ذكر الخبر عن صفة اجتماعهم لذلك وخبر الجرعة


تفسير

رقم الحديث : 1447

ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ : أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ : أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ الْحَصْرَ الآخِرَ ، قَالَ عِكْرِمَةُ : فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ : أَوَكَانَا حَصْرَيْنِ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : نَعَمْ ، الْحَصْرُ الأَوَّلُ حَصْرُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، وَقَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ فَلَقِيَهُمْ عَلِيٌّ بِذِي خَشَبٍ ، فَرَدَّهُمْ عَنْهُ ، وَقَدْ كَانَ وَاللَّهِ عَلِيٌّ لَهُ صَاحِبُ صِدْقٍ ، حَتَّى أَوْغَرَ نَفْسَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ ، جَعَلَ مَرْوَانُ وَسَعِيدٌ وَذَوُوهُمَا يَحْمِلُونَهُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَيَتَحَمَّلُ ، وَيَقُولُونَ : لَوْ شَاءَ مَا كَلَّمَكَ أَحَدٌ . وَذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا ، كَانَ يُكَلِّمُهُ ، وَيَنْصَحُهُ ، وَيَغْلُظُ عَلَيْهِ فِي الْمَنْطِقِ فِي مَرْوَانَ وَذَوِيهِ ، فَيَقُولُونَ لِعُثْمَانَ : هَكَذَا يَسْتَقْبِلُكَ وَأَنْتَ إِمَامُهُ ، وَسَلَفُهُ ، وَابْنُ عَمِّهِ ، وَابْنُ عَمَّتِهِ ، فَمَا ظَنُّكَ بِمَا غَابَ عَنْكَ مِنْهُ ؟ فَلَمْ يَزَالُوا بِعَلِيٍّ ، حَتَّى أَجْمَعَ أَلا يَقُومَ دُونَهُ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ الْيَوْم الَّذِي خَرَجْتُ فِيهِ إِلَى مَكَّةَ ، فَذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَانِي إِلَى الْخُرُوجِ ، فَقَالَ لِي : مَا يُرِيدُ عُثْمَانُ أَنْ يَنْصَحَهُ أَحَدٌ ، اتَّخَذَ بِطَانَةَ أَهْلِ غِشٍّ ، لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا قَدْ تَسَبَّبَ بِطَائِفَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، يَأْكُلُ خَرَاجَهَا وَيَسْتَذِلُّ أَهْلَهَا . فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ لَهُ رَحِمًا وَحَقًّا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقُومَ دُونَهُ فَعَلْتَ ، فَإِنَّكَ لا تُعْذَرُ إِلا بِذَلِكَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ فِيهِ الانْكِسَارَ وَالرِّقَّةَ لِعُثْمَانَ ، ثُمَّ إِنِّي لأَرَاهُ يُؤْتَى إِلَيْهِ عَظِيمٌ . ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ : وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : قَالَ لِي عُثْمَانُ : يَابْنَ عَبَّاسٍ اذْهَبْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ بِمَكَّةَ ، فَقُلْ لَهُ : يَقْرَأُ عَلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ ، وَيَقُولُ لَكَ : إِنِّي مَحْصُورٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا ، لا أَشْرَبُ إِلا مِنَ الأُجَاجِ مِنْ دَارِي ، وَقَدْ مُنِعْتُ بِئْرًا اشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي رُومَةَ ، فَإِنَّمَا يَشْرَبُهَا النَّاسُ وَلا أَشْرَبُ مِنْهَا شَيْئًا ، وَلا آكُلُ إِلا مِمَّا فِي بَيْتِي ، مُنِعْتُ أَنْ آكُلَ مِمَّا فِي السُّوقِ شَيْئًا ، وَأَنَا مَحْصُورٌ كَمَا تَرَى ، فَآمِرْهُ ، وَقُلْ لَهُ : فَلْيَحُجَّ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ بِفَانٍ ، فَإِنْ أَبَى ، فَاحْجُجْ أَنْتَ بِالنَّاسِ . فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فِي الْعَشْرِ ، فَجِئْتُ خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ ، فَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ لِي عُثْمَانُ . فَقَالَ لِي : هَلْ طَاقَةٌ بِعَدَاوَةِ مَنْ تَرَى . فَأَبَى أَنْ يَحُجَّ ، وَقَالَ : فَحُجَّ أَنْتَ بِالنَّاسِ ، فَأَنْتَ ابْنُ عَمِّ الرَّجُلِ ، وَهَذَا الأَمْرُ لا يُفْضِي إِلا إِلَيْهِ ، يَعْنِي عَلِيًّا ، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَحْمِلَ لَهُ ذَلِكَ . فَحَجَجْتُ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ قَفَلْتُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، وَإِذَا عُثْمَانُ قَدْ قُتِلَ ، وَإِذَا النَّاسُ يَتَوَاثَبُونَ عَلَى رَقَبَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَلَمَّا رَآنِي عَلِيٌّ تَرَكَ النَّاسَ ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَانْتَجَانِي ، فَقَالَ : مَا تَرَى فِيمَا وَقَعَ ؟ فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، كَمَا تَرَى لا طَاقَةَ لأَحَدٍ بِهِ . فَقُلْتُ : أَرَى أَنَّهُ لا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْكَ الْيَوْمَ ، فَأَرَى أَنَّهُ لا يُبَايَعُ الْيَوْمَ أَحَدٌ ، إِلا اتُّهِمَ بِدَمِ هَذَا الرَّجُلِ . فَأَبَى إِلا أَنْ يُبَايَعَ ، فَاتُّهِمَ بِدَمِهِ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.