تفسير

رقم الحديث : 83

حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرِ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بِيَدِي ، فَقَالَ : وَبَثَّ فِيهَا , يَعْنِي : فِي الأَرْضِ , الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ خَلْقٍ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ " . فإذا كان الله تعالى خلق الخلق من لدن ابتداء خلق السموات والأرض ، إلى حين فراغه من خلق جميعهم في ستة أيام ، وكان كل يوم من الأيام الستة التي خلقهم فيها مقداره ألف سنة من أيام الدنيا , وكان بين ابتدائه في خلق ذلك وخلق القلم الذي أمره بكتابة ما هو كائن إلى قيام الساعة ألف عام ، وذلك يوم من أيام الآخرة التي قدر اليوم الواحد منها ألف عام من أيام الدنيا ، كان معلوما أن قدر مدة ما بين أول ابتداء ربنا عز وجل في خلق ما خلق من خلقه إلى الفراغ من آخرهم سبعة آلاف عام ، يزيد , إن شاء الله , شيئا ، أو ينقص شيئا على ما قد روينا من الآثار والأخبار التي ذكرناها ، وتركنا ذكر كثير منها كراهة إطالة الكتاب بذكرها . وإذا كان ذلك كذلك ، وكان صحيحا أن مدة ما بين فراغ ربنا تعالى ذكره من خلق جميع خلقه إلى وقت فناء جميعهم ، بما قد دللنا قبل واستشهدنا من الشواهد ، وبما سنشرح فيما بعد سبعة آلاف سنة تزيد قليلا ، أو تنقص قليلا ، كان معلوما بذلك أن مدة ما بين أول خلق خلقه الله تعالى إلى قيام الساعة ، وفناء جميع العالم ، أربعة عشر ألف عام من أعوام الدنيا ، وذلك أربعة عشر يوما من أيام الآخرة ، سبعة أيام من ذلك ، وهي سبعة آلاف عام من أعوام الدنيا , مدة ما بين أول ابتداء الله جل وتقدس في خلق أول خلقه إلى فراغه من خلق آخرهم , وهو آدم أبو البشر صلوات الله عليه ، وسبعة أيام أخر وهي سبعة آلاف عام من أعوام الدنيا من ذلك مدة ما بين فراغه ، جل ثناؤه , من خلق آخر خلقه , وهو آدم , إلى فناء آخرهم وقيام الساعة وعود الأمر إلى ما كان عليه قبل أن يكون شيء غير القديم البارئ الذي له الخلق والأمر , الذي كان قبل كل شيء فلا شيء كان قبله ، والكائن بعد كل شيء فلا شيء يبقى غير وجهه الكريم ، فإن قال قائل : وما دليلك على أن الأيام الستة التي خلق الله فيهن خلقه ، كان قدر كل يوم منهن قدر ألف عام من أعوام الدنيا ، دون أن يكون ذلك كأيام أهل الدنيا التي يتعارفونها بينهم ، وإنما قال الله عز وجل في كتابه : الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ سورة الفرقان آية 59 فلم يعلمنا أن ذلك كما ذكرت ، بل أخبرنا أنه خلق ذلك في ستة أيام ، والأيام المعروفة عند المخاطبين بهذه المخاطبة ، هي أيامهم التي أول اليوم منها طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، ومن قولك : إن خطاب الله عباده بما خاطبهم به في تنزيله إنما هو موجه إلى الأشهر والأغلب عليه من معانيه ، وقد وجهت خبر الله في كتابه عن خلقه السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام إلى غير المعروف من معاني الأيام ، وأمر الله عز وجل إذا أراد شيئا أن يكونه أنفذ وأمضى من أن يوصف بأنه خلق السموات والأرض ، وما بينهما في ستة أيام مقدارهن ستة آلاف عام من أعوام الدنيا ، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون ، وذلك كما قال ربنا تبارك وتعالى : وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ سورة القمر آية 50 ؟ ، قيل له : قد قلنا فيما تقدم من كتابنا هذا : إنا إنما نعتمد في معظم ما نرسمه في كتابنا هذا على الآثار والأخبار عن نبينا , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وعن السلف الصالحين قبلنا دون الاستخراج بالعقول والفكر , إذ أكثره خبر عما مضى من الأمور وعما هو كائن من الأحداث وذلك غير مدرك علمه بالاستنباط الاستخراج بالعقول . فإن قال : فهل من حجة على صحة ذلك من جهة الخبر ؟ قيل : ذلك ما لا نعلم قائلا من أئمة الدين قال خلافه , فإن قال : فهل من رواية عن أحد منهم بذلك ؟ قيل : علم ذلك عند أهل العلم من السلف كان أشهر من أن يحتاج فيه إلى رواية منسوبة إلى شخص منهم بعينه ، وقد روي ذلك عن جماعة منهم مسمين بأعيانهم ، فإن قال : فاذكرهم لنا , قيل .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ

ثقة

أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ

مقبول

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ

ثقة حافظ ثبت

ابْنُ جُرَيْجٍ :

ثقة

حَجَّاجٌ

ثقة ثبت

وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ

صدوق فاضل

الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرِ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.