حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ . قَالَ : فَمَا سَمِعَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عَلَيْهِ ، إِلا أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ رُومَةَ مِنْ مَالِي ، يُسْتَعْذَبُ بِهَا ، فَجَعَلْتُ رِشَائِي مِنْهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : قِيلَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطَرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ ؟ قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الأَرْضِ ، فَزِدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ ؟ قِيلَ : نَعَمْ . قَالَ : فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَبْلِي ؟ قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ ، هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا ؟ أَشْيَاءَ بِشَأْنِهِ ، وَذِكْرِ اللَّهِ إِيَّاهُ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلِ ، قَالَ : فَفَشَا النَّهْيُ . قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ ، يَقُولُونَ : مَهْلا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : وَفَشَا النَّهْيُ . قَالَ : وَقَامَ الأَشْتَرُ . قَالَ : وَلا أَدْرِي يَوْمَئِذٍ أَوْ فِي يَوْمٍ آخَرَ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ وَبِكُمْ . قَالَ : فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى لَقِيَ كَذَا وَكَذَا . قَالَ : فَرَأَيْتُهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى ، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَهَا ، فَإِذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ فِيهِمْ ، قَالَ : ثُمَّ إِنَّهُ فَتَحَ الْبَابَ ، وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : وَذَاكَ أَنَّهُ رَأَى مِنَ اللَّيْلِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ " . قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ : فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَخَذْتَ مِنَّا مَأْخَذًا ، وَقَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا ، مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَقْعُدَهُ أَوْ لِيَأْخُذَهُ . قَالَ : فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ ، قَالَ : وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، يُقَالُ لَهُ : الْمَوْتُ الأَسْوَدُ . قَالَ : فَخَنَقَهُ ، ثُمَّ خَفَقَهُ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَلْيَنَ مِنْ حَلْقِهِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ حَتَّى رَأَيْتُ نَفْسَهُ تَتَرَدَّدُ فِي جَسَدِهِ ، كَنَفْسِ الْجَانِّ ، قَالَ : فَخَرَجَ ، قَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ ، قَالَ : وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَيَهْوِي لَهُ بِالسَّيْفِ فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ ، فَقَطَعَهَا ، فَقَالَ : لا أَدْرِي أَبَانَهَا ، أَمْ قَطَعَهَا وَلَمْ يَبِنْهَا ، قَالَ : فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ ، وَقَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصًا ، فَانْتُضِحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ : فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ سورة البقرة آية 137 ، قَالَ : فَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ ، قَالَ : وَأَخَذَتِ ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ حُلِيَّهَا ، فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ ، قَالَ : فَلَمَّا أُشْعِرَ ، أَوْ قَالَ : قُتِلَ نَاحَتْ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا ، قَالَ : فَعَلِمْتُ أَنَّ عَدُوَّ اللَّهِ لَمْ يُرِدْ إِلا الدُّنْيَا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانُ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |
أَبُو نَضْرَةَ | المنذر بن مالك العوفي / توفي في :108 | ثقة |
أَبِي | سليمان بن طرخان التيمي | ثقة |
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ | معتمر بن سليمان التيمي / ولد في :106 / توفي في :187 | ثقة |
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | يعقوب بن إبراهيم العبدي / ولد في :160 / توفي في :252 | ثقة |