ذكر الخبر عن وفاته


تفسير

رقم الحديث : 1423

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا جَاءَ عُثْمَانُ بَعْدَ انْصِرَافِ الْمِصْرِيِّينَ ، فَقَالَ لَهُ : تَكَلَّمْ كَلامًا يَسْمَعُهُ النَّاسُ مِنْكَ وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ ، وَيَشْهَدُ اللَّهُ عَلَى مَا فِي قَلْبِكَ مِنَ النُّزُوعِ وَالإِنَابَةِ ، فَإِنَّ الْبِلادَ قَدْ تَمَخَّضَتْ عَلَيْكَ ، فَلا آمَنُ رَكْبًا آخَرِينَ يَقْدَمُونَ مِنَ الْكُوفَةِ . فَتَقُولُ : يَا عَلِيُّ ارْكَبْ إِلَيْهِمْ ، وَلا أَقْدِرُ أَنْ أَرْكَبَ إِلَيْهِمْ ، وَلا أَسْمَعُ عُذْرًا ، وَيَقْدُمُ رَكْبٌ آخَرُونَ مِنَ الْبَصْرَةِ . فَتَقُولُ : يَا عَلِيُّ ارْكَبْ إِلَيْهِمْ ، فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ رَأَيْتُنِي قَدْ قَطَعْتُ رَحِمَكَ ، وَاسْتَخْفَفْتُ بِحَقِّكَ . قَالَ : فَخَرَجَ عُثْمَانُ ، فَخَطَبَ الْخُطْبَةَ الَّتِي نَزَعَ فِيهَا ، وَأَعْطَى النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ التَّوْبَةَ ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ . ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ فَوَاللَّهِ مَا عَابَ مَنْ عَابَ مِنْكُمْ شَيْئًا أَجْهَلُهُ ، وَمَا جِئْتُ شَيْئًا إِلا وَأَنَا أَعْرِفُهُ ، وَلَكِنِّي مَنَّتْنِي نَفْسِي وَكَذَّبَتْنِي ، وَضَلَّ عَنِي رُشْدِي ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَنْ زَلَّ فَلْيَتُبْ ، وَمَنْ أَخْطَأَ فَلْيَتُبْ وَلا يَتَمَادَى فِي الْهَلَكَةِ ، إِنَّ مَنْ تَمَادَى فِي الْجَوْرِ كَانَ أَبْعَدَ مِنَ الطَّرِيقِ . فَأَنَا أَوَّلُ مَنِ اتَّعَظَ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا فَعَلْتُ ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، فَمِثْلِي نَزَعَ وَتَابَ ، فَإِذَا نَزَلْت فَلْيَأْتِنِي أَشَرَافُكُمْ فَلْيَرُونِي رَأْيَهُمْ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ رَدَّنِي الْحَقُّ عَبْدًا ، لأَسْتَنُّ بِسُنَّةِ الْعَبْدِ ، وَلأَذِلَّنَّ ذُلَّ الْعَبْدِ ، وَلأَكُونَنَّ كَالْمَرْقُوقِ ، إِنْ مُلِكَ صَبَرَ ، وَإِنْ عُتِقَ شَكَرَ ، وَمَا عَنِ اللَّهِ مَذْهَبٌ إِلا إِلَيْهِ ، فَلا يَعْجَزَنَّ عَنْكُمْ خِيَارُكُمْ أَنْ يَدْنُوا إِلَيَّ ، لَئِنْ أَبَتْ يَمِينِي ، لِتُتَابِعَنِي شِمَالِي . قَالَ : فَرَقَّ النَّاسُ لَهُ يَوْمَئِذٍ ، وَبَكَى مَنْ بَكَى مِنْهُمْ ، وَقَامَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ بِوَاصِلٍ لَكَ مَنْ لَيْسَ مَعَكَ ، اللَّهَ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ ، فَأَتْمِمْ عَلَى مَا قُلْتَ . فَلَمَّا نَزَلَ عُثْمَانُ ، وَجَدَ فِي مَنْزِلِهِ مَرْوَانَ وَسَعِيدًا ، وَنَفَرًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَلَمْ يَكُونُوا شَهِدُوا الْخُطْبَةَ ، فَلَمَّا جَلَسَ ، قَالَ مَرْوَانُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَكَلَّمُ أَمْ أَصْمُتُ ؟ فَقَالَتْ نَائِلَةُ ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ ، امْرَأَةُ عُثْمَانَ الْكَلْبِيَّةُ : لا ، بَلِ اصْمُتْ ، فَإِنَّهُمْ وَاللَّهِ قَاتِلُوهُ وَمُؤْثِمُوهُ ، إِنَّهُ قَدْ قَالَ مَقَالَةً لا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنْزِعَ عَنْهَا . فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا مَرْوَانُ ، فَقَالَ : مَا أَنْتَ وَذَاكَ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ مَاتَ أَبُوكِ ، وَمَا يُحْسِنُ يتوضأ . فَقَالَتْ لَهُ : مَهْلا يَا مَرْوَانُ عَنْ ذِكْرِ الآبَاءِ ، تُخْبِرُ عَنْ أَبِي وَهُوَ غَائِبٌ تَكْذِبُ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ أَبَاكَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّهُ عَمُّهُ ، وَأَنَّهُ يَنَالُهُ غَمُّهُ ، أَخْبَرْتُكَ عَنْهُ مَا لَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ . قَالَ : فَأَعْرَضَ عَنْهَا مَرْوَانُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَكَلَّمُ أَمْ أَصْمُتُ ؟ قَالَ : بَلْ تَكَلَّمْ . فَقَالَ مَرْوَانُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ مَقَالَتَكَ هَذِهِ كَانَتْ وَأَنْتَ مُمْتَنِعٌ مَنِيعٌ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ رَضِيَ بِهَا وَأَعَانَ عَلَيْهَا ، وَلَكِنَّكَ قُلْتَ مَا قُلْتَ حِينَ بَلَغَ الْحِزَامُ الطُّبْيَيْنِ ، وَخَلَفَ السَّيْلُ الزُّبَى ، وَحِينَ أَعْطَى الْخُطَّةَ الْذَلِيلَةَ الذَّلِيلُ ، وَاللَّهِ لإِقَامَةٌ عَلَى خَطِيئَةٍ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهَا ، أَجْمَلُ مِنْ تَوْبَةٍ تُخَوَّفُ عَلَيْهَا ، وَإِنَّكَ إِنْ شِئْتَ تَقَرَّبْتَ بِالتَّوْبَةِ ، وَلَمْ تُقْرِرْ بِالْخَطِيئَةِ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْكَ عَلَى الْبَابِ مِثْلُ الْجِبَالِ مِنَ النَّاسِ . فَقَالَ عُثْمَانُ : فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَكَلِّمْهُمْ ، فَإِنِّي أَسْتَحْيِي أَنْ أُكَلِّمَهُمْ . قَالَ : فَخَرَجَ مَرْوَانُ إِلَى الْبَابِ ، وَالنَّاسُ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ ، كَأَنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ لِنَهْبٍ ؟ شَاهَتِ الْوُجُوهِ كُلُّ إِنْسَانٍ آخِذٌ بِإِذْنِ صَاحِبِهِ ، أَلا مَنْ أُرِيدَ ، جِئْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْزَعُوا مُلْكَنَا مِنْ أَيْدِينَا ، اخْرُجُوا عَنَّا ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رُمْتُمُونَا ، لَيَمُرَّنَّ عَلَيْكُمْ مِنَّا أَمْرٌ لا يَسُرُّكُمْ ، وَلا تَحْمَدُوا غِبَّ رَأْيِكُمْ ، ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ ، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَحْنُ مَغْلُوبِينَ عَلَى مَا فِي أَيْدِينَا . قَالَ : فَرَجَعَ النَّاسُ ، وَخَرَجَ بَعْضُهُمْ حَتَّى أَتَى عَلِيًّا فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُغْضَبًا ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : أَمَا رَضِيتَ مِنْ مَرْوَانَ وَلا رَضِيَ مِنْكَ ، إِلا بِتَحَرُّفِكَ عَنْ دِينِكَ وَعَنْ عَقْلِكَ ، مِثْلَ جَمَلِ الظَّعِينَةِ يُقَادُ حَيْثُ يُسَارُ بِهِ ، وَاللَّهِ مَا مَرْوَانُ بِذِي رَأْيٍ فِي دِينِهِ وَلا نَفْسِهِ ، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ سَيُورِدُكَ ثُمَّ لا يُصْدِرُكَ ، وَمَا أَنَا بِعَائِدٍ بَعْدَ مُقَامِي هَذَا لِمُعَاتَبَتِكَ ، أَذْهَبْتَ شَرَفَكَ وَغَلَبْتَ عَلَى أَمْرِكَ . فَلَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ دَخَلَتْ عَلَيْهِ نَائِلَةُ ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَتْ : أَتَكَلَّمُ أَوْ أَسْكُتُ ؟ فَقَالَ : تَكَلَّمِي . فَقَالَتْ : قَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ عَلِيٍّ لَكَ ، إِنَّهُ لَيْسَ يُعَاوِدُكَ ، وَقَدْ أَطَعْتَ مَرْوَانَ يَقُودُكَ حَيْثُ شَاءَ . قَالَ : فَمَا أَصْنَعُ ؟ قَالَتْ : تَتَّقِي اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَتَتَّبِع سُنَّةَ صَاحِبَيْكَ مِنْ قَبْلِكَ ، فَإِنَّكَ مَتَى أَطَعْتَ مَرْوَانَ قَتَلَكَ ، وَمَرْوَانُ لَيْسَ لَهُ عِنْدَ النَّاسِ قَدْرٌ وَلا هَيْبَةٌ وَلا مَحَبَّةٌ ، وَإِنَّمَا تَرَكَكَ النَّاسُ لِمَكَانِ مَرْوَانَ ، فَأَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ فَاسْتَصْلِحْهُ ، فَإِنَّ لَهُ قَرَابَةً مِنْكَ ، وَهُوَ لا يُعْصَى . قَالَ : فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ . وَقَالَ : قَدْ أَعْلَمْتُهُ أَنِّي لَسْتُ بِعَائِدٍ . قَالَ : فَبَلَغَ مَرْوَانَ مَقَالَةُ نَائِلَةَ فِيهِ . قَالَ : فَجَاءَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : أَتَكَلَّمُ أَوْ أَسْكُتُ ؟ فَقَالَ : تَكَلَّمْ . فَقَالَ : إِنَّ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ . . . فَقَالَ عُثْمَانُ : لا تَذْكُرَنَّهَا بِحَرْفٍ ، فَأُسَوِّئُ لَكَ وَجْهَكَ ، فَهِيَ وَاللَّهِ أَنْصَحُ لِي مِنْكَ . قَالَ : فَكَفَّ مَرْوَانُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُثْمَانُ

صحابي

أَبِيهِ

صدوق حسن الحديث

عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ

مقبول

مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

ضعيف الحديث

Whoops, looks like something went wrong.