ذكر الخبر عن مسير علي بن ابي طالب نحو البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1517

مَا حَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي أَبُو خَيْثَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الأَيْلِيَّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا مِنْ خَبَرِ عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَائِشَةَ فِي مَسِيرِهِمُ الَّذِي نَحْنُ فِي ذِكْرِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، قَالَ : وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَلِيًّا يَعْنِي خَبَرَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ الْعَبْدِيِّ بِالْبَصْرَةِ ، فَأَقْبَلَ يَعْنِي عَلِيًّا فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى رَبِيعَهْ رَبِيعَةَ السَّامِعَةَ الْمُطِيعَهْ سَنَتُهَا كَانَتْ بِهَا الْوَقِيعَهْ فَلَمَّا تَوَاقَفُوا خَرَجَ عَلِيٌّ عَلَى فَرَسِهِ ، فَدَعَا الزُّبَيْرَ فَتَوَاقَفَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيْرِ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ ، وَلا أَرَاكَ لِهَذَا الأَمْرِ أَهْلا ، وَلا أَوْلَى بِهِ مِنَّا . فَقَالَ عَلِيٌّ : لَسْتَ لَهُ أَهْلا بَعْدَ عُثْمَانَ رضي اللَّهُ عنه ، قَدْ كُنَّا نَعُدُّكَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، حَتَّى بَلَغَ ابْنُكَ ابْنَ السُّوءِ ، فَفَرَّقَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ، وَعَظَّمَ عَلَيْهِ أَشْيَاءَ ، فَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : مَا يَقُولُ ابْنُ عَمَّتِكَ ، لَيُقَاتِلَنَّكَ وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ , فَانْصَرَفَ عَنْهُ الزُّبَيْرُ ، وَقَالَ : فَإِنِّي لا أُقَاتِلُكَ . فَرَجَعَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : مَا لِي فِي هَذِهِ الْحَرْبِ بَصِيرَةٌ . فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : إِنَّكَ قَدْ خَرَجْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ رَايَاتِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَرَفْتَ أَنَّ تَحْتَهَا الْمَوْتَ فَجَبُنْتَ . فأحفظه حَتَّى أَرْعَدَ وَغَضِبَ ، وَقَالَ : وَيْحَكَ ، إِنِّي قَدْ حَلَفْتُ لَهُ أَلا أُقَاتِلَهُ . فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ ، بِعِتْقِ غُلامِكَ سَرْجِسَ . فَأَعْتَقَهُ ، وَقَامَ فِي الصَّفِّ مَعَهُمْ ، وَكَانَ عَلِيٌّ قَالَ لِلزُّبَيْرِ : أَتَطْلُبُ مِنِّي دَمَ عُثْمَانَ ، وَأَنْتَ قَتَلْتَهُ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَى أَشَدِّنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ مَا يَكْرَهُ . وَقَالَ عَلِيٌّ : يَا طَلْحَةُ جِئْتَ بِعُرْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُقَاتِلُ بِهَا ، وَخَبَّأْتَ عُرْسَكَ فِي الْبَيْتِ ، أَمَا بَايَعْتَنِي ! قَالَ : بَايَعْتُكَ وَعَلَى عُنُقِي اللُّجُّ . فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ : أَيُّكُمْ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ هَذَا الْمُصْحَفَ وَمَا فِيهِ ، فَإِنْ قُطِعَتْ يَدُهُ أَخَذَهُ بِيَدِهِ الأُخْرَى ، وَإِنْ قُطِعَتْ أَخَذَهُ بِأَسْنَانِهِ ؟ قَالَ فَتًى شَابٌّ : أَنَا ، فَطَافَ عَلِيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ يَعْرِضُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ إِلا ذَلِكَ الْفَتَى . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : اعْرِضْ عَلَيْهِمْ هَذَا ، وَقُلْ هُوَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، والله فِي دِمَائِنَا وَدِمَائِكُمْ . فَحَمَلَ عَلَى الْفَتَى وَفِي يَدِهِ الْمُصْحَفُ ، فَقُطِعَتْ يَدَاهُ ، فَأَخَذَهُ بِأَسْنَانِهِ حَتَّى قُتِلَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : قَدْ طَابَ لَكُمُ الضِّرَابُ ، فَقَاتَلُوهُمْ . فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلا ، كُلُّهُمْ يَأْخُذُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ ، فَلَمَّا عُقِرَ الْجَمْلُ وَهُزِمَ النَّاسُ ، أَصَابَتْ طَلْحَةَ رَمْيَةٌ فَقَتَلَتْهُ ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ رَمَاهُ ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَخَذَ بِخِطَامِ جَمَلِ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَخْبَرَهَا ، فَقَالَتْ : وَاثُكْلَ أَسْمَاءَ . فَجُرِحَ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْجَرْحَى ، فَاسْتُخْرِجَ فَبَرَأَ مِنْ جِرَاحَتِهِ ، وَاحْتَمَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَائِشَةَ ، فَضُرِبَ عَلَيْهَا فُسْطَاطٌ فَوَقَفَ عَلِيٌّ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : اسْتَفْزَزْتِ النَّاسَ وَقَدْ فَزُّوا فَأَلَّبْتِ بَيْنَهُمْ ، حَتَّى قَتَلَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا . فِي كَلامٍ كَثِيرٍ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَابْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ ، نَعَمْ مَا أَبْلَيْتَ قَوْمَكَ الْيَوْمَ . فَسَرَّحَهَا عَلِيٌّ ، وَأَرْسَلَ مَعَهَا جَمَاعَةً مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ ، وَجَهَّزَهَا ، وَأَمَرَ لَهَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْمَالِ ، فَاسْتَقَلَّ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَأَخْرَجَ لَهَا مَالا عَظِيمًا ، وَقَالَ : إِنْ لَمْ يُجِزْهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَهُوَ عَلَيَّ . وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ ، فَزَعَمُوا أَنَّ ابْنَ جُرْمُوزٍ لَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ ، وَأَنَّهُ وَقَفَ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : اسْتَأْذِنْ لِقَاتِلِ الزُّبَيْرِ . فَقَالَ عَلِيٌّ : ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيٌّ

صحابي

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الأَيْلِيَّ

ثقة

أَبِي

ثقة

وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ

ثقة

أَبِي أَبُو خَيْثَمَةَ

ثقة ثبت

أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.