استئذان طلحة والزبير عليا


تفسير

رقم الحديث : 1480

حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الأَزْرَقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ الْهَجَرِيُّ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ قَبِيصَةَ الأَحْمُسِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعُرَنِيُّ صَاحِبُ الْجَمَلِ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ ، إِذْ عَرَضَ لِي رَاكِبٌ ، فَقَالَ : يَا صَاحِبَ الْجَمَلِ تَبِيعُ جَمَلَكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : بِكَمْ ؟ قُلْتُ : بِأَلْفِ دِرْهَمٍ . قَالَ : مَجْنُونٌ أَنْتَ ؟ جَمَلٌ يُبَاعُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ . قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ جَمَلِي هَذَا . قَالَ : وَمِمَّ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : مَا طَلَبْتُ عَلَيْهِ أَحَدًا قَطُّ إِلا أَدْرَكْتُهُ ، وَلا طَلَبَنِي وَأَنَا عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلا فُتُّهُ . قَالَ : لَوْ تَعْلَمُ لِمَنْ نُرِيدُهُ ، لأَحْسَنْتَ بَيْعَنَا . قَالَ : قُلْتُ : وَلِمَنْ تُرِيدُهُ ؟ قَالَ : لأُمِّكَ . قُلْتُ : لَقَدْ تَرَكْتُ أُمِّي فِي بَيْتِهَا قَاعِدَةً مَا تُرِيدُ بَرَاحًا . قَالَ : إِنَّمَا أُرِيدُهُ لأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ . قُلْتُ : فَهُوَ لَكَ ، فَخُذْهُ بِغَيْرِ ثَمَنٍ ، قَالَ : لا وَلَكِنِ ارْجِعْ مَعَنَا إِلَى الرَّحْلِ ، فَلْنُعْطِكَ نَاقَةً مَهْرِيَّةً ، وَنَزِيدُكَ دَرَاهِمَ . قَالَ : فَرَجَعْتُ فَأَعْطَوْنِي نَاقَةً لَهَا مَهْرِيَّةً ، وَزَادُونِي أَرْبَعَ مِائَةِ أَوْ سِتَّ مِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ لِي : يَا أَخَا عُرَيْنَةَ هَلْ لَكَ دَلالَةٌ بِالطَّرِيقِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، أَنَا مِنْ أَدْرَكِ النَّاسِ . قَالَ : فَسِرْ مَعَنَا ، فَسِرْتُ مَعَهُمْ ، فَلا أَمُرُّ عَلَى وَادٍ وَلا مَاءٍ إِلا سَأَلُونِي عَنْهُ ، حَتَّى طَرَقْنَا مَاءَ الحَوْأَبِ ، فَنَبَحَتْنَا كِلابُهَا . قَالُوا : أَيُّ مَاءٍ هَذَا ؟ قُلْتُ : مَاءُ الْحَوْأَبِ . قَالَ : فَصَرَخَتْ عَائِشَةُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا ، ثُمَّ ضَرَبَتْ عَضُدَ بَعِيرِهَا فَأَنَاخَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ : أَنَا وَاللَّهِ وَصَاحِبَةُ كِلابِ الْحَوْأَبِ طَرُوقًا رُدُّونِي ، تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا ، فَأَنَاخَتْ وَأَنَاخُوا حَوْلَهَا ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَهِيَ تَأْبَى حَتَّى كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي أَنَاخُوا فِيهَا مِنَ الْغَدِ . قَالَ : فَجَاءَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : النَّجَاءَ النَّجَاءَ ، فَقَدْ أَدْرَكَكُمْ وَاللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ . قَالَ : فَارْتَحَلُوا وَشَتَمُونِي ، فَانْصَرَفْتُ فَمَا سِرْتُ إِلا قَلِيلا ، وَإِذَا أَنَا بِعَلِيٍّ وَرَكْبٍ مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِ مِائَةٍ . فَقَالَ لِي عَلِيٌّ : يَأَيُّهَا الرَّاكِبُ فَأَتَيْتُهُ . فَقَالَ : أَيْنَ أَتَيْتَ الظَّعِينَةَ ؟ قُلْتُ : فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، وَهَذِهِ نَاقَتُهَا ، وَبِعْتُهُمْ جَمَلِي ، قَالَ : وَقَدْ رَكِبَتْهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . وَسِرْتُ مَعَهُمْ حَتَّى أَتَيْنَا مَاءَ الْحَوْأَبِ ، فَنَبَحَتْ عَلَيْهَا كَلابُهَا . فَقَالَتْ : كَذَا وَكَذَا ، فَلَمَّا رَأَيْتُ اخْتِلاطَ أَمْرِهِمْ انْفَتَلْتُ وَارْتَحَلُوا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : هَلْ لَكَ دِلالَةٌ بِذِي قَارٍ ؟ قُلْتُ لِعَلِيٍّ : أَدُلُّ النَّاسَ ، قَالَ : فَسِرْ مَعَنَا ، فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا ذَا قَارٍ ، فَأَمَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِجِوَالِقَيْنِ ، فَضَمَّ أَحَدَهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، ثُمَّ جِيءَ بِرَحْلٍ فَوُضِعَ عَلَيْهِمَا ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى صَعِدَ عَلَيْهِ ، وَسَدَلَ رِجْلَيْهِ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ . فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : قَدْ جِئْتَ تَحِنُّ حَنِينَ الْجَارِيَةِ ؟ فَقَالَ : أَجَلْ أَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِي ، فَأَنْتَ الْيَوْمُ تُقْتَلُ بِمَضْيَعَةٍ لا نَاصِرَ لَكَ . قَالَ : حَدِّثِ الْقَوْمَ بِمَا أَمَرْتَنِي بِهِ ، قَالَ : أَمَرْتُكَ حِينَ سَارَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه ، أَلا تَبْسُطَ يَدَكَ بِبَيْعَةٍ ، حَتَّى تَجُولَ جَائِلَةُ الْعَرَبِ ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَقْطَعُوا أَمْرًا دُونَكَ ، فَأَبَيْتَ عَلَيَّ ، وَأَمَرْتُكَ حِينَ سَارَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ ، وَصَنَعَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ مَا صَنَعُوا أَنْ تَلْزَمَ الْمَدِينَةَ ، وَتُرْسِلَ إِلَى مَنِ اسْتَجَابَ لَكَ مِنْ شِيعَتِكَ ، قَالَ عَلِيٌّ : صَدَقَ وَاللَّهِ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ مَا كُنْتُ لأَكُونَ كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ لِلدَّمِ ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ ، وَمَا أَرَى أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي ، فَبَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ ، فَبَايَعْتُ كَمَا بَايَعُوا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَلَكَ ، وَمَا أَرَى أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي ، فَبَايَعَ النَّاسُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَبَايَعْتُ كَمَا بَايَعُوا ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَلَكَ ، وَمَا أَرَى أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي ، فَجَعَلَنِي سَهْمًا مِنْ سِتَّةِ أَسْهُمٍ ، فَبَايَعَ النَّاسُ عُثْمَانَ ، فَبَايَعْتُ كَمَا بَايَعُوا ، ثُمَّ سَارَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ أَتَوْنِي فَبَايَعُونِي طَائِعِينَ غَيْرُ مُكْرَهِينَ ، فَأَنَا مُقَاتِلُ مَنْ خَالَفَنِي بِمَنِ اتَّبَعَنِي ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.