ذكر الخبر عن مسير علي بن ابي طالب نحو البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1508

مَا حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُصَيْنًا يَذْكُرُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، وَنَحْنُ نُرِيدُ الْحَجَّ ، فَإِنَّا لَبِمَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا ، إِذْ أَتَانَا آتٍ ، فَقَالَ : قَدْ فَزِعُوا ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ . فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ ، وَإِذَا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَإِنَّا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقِيلَ : هَذَا عُثْمَانُ قَدْ جَاءَ ، وَعَلَيْهِ مُلَيْئَةٌ لَهُ صَفْرَاءُ ، قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ ، فَقَالَ : أَهَاهُنَا عَلِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَهَاهُنَا طَلْحَةُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، أَتَعْلَمُون أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ يَبْتَعْ مِرْبَدَ بَنِي فُلانٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَوْ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِ ابْتَعْتُهُ ، قَالَ : اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ " , قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . وَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ ، قَالَ الأَحْنَفُ : فَلَقِيتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَقُلْتُ : مَنْ تَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ، فَإِنِّي لا أَرَى هَذَا الرَّجُلَ إِلا مَقْتُولا ؟ قَالا : عَلِيٌّ . قُلْتُ : أَتَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ؟ قَالا : نَعَمْ . فَانْطَلَقْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ بِهَا إِذْ أَتَانَا قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَبِهَا عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَلَقِيتُهَا ، فَقُلْتُ : مَنْ تَأْمُرِينِي أَنْ أُبَايِعَ ؟ قَالَتْ : عَلِيٌّ . قُلْتُ : تَأْمُرِينَنِي بِهِ وَتَرْضِينَهُ لِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . فَمَرَرْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعْتُهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي بِالْبَصْرَةِ ، وَلا أَرَى الأَمْرَ إِلا قَدِ اسْتَقَامَ . قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ ، إِذْ آتَانِي آتٍ . فَقَالَ : هَذِهِ عَائِشَةُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ قَدْ نَزَلُوا جَانِبَ الْخُرَيْبَةِ . فَقُلْتُ : مَا جَاءَ بِهِمْ ؟ قَالُوا : أَرْسَلُوا إِلَيْكَ يَدْعُونَكَ ، يَسْتَنْصِرُونَ بِكَ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ أَتَانِي قَطُّ ، فَقُلْتُ : إِنَّ خُذْلانِي هَؤُلاءِ ، وَمَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَشَدِيدٌ ، وَإِنَّ قِتَالِي رَجُلا ابْنَ عَمِّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ أَمَرُونِي بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ . فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ ، قَالُوا : جِئْنَا لِنَسْتَنْصِرَ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُتِلَ مَظْلُومًا . فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ ، أَقُلْتُ لَكِ مَنْ تَأْمُرِينِي بِهِ ؟ فَقُلْتِ عَلِيٌّ فَقُلْتُ تَأْمُرِينَنِي بِهِ وَتَرْضِينَهُ لِي ؟ قُلْتِ نَعَمْ . قَالَتْ : نَعَمْ ، وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ . فَقُلْتُ : يَا زُبَيْرُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا طَلْحَةُ ، أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ أَقُلْتُ لَكُمَا مَا تَأْمُرَانِي ؟ فَقُلْتُمَا : عَلِيٌّ . فَقُلْتُ : أَتَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ؟ فَقُلْتُمَا : نَعَمْ . قَالا : نَعَمْ وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ . فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا أُقَاتِلُ رَجُلا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ ، اخْتَارُوا مِنِّي وَاحِدَةً مِنْ ثَلاثِ خِصَالٍ : إِمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي الْجِسْرَ ، فَأَلْحَقَ بِأَرْضِ الأَعَاجِمِ ، حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى ، أَوْ أَلْحَقُ بِمَكَّةَ ، فَأَكُونُ فِيهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى ، أَوْ أَعْتَزِلَ فَأَكُونُ قَرِيبًا . قَالُوا : إِنَّا نَأْتَمِرُ ، ثُمَّ نُرْسِلُ إِلَيْكَ . فَائْتَمَرُوا ، فَقَالُوا : نَفْتَحُ لَهُ الْجِسْرَ ، وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ ، لَيْسَ ذَاكُمْ بِرَأْيٍ ، اجْعَلُوهُ هَهُنَا قَرِيبًا ، حَيْثُ تَطَئُونَ عَلَى صِمَاخِهِ ، وَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ . فَاعْتَزَلَ بِالْجَلْحَاءِ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ ، فَاعْتَزَلَ مَعَهُ زُهَاءً عَلَى سِتَّةِ آلافٍ ، ثُمَّ الْتَقَى الْقَوْمُ ، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ طَلْحَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَعْبُ بْنُ سُورٍ مَعَهُ الْمُصْحَفُ يُذَكِّرُ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ ، حَتَّى قُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ ، وَلَحِقَ الزُّبَيْرُ بِسَفَوَانَ مِنَ الْبَصْرَةِ ، كَمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ ، فَلَقِيَهُ النَّعْرُ رَجُلٌ مِنْ مُجَاشِعٍ ، فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ إِلَيَّ ، فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي لا يُوصَلُ إِلَيْكَ . فَأَقْبَلَ مَعَهُ ، فَأَتَى الأَحْنَفَ خَبْرُهُ ، فَقِيلَ : ذَاكَ الزُّبَيْرُ قَدْ لُقِيَ بِسَفَوَانَ فَمَا تَأْمُرُ ؟ قَالَ : جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضَهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ ، ثُمَّ يَلْحَقُ بِبَيْتِهِ . فَسَمِعَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ وَنُفَيْعٌ ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ ، فَلَقُوهُ مَعَ النَّعْرِ ، فَأَتَاهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ مِنْ خَلْفِهِ ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفَةٍ ، فَطَعَنَهُ طَعْنَةً خَفِيفَةً ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخِمَارِ ، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ ، نَادَى عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ : يَا نَافِعُ يَا فَضَالَةُ . فَحَمَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ . حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ حُصَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَاوَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَذَاكَ أَنِّي قُلْتُ لَهُ : أَرَأَيْتَ اعْتِزَالَ الأَحْنَفِ مَا كَانَ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ الأَحْنَفَ ، يَقُولُ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا حَاجٌّ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا قَضَى وَحَكَمَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
طَلْحَةُ

صحابي

الزُّبَيْرُ

صحابي

عَلِيٌّ

صحابي

الأَحْنَفَ

ثقة

عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

صحابي

الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ

ثقة

عَمْرُو بْنُ جَاوَانَ

مقبول

حُصَيْنٍ

ثقة متقن

عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ

مقبول

حُصَيْنًا

ثقة متقن

أَبِي

ثقة

ابْنُ إِدْرِيسَ

ثقة حجة

مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ

ثقة

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

ثقة

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.