مَا حَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي أَبُو خَيْثَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الأَيْلِيَّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا مِنْ خَبَرِ عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَائِشَةَ فِي مَسِيرِهِمُ الَّذِي نَحْنُ فِي ذِكْرِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، قَالَ : وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَلِيًّا يَعْنِي خَبَرَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ الْعَبْدِيِّ بِالْبَصْرَةِ ، فَأَقْبَلَ يَعْنِي عَلِيًّا فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى رَبِيعَهْ رَبِيعَةَ السَّامِعَةَ الْمُطِيعَهْ سَنَتُهَا كَانَتْ بِهَا الْوَقِيعَهْ فَلَمَّا تَوَاقَفُوا خَرَجَ عَلِيٌّ عَلَى فَرَسِهِ ، فَدَعَا الزُّبَيْرَ فَتَوَاقَفَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيْرِ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ ، وَلا أَرَاكَ لِهَذَا الأَمْرِ أَهْلا ، وَلا أَوْلَى بِهِ مِنَّا . فَقَالَ عَلِيٌّ : لَسْتَ لَهُ أَهْلا بَعْدَ عُثْمَانَ رضي اللَّهُ عنه ، قَدْ كُنَّا نَعُدُّكَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، حَتَّى بَلَغَ ابْنُكَ ابْنَ السُّوءِ ، فَفَرَّقَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ، وَعَظَّمَ عَلَيْهِ أَشْيَاءَ ، فَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : مَا يَقُولُ ابْنُ عَمَّتِكَ ، لَيُقَاتِلَنَّكَ وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ , فَانْصَرَفَ عَنْهُ الزُّبَيْرُ ، وَقَالَ : فَإِنِّي لا أُقَاتِلُكَ . فَرَجَعَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : مَا لِي فِي هَذِهِ الْحَرْبِ بَصِيرَةٌ . فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : إِنَّكَ قَدْ خَرَجْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ رَايَاتِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَرَفْتَ أَنَّ تَحْتَهَا الْمَوْتَ فَجَبُنْتَ . فأحفظه حَتَّى أَرْعَدَ وَغَضِبَ ، وَقَالَ : وَيْحَكَ ، إِنِّي قَدْ حَلَفْتُ لَهُ أَلا أُقَاتِلَهُ . فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ ، بِعِتْقِ غُلامِكَ سَرْجِسَ . فَأَعْتَقَهُ ، وَقَامَ فِي الصَّفِّ مَعَهُمْ ، وَكَانَ عَلِيٌّ قَالَ لِلزُّبَيْرِ : أَتَطْلُبُ مِنِّي دَمَ عُثْمَانَ ، وَأَنْتَ قَتَلْتَهُ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَى أَشَدِّنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ مَا يَكْرَهُ . وَقَالَ عَلِيٌّ : يَا طَلْحَةُ جِئْتَ بِعُرْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُقَاتِلُ بِهَا ، وَخَبَّأْتَ عُرْسَكَ فِي الْبَيْتِ ، أَمَا بَايَعْتَنِي ! قَالَ : بَايَعْتُكَ وَعَلَى عُنُقِي اللُّجُّ . فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ : أَيُّكُمْ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ هَذَا الْمُصْحَفَ وَمَا فِيهِ ، فَإِنْ قُطِعَتْ يَدُهُ أَخَذَهُ بِيَدِهِ الأُخْرَى ، وَإِنْ قُطِعَتْ أَخَذَهُ بِأَسْنَانِهِ ؟ قَالَ فَتًى شَابٌّ : أَنَا ، فَطَافَ عَلِيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ يَعْرِضُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ إِلا ذَلِكَ الْفَتَى . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : اعْرِضْ عَلَيْهِمْ هَذَا ، وَقُلْ هُوَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، والله فِي دِمَائِنَا وَدِمَائِكُمْ . فَحَمَلَ عَلَى الْفَتَى وَفِي يَدِهِ الْمُصْحَفُ ، فَقُطِعَتْ يَدَاهُ ، فَأَخَذَهُ بِأَسْنَانِهِ حَتَّى قُتِلَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : قَدْ طَابَ لَكُمُ الضِّرَابُ ، فَقَاتَلُوهُمْ . فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلا ، كُلُّهُمْ يَأْخُذُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ ، فَلَمَّا عُقِرَ الْجَمْلُ وَهُزِمَ النَّاسُ ، أَصَابَتْ طَلْحَةَ رَمْيَةٌ فَقَتَلَتْهُ ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ رَمَاهُ ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَخَذَ بِخِطَامِ جَمَلِ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَخْبَرَهَا ، فَقَالَتْ : وَاثُكْلَ أَسْمَاءَ . فَجُرِحَ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْجَرْحَى ، فَاسْتُخْرِجَ فَبَرَأَ مِنْ جِرَاحَتِهِ ، وَاحْتَمَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَائِشَةَ ، فَضُرِبَ عَلَيْهَا فُسْطَاطٌ فَوَقَفَ عَلِيٌّ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : اسْتَفْزَزْتِ النَّاسَ وَقَدْ فَزُّوا فَأَلَّبْتِ بَيْنَهُمْ ، حَتَّى قَتَلَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا . فِي كَلامٍ كَثِيرٍ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَابْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ ، نَعَمْ مَا أَبْلَيْتَ قَوْمَكَ الْيَوْمَ . فَسَرَّحَهَا عَلِيٌّ ، وَأَرْسَلَ مَعَهَا جَمَاعَةً مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ ، وَجَهَّزَهَا ، وَأَمَرَ لَهَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْمَالِ ، فَاسْتَقَلَّ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَأَخْرَجَ لَهَا مَالا عَظِيمًا ، وَقَالَ : إِنْ لَمْ يُجِزْهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَهُوَ عَلَيَّ . وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ ، فَزَعَمُوا أَنَّ ابْنَ جُرْمُوزٍ لَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ ، وَأَنَّهُ وَقَفَ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : اسْتَأْذِنْ لِقَاتِلِ الزُّبَيْرِ . فَقَالَ عَلِيٌّ : ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيٌّ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الأَيْلِيَّ | يونس بن يزيد الأيلي / توفي في :159 | ثقة |
أَبِي | جرير بن حازم الأزدي | ثقة |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |
أَبِي أَبُو خَيْثَمَةَ | زهير بن حرب الحرشي | ثقة ثبت |
أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ | أحمد بن أبي خيثمة النسائي | ثقة حافظ |