كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : لَمَّا أَرَادَ عَلِيٌّ الْخُرُوجَ مِنَ الرَّبَذَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ قَامَ إِلَيْهِ ابْنٌ لِرِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ بِنَا ؟ فَقَالَ : أَمَّا الَّذِي نُرِيدُ وَنَنْوِي ، فَالإِصْلاحَ إِنْ قَبِلُوا مِنَّا وَأَجَابُونَا إِلَيْهِ . قَالَ : فَإِنْ لَمْ يُجِيبُونَا إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَدَعُهُمْ بِعُذْرِهِمْ ، وَنُعْطِيهِمُ الْحَقَّ وَنَصْبِرُ . قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَرْضَوْا ؟ قَالَ : نَدَعُهُمْ مَا تَرَكُونَا . قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُونَا ؟ قَالَ : امْتَنَعْنَا مِنْهُمْ . قَالَ : فَنَعَمْ إِذًا . وَقَامَ الْحَجَّاجُ بْنُ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : لأُرْضِيَنَّكَ بِالْفِعْلِ كَمَا أَرْضَيْتَنِي بِالْقَوْلِ ، وَقَالَ : دِرَاكَهَا دِرَاكَهَا قَبْلَ الْفَوْت وَانْفُرْ بِنَا وَاسْمُ بِنَا نَحْوَ الصَّوْت لا وَأَلَتْ نَفْسِي إِنْ هِبْتُ الْمَوْت وَاللَّهِ لأَنْصُرَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، كَمَا سَمَّانَا أَنْصَارًا . فَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ أَبُو لَيْلَى بْنُ عُمَرَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَالرَّايَةُ مَعَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، وَعَلَى الْمَيْمَنَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، أَوْ عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ ، وَخَرَجَ عَلِيٌّ وَهُوَ فِي سَبْعِ مِائَةٍ وَسِتِّينَ ، وَرَاجِزُ عَلِيٍّ يَرْجُزُ بِهِ : سِيرُوا أَبَابِيلَ وَحُثُّوا السَّيْرَا إِذْ عُزِمَ السَّيْرُ وَقُولُوا خَيْرًا حَتَّى يُلاقُوا وَتُلاقُوا خَيْرًا نَغْزُو بِهَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَا وَهُوَ أَمَامَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ حَمْرَاءَ ، يَقُودُ فَرَسًا كُمَيْتًا ، فَتَلَقَّاهُمْ بِفَيْدَ ، غُلامٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، يُدْعَى مُرَّةَ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقِيلَ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : سُفْرَةٌ فَانِيَةٌ ، فِيهَا دِمَاءٌ مِنْ نُفُوسٍ فَانِيَةٍ . فَسَمِعَهَا عَلِيٌّ فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : مُرَّةُ . قَالَ : أَمَرَّ اللَّهُ عَيْشَكَ ، كَاهِنُ سَائِرِ الْقَوْمِ ؟ قَالَ : بَلْ عَائِفٌ . فَلَمَّا نَزَلَ بِفَيْدَ أَتَتْهُ أَسَدٌ وَطَيْءٌ ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ ، فَقَالَ : الْزَمُوا قَرَارَكُمْ فِي الْمُهَاجِرِينَ كِفَايَةٌ . وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَيْدَ قَبْلَ خُرُوجِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : عَامِرُ بْنُ مَطَرٍ . قَالَ اللَّيْثِيُّ : قَالَ الشَّيْبَانِيُّ : قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمَّا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : فَأَخْبَرَهُ ، حَتَّى سَأَلَهُ عَنْ أَبِي مُوسَى . فَقَالَ : إِنْ أَرَدْتَ الصُّلْحَ فَأَبُو مُوسَى صَاحِبُ ذَلِكَ ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْقِتَالَ فَأَبُو مُوسَى لَيْسَ بِصَاحِبِ ذَلِكَ . قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ ، حَتَّى يُرَدَّ عَلَيْنَا . قَالَ : قَدْ أَخْبَرْتُكَ الْخَبَرَ . وَسَكَتَ ، وَسَكَتَ عَلِيٌّ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |