهُ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا ، وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَمَّارًا عَنِ الْكُوفَةِ ، وَاسْتَعْمَلَ أَبَا مُوسَى فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي ذَلِكَ قَبْلُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.