استئذان طلحة والزبير عليا


تفسير

رقم الحديث : 1468

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : اسْتَأْذَنَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ عَلِيًّا فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُمَا ، فَلَحِقَا بِمَكَّةَ ، وَأَحَبَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنْ يَعْلَمُوا مَا رَأْيُ عَلِيٍّ فِي مُعَاوِيَةَ وَانْتِقَاضِهِ ، لِيَعْرِفُوا بِذَلِكَ رَأْيَهُ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، أَيَجْسُرُ عَلَيْهِ أَوْ يَنْكَلُ عَنْهُ ؟ وَقَدْ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَخَلَ عَلَيْهِ ، وَدَعَاهُ إِلَى الْقُعُودِ ، وَتَرْكِ النَّاسِ ، فَدَسُّوا إِلَيْهِ زِيَادَ بْنَ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيَّ ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَلِيٍّ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَجَلَسَ إِلَيْهِ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا زِيَادُ تَيَسَّرْ . فَقَالَ : لأَيِّ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ : تَغْزُو الشَّامَ . فَقَالَ زِيَادٌ : الأَنَاةُ وَالرِّفْقُ أَمْثَلُ ، فَقَالَ : وَمَنْ لا يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ يُضْرَسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوطَأْ بِمِنْسَمِ فَتَمَثَّلَ عَلِيٌّ وَكَأَنَّهُ لا يُرِيدُهُ : مَتَى تَجْمَعِ الْقَلْبَ الذَّكِيَّ وَصَارِمًا وَأَنْفًا حَمِيًّا تَجْتَنِبْكَ الْمَظَالِمُ فَخَرَجَ زِيَادٌ عَلَى النَّاسِ ، وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَهُ ، فَقَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ فَقَالَ : السَّيْفُ يَا قَوْمُ ، فَعَرَفُوا مَا هُوَ فَاعِلٌ ، وَدَعَا عَلِيٌّ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ فَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَيْمَنَتَهُ ، وَعُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ ، أَوْ عَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ ، وَلاهُ مَيْسَرَتَهُ ، وَدَعَا أَبَا لَيْلَى بْنَ عُمَرَ بْنِ الْجَرَّاحِ ابْنَ أَخِي أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، فَجَعَلَهُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قُثَمَ بْنَ عَبَّاسٍ ، وَلَمْ يُوَلِّ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَى عُثْمَانَ أَحَدًا ، وَكَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ أَنْ يَنْدُبَ النَّاسَ إِلَى الشَّامِ ، وَإِلَى عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَإِلَى أَبِي مُوسَى مِثْلَ ذَلِكَ ، وَأَقْبَلَ عَلَى التَّهَيُّؤِ وَالتَّجَهُّزِ ، وَخَطَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى النُّهُوضِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْفُرْقَةِ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ رَسُولا هَادِيًا مَهْدِيًّا ، بِكِتَابٍ نَاطِقٍ ، وَأَمْرٍ قَائِمٍ وَاضِحٍ ، لا يَهْلِكُ عَنْهُ إِلا هَالِكٌ ، وَإِنَّ الْمُبْتَدَعَاتِ وَالشُّبُهَاتِ هُنَّ الْمُهْلِكَاتُ إِلا مَنْ حَفِظَ اللَّهُ ، وَإِنَّ فِي سُلْطَانِ اللَّهِ عِصْمَةَ أَمْرِكُمْ ، فَأَعْطُوهُ طَاعَتَكُمْ غَيْرَ مَلْوِيَّةٍ وَلا مُسْتَكَرَهٍ بِهَا ، وَاللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ ، أَوْ لَيَنْقِلَنَّ اللَّهُ عَنْكُمْ سُلْطَانَ الإِسْلامِ ، ثُمَّ لا يَنْقِلُهُ إِلَيْكُمْ أَبَدًا حَتَّى يَأْرِزَ الأَمْرُ إِلَيْهَا ، انْهَضُوا إِلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ يُفَرِّقُونَ جَمَاعَتَكُمْ ، لَعَلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بِكُمْ مَا أَفْسَدَ أَهْلُ الآفَاقِ ، وَتَقْضُونَ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِنَحْوٍ آخَرَ ، وَتَمَامٍ عَلَى خِلافٍ ، فَقَامَ فِيهِمْ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ لِظَالِمِ هَذِهِ الأُمَّةِ الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ ، وَجَعَلَ لِمَنْ لَزِمَ الأَمْرَ وَاسْتَقَامَ الْفَوْزَ وَالنَّجَاةَ ، فَمَنْ لَمْ يَسَعْهُ الْحَقُّ أَخَذَ بِالْبَاطِلِ ، أَلا وَإِنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ تَمَالَئُوا عَلَى سُخْطِ إِمَارَتِي ، وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى الإِصْلاحِ ، وَسَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخْفَ عَلَى جَمَاعَتِكُمْ ، وَأَكُفُّ إِنْ كَفُّوا ، وَأَقْتَصِرُ عَلَى مَا بَلَغَنِي عَنْهُمْ . ثُمَّ أَتَاهُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْبَصْرَةَ لِمُشَاهَدَةِ النَّاسِ وَالإِصْلاحِ ، فَتَعَبَّى لِلْخُرُوجِ إِلَيْهِمْ ، وَقَالَ : إِنْ فَعَلُوا هَذَا فَقَدِ انْقَطَعَ نِظَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ فِي الْمُقَامِ فِينَا مَئُونَةٌ وَلا إِكْرَاهٌ ، فَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ الأَمْرُ فَتَثَاقَلُوا ، فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ كُمَيْلا النَّخَعِيَّ ، فَجَاءَ بِهِ ، فَقَالَ : انْهَضْ مَعِي ، فَقَالَ : أَنَا مَعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْهُمْ ، وَقَدْ دَخَلُوا فِي هَذَا الأَمْرِ ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمْ لا أُفَارِقُهُمْ ، فَإِنْ يَخْرُجُوا أَخْرُجْ ، وَإِنْ يَقْعُدُوا أَقْعُدْ . قَالَ : فَأَعْطِنِي زَعِيمًا بِأَلا تَخْرُجَ . قَالَ : وَلا أُعْطِيكَ زَعِيمًا . قَالَ : لَوْلا مَا أَعْرِفُ مِنْ سُوءِ خُلُقِكَ صَغِيرًا وَكَبِيرًا لأَنْكَرْتَنِي ، دَعُوهُ فَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ . فَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : لا وَاللَّهِ مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ ، فَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَمُشْتَبِهٌ عَلَيْنَا ، وَنَحْنُ مُقِيمُونَ حَتَّى يُضِيءَ لَنَا وَيُسْفِرَ ، فَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِ ، وَأَخْبَرَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ بِالَّذِي سَمِعَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مُعْتَمِرًا مُقِيمًا عَلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ ، مَا خَلا النُّهُوضَ ، وَكَانَ صَدُوقًا فَاسْتَقَرَّ عِنْدَهَا ، وَأَصْبَحَ عَلِيٌّ فَقِيلَ لَهُ : حَدَثَ الْبَارِحَةَ حَدَثٌ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَمُعَاوِيَةَ . قَالَ : وَمَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ ، فَأَتَى عَلِيٌّ السُّوقَ ، وَدَعَا بِالظُّهْرِ ، فَحَمَلَ الرِّجَالَ ، وَأَعَدَّ لِكُلِّ طَرِيقٍ طُلابًا ، وَمَاجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، وَسَمِعَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِالَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَدَعَتْ بِبَغْلَتِهَا فَرَكِبَتْهَا فِي رَحْلٍ ، ثُمَّ أَتَتْ عَلِيًّا ، وَهُوَ وَاقِفٌ فِي السُّوقِ يُفَرِّقُ الرِّجَالَ فِي طَلَبِهِ ، فَقَالَتْ : مَا لَكَ ؟ لا تُزَنَّدُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ، إِنَّ الأَمْرَ عَلَى خِلافِ مَا بُلِّغْتَهُ وَحُدِّثْتَهُ . قَالَتْ : أَنَا ضَامِنَةٌ لَهُ . فَطَابَتْ نَفْسُهُ ، وَقَالَ : انْصَرِفُوا ، لا وَاللَّهِ مَا كَذَبَتْ وَلا كَذَبَ ، وَإِنَّهُ عِنْدِي ثِقَةٌ ، فَانْصَرِفُوا . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.