تفسير

رقم الحديث : 571

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : وحدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : " كَانَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَكَانَ لابْنَةِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، أَسِيرًا فِي يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ أَسَارَى بَدْرٍ ، فَقِيلَ لأَبِي سُفْيَانَ : افْدِ عَمْرًا . قَالَ : أَيُجْمَعُ عَلَيَّ دَمِي وَمَالِي ؟ قَتَلُوا حَنْظَلَةَ وَأَفْدِي عَمْرًا ؟ دَعُوهُ فِي أَيْدِيهِمْ يَمْسِكُوهُ مَا بَدَا لَهُمْ . قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ مَحْبُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَرَجَ سَعْدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أَكَّالٍ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي مُعَاوِيَةَ ، مُعْتَمِرًا ، وَمَعَهُ مَرِيَّةٌ لَهُ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا مُسْلِمًا ، فِي غَنَمٍ لَهُ بِالنَّقِيعِ ، فَخَرَجَ مِنْ هُنَالِكَ مُعْتَمِرًا ، وَلا يَخْشَى الَّذِي صُنِعَ بِهِ ، لَمْ يَظُنَّ أَنَّهُ يُحْبَسُ بِمَكَّةَ ، إِنَّمَا جَاءَ مُعْتَمِرًا ، وَقَدْ عَهِدَ قُرَيْشًا لا تَعْتَرِضُ لأَحَدٍ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا إِلَّا بِخَيْرٍ . فَعَدَا عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَحَبَسَهُ بِمَكَّةَ بِابْنِهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَرَهْطَ ابْنِ أَكَّالٍ أَجِيبُوا دُعَاءَهُ تَعَاقَدْتُمْ لا تُسَلِّمُوا السَّيِّدَ الْكَهْلَا فَإِنَّ بَنِي عَمْرٍو لِئَامٌ أَذِلَّةٌ لِئَنْ لَمْ يَفُكُّوا عَنْ أَسِيرِهِمُ الْكَبْلَا قَالَ : فَمَشَى بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ عَمْرَو بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، فَيَفُكُّوا شَيْخَهُمْ . فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَعَثُوا بِهِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ ، فَخَلَّى سَبِيلَ سَعْدٍ . قَالَ : وَكَانَ فِي الأُسَارَى : أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، خَتَنُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، زَوْجُ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ . وَكَانَ أَبُو الْعَاصِ مِنْ رِجَالِ مَكَّةَ الْمَعْدُودِينَ ، مَالًا وَأَمَانَةً وَتِجَارَةً ، وَكَانَ لِهَالَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ خَالَتَهُ ، فَسَأَلَتْ خَدِيجَةُ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يُزَوِّجَهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا يُخَالِفُهَا ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِ ، فَزَوَّجَهُ ، فَكَانَتْ تُعِدُّهُ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا . فَلَمَّا أَكْرَمَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، رَسُولَهُ بِنُبُوَّتِهِ ، آمَنَتْ بِهِ خَدِيجَةُ وَبَنَاتُهُ ، فَصَدَّقْنَهُ وَشَهِدْنَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ وَدِنَّ بِدِينِهِ ، وَثَبَتَ أَبُو الْعَاصِ عَلَى شِرْكِهِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ زَوَّجَ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي لَهَبٍ إِحْدَى ابْنَتَيْهِ ، رُقَيَّةَ أَوْ أُمَّ كُلْثُومٍ ، فَلَمَّا بَادَى قُرَيْشًا بِأَمْرِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَبَاعَدُوهُ ، قَالُوا : إِنَّكُمْ قَدْ فَرَغْتُمْ مُحَمَّدًا مِنْ هَمِّهِ ، فَرُدُّوا عَلَيْهِ بَنَاتِهِ فَاشْغِلُوهُ بِهِنَّ . فَمَشَوْا إِلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالُوا لَهُ : فَارِقْ صَاحِبَتَكَ وَنَحْنُ نُزَوِّجُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ شِئْتَ مِنْ قُرَيْشٍ . قَالَ : لاهًا اللَّهِ إِذَا لا أُفَارِقُ صَاحِبَتِي ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِامْرَأَتِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُثْنِي عَلَيْهِ فِي صِهْرِهِ خَيْرًا ، فِيمَا بَلَغَنِي . قَالَ : ثُمَّ مَشَوْا إِلَى الْفَاسِقِ ابْنِ الْفَاسِقِ ، عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ ، فَقَالُوا لَهُ : طَلِّقِ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ وَنَحْنُ نُزَوِّجُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ شِئْتَ . فَقَالَ : إِنْ زَوَّجْتُمُونِي ابْنَةَ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، أَوِ ابْنَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَارَقْتُهَا . فَزَوَّجُوهُ ابْنَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَفَارَقَهَا . وَلَمْ يَكُنْ عَدُوُّ اللَّهِ دَخَلَ بِهَا ، فَأَخْرَجَهَا اللَّهُ مِنْ يَدِهِ كَرَامَةً لَهَا وَهَوَانًا لَهُ ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بَعْدَهُ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا يَحِلُّ بِمَكَّةَ وَلا يُحْرِمُ مَغْلُوبًا عَلَى أَمْرِهِ . وَكَانَ الإِسْلَامُ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ أَسْلَمَتْ ، وَبَيْنَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ ، إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ لا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا ، فَأَقَامَتْ مَعَهُ عَلَى إِسْلَامِهَا وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ ، حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْشٌ إِلَى بَدْرٍ ، سَارَ فِيهِمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ ، فَأُصِيبَ فِي الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ ، وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ

ثقة ثبت

مُحَمَّدٍ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث