كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ عَنْ كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ قَالا : أَمَرَ عَلِيٌّ نَفَرًا بِحَمْلِ الْهَوْدَجِ مِنْ بَيْنِ الْقَتْلَى ، وَقَدْ كَانَ الْقَعْقَاعُ وَزُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْزَلاهُ عَنْ ظَهْرِ الْبَعِيرِ ، فَوَضَعَاهُ إِلَى جَنْبِ الْبَعِيرِ ، فَأَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَيْهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَخُوكِ الْبَرُّ . قَالَتْ : عُقُوقٌ . قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ : كَيْفَ رَأَيْتِ ضَرْبَ بَنِيكِ الْيَوْمَ يَا أُمَّهْ ؟ قَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا ابْنُكِ الْبَارُّ عَمَّارٌ . قَالَتْ : لَسْتَ لَكَ بِأُمٍّ . قَالَ : بَلَى وَإِنْ كَرِهْتِ . قَالَتْ : فَخَرْتُمْ أَنْ ظَفَرْتُمْ ، وَأَتَيْتُمْ مِثْلَ مَا نَقِمْتُمْ ، هَيْهَاتَ وَاللَّهِ لَنْ يَظْفَرَ مَنْ كَانَ هَذَا دَأْبَهُ . وَأَبْرَزُوهَا بِهَوْدَجِهَا مِنَ الْقَتْلَى ، وَوَضَعُوهَا لَيْسَ قُرْبَهَا أَحَدٌ ، وَكَأَنَّ هَوْدَجَهَا فَرْخٌ مُقْضَبٌ ، مِمَّا فِيهِ مِنَ النَّبْلِ ، وَجَاءَ أَعْيَنُ بْنُ ضُبَيْعَةَ الْمُجَاشِعِيُّ ، حَتَّى اطَّلَعَ فِي الْهَوْدَجِ ، فَقَالَتْ : إِلَيْكَ لَعْنَكَ اللَّهُ . فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرَى إِلا قَالَتْ : هَتَكَ اللَّهُ سِتْرَكَ ، وَقَطَعَ يَدَكَ ، وَأَبْدَى عَوْرَتَكَ . فَقُتِلَ بِالْبَصْرَةِ وَسُلِبَ ، وَقُطِعَتْ يَدَهُ ، وَرُمِيَ بِهِ عُرْيَانًا فِي خَرِبَةٍ مِنْ خَرِبَاتِ الأَزْدِ ، فَانْتَهَى إِلَيْهَا عَلِيٌّ ، فَقَالَ : إِي أُمَّهْ ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ . قَالَتْ : غَفَرَ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ . .