القول فيما خلق الله في كل يوم من الايام الستة التي ذكر الله عز وجل في كتابه انه خلق ف...


تفسير

رقم الحديث : 63

حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بِيَدِي ، فَقَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ , وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ " وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب ، قول من قال : اليوم الذي ابتدأ الله تعالى ذكره فيه خلق السموات والأرض يوم الأحد ، لإجماع السلف من أهل العلم على ذلك ، فأما ما قال ابن إسحاق في ذلك ، فإنه إنما استدل بزعمه على أن ذلك كذلك لأن الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعة , وذلك اليوم السابع ، وفيه استوى على العرش وجعل ذلك اليوم عيدا للمسلمين ، ودليله على ما زعم أنه استدل به على صحة قوله فيما حكيناه عنه من ذلك ، هو الدليل على خطئه فيه , وذلك أن الله تعالى أخبر عباده في غير موضع من محكم تنزيله أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، فقال : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ سورة السجدة آية 4 ، وقال تعالى ذكره : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ { 9 } وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ { 10 } ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ { 11 } فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى سورة فصلت آية 9-12 الآية , ولا خلاف عند جميع أهل العلم أن اليومين اللذين ذكرهما الله تبارك وتعالى : في قوله فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ سورة فصلت آية 12 ، داخلان في الأيام الستة اللاتي ذكرهن قبل ذلك ، فمعلوم إذ كان الله عز وجل إنما خلق السموات والأرضين وما فيهن في ستة أيام ، وكانت الأخبار مع ذلك متظاهرة عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , بأن آخر ما خلق الله من خلقٍ آدم , وأن خلقه إياه كان في يوم الجمعة ، إن يوم الجمعة الذي فرغ فيه من خلق خلقه داخل في الأيام الستة التي أخبر الله تعالى ذكره أنه خلق خلقه فيهن ؛ لأن ذلك لو لم يكن داخلا في الأيام الستة ، كان إنما خلق خلقه في سبعة أيام لا في ستة ، وذلك خلاف ما جاء به التنزيل ، فتبين إذا إذ كان الأمر كالذي وصفنا في ذلك ، أن أول الأيام التي ابتدأ الله فيها خلق السموات والأرض وما فيهما من خلقه يوم الأحد ، إذ كان الآخر يوم الجمعة ، وذلك ستة أيام كما ، قال ربنا جل جلاله : فأما الأخبار الواردة عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , وعن أصحابه ، بأن الفراغ من الخلق كان يوم الجمعة ، فسنذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ

ثقة

أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ

مقبول

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ

ثقة حافظ ثبت

ابْنُ جُرَيْجٍ :

ثقة

حَجَّاجٌ

ثقة ثبت

وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ

صدوق فاضل

الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ

ثقة