ذكر الخبر عن وفاته


تفسير

رقم الحديث : 1315

وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى حَرَّةِ وَاقِمٍ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِصِرَارٍ ، إِذَا نَارٌ تُؤَرَّثُ . فَقَالَ : يَا أَسْلَمُ إِنِّي أَرَى هَؤُلاءِ رُكْبًا ، قَصُرَ بِهِمُ اللَّيْلُ وَالْبَرْدُ ، انْطَلِقْ بِنَا ، فَخَرَجْنَا نُهَرْوِلُ حَتَّى دَنَوْنَا مِنْهُمْ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صِبْيَانٌ لَهَا وَقِدْرٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى النَّارِ ، وَصِبْيَانُهَا يَتَضَاغَوْنَ . فَقَالَ عُمَرُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْحَابَ الضَّوْءِ ، وَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ : يَا أَصْحَابَ النَّارِ . قَالَتْ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ . قَالَ : أَأَدْنُو ؟ قَالَتِ : ادْنُ بِخَيْرٍ أَوْ دَعْ ، فَدَنَا . فَقَالَ : مَا بَالُكُمْ ؟ قَالَتْ : قَصُرَ بِنَا اللَّيْلُ وَالْبَرْدُ . قَالَ : فَمَا بَالُ هَؤُلاءِ الصِّبْيَةِ يَتَضَاغَوْنَ ؟ قَالَتِ : الْجُوعُ . قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الْقِدْرِ ؟ قَالَتْ : مَاءٌ أُسْكِتُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا ، اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عُمَرَ . قَالَ : أَيْ رَحِمَكِ اللَّهُ ، مَا يُدْرِي عُمَرَ بِكُمْ . قَالَتْ : يَتَوَلَّى أَمْرَنَا وَيَغْفَلُ عَنَّا ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ . فَقَالَ : انْطَلِقْ بِنَا ، فَخَرَجْنَا نُهَرْوِلُ حَتَّى أَتَيْنَا دَارَ الدَّقِيقِ ، فَأَخْرَجَ عِدْلا فِيهِ كَبَّةُ شَحْمٍ . فَقَالَ : احْمِلْهُ عَلَيَّ ، أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ . قَالَ : احْمِلْهُ عَلَيَّ ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، كُلُّ ذَلِكَ . أَقُولُ أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ . فَقَالَ لِي فِي آخِرِ ذَلِكَ : أَنْتَ تَحْمِلُ عَنِّي وِزْرِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لا أُمَّ لَكَ ، فَحَمَلْتُهُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ نُهَرْوِلُ ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا ، فَأَلْقَى ذَلِكَ عِنْدَهَا وَأَخْرَجَ مِنَ الدَّقِيقِ شَيْئًا . فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا : ذُرِّي عَلَيَّ وَأَنَا أُحَرِّكُ لَكِ ، وَجَعَلَ يَنْفُخُ تَحْتَ الْقِدْرِ ، وَكَانَ ذَا لِحْيَةٍ عَظِيمَةٍ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الدُّخَانِ مِنْ خِلَلِ لِحْيَتِهِ ، حَتَّى أَنْضَجَ وَأَدِمَ الْقِدْرُ ، ثُمَّ أَنْزَلَهَا ، وَقَالَ : ابْغِنِي شَيْئًا ، فَأَتَتْهُ بِصَحْفَةٍ فَأَفْرَغَهَا فِيهَا ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ : أَطْعِمِيهِمْ ، وَأَنَا أَسْطَحُ لَكِ ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَلَّى عِنْدَهَا فَضْلَ ذَلِكَ ، وَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، أَنْتَ أَوْلَى بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَيَقُولُ : قُولِي خَيْرًا ، إِنَّكِ إِذَا جِئْتِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَجَدْتِنِي هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ تَنَحَّى نَاحِيَةً عَنْهَا ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا وَرَبَضَ مَرْبَضَ السَّبُعِ . فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ : إِنَّ لَكَ شَأْنًا غَيْرَ هَذَا ، وَهُوَ لا يُكَلِّمُنِي حَتَّى رَأَيْتُ الصِّبْيَةَ يَصْطَرِعُونَ وَيَضْحَكُونَ ، ثُمَّ نَامُوا وَهَدَءُوا ، فَقَامَ وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا أَسْلَمُ إِنَّ الْجُوعَ أَسْهَرَهُمْ وَأَبْكَاهُمْ ، فَأَحْبَبْتُ أَلا أَنْصَرِفَ حَتَّى أَرَى مَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ . , وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْمُرَ الْمُسْلِمِينَ بِشَيْءٍ ، أَوْ يَنْهَاهُمْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ صَلاحُهُمْ ، بَدَأَ بِأَهْلِهِ ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ بِالْوَعْظِ لَهُمْ ، وَالْوَعِيدِ عَلَى خِلافِهِمْ أَمْرَهُ كَالَّذِي .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

صحابي

رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ

صدوق حسن الحديث

مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.