حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو مَعْمَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَ نَافِعٌ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ بِبِلادِ الْهِنْدِ أَنْ حُجَّ هَذَا الْبَيْتَ ، فَحَجَّ آدَمُ مِنْ بِلادِ الْهِنْدِ ، فَكَانَ كُلَّمَا وَضَعَ قَدَمَهُ صَارَ قَرْيَةً ، وَمَا بَيْنَ خُطْوَتَيْهِ مَفَازَةً , حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ وَقَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا ، ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى بِلادِ الْهِنْدِ ، فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِمَأْزِمَيْ عَرَفَاتٍ تَلَقَّتْهُ الْمَلائِكَةُ ، فَقَالُوا : بِرَّ حَجَّكَ يَا آدَمُ ، فَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ عُجْبٌ ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَلائِكَةُ ذَلِكَ مِنْهُ ، قَالُوا : يَا آدَمُ إِنَّا قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ ، قَالَ : فَتَقَاصَرَتْ إِلَى آدَمَ نَفْسُهُ ، وَذُكِرَ أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ وَعَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى الأَرْضِ وَيَبِسَ الإِكْلِيلُ تَحَاتَّ وَرَقُهُ فَنَبَتَ مِنْهُ أَنْوَاعُ الطِّيبِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ كَانَ ذَلِكَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا جَعَلا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا يَبِسَ ذَلِكَ الْوَرَقُ الَّذِي خَصَفَاهُ عَلَيْهِمَا تَحَاتَّ فَنَبَتَ مِنْ ذَلِكَ الْوَرَقِ أَنْوَاعُ الطِّيبِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَقَالَ آخَرُونَ : لَمَّا عَلِمَ آدَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُهْبِطُهُ إِلَى الأَرْضِ جَعَلَ لا يَمُرُّ بِشَجَرَةٍ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَخَذَ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِهَا ، فَهَبَطَ إِلَى الأَرْضِ وَتِلْكَ الأَغْصَانُ مَعَهُ ، فَلَمَّا يَبِسَ وَرَقُهَا تَحَاتَّ فَكَانَ ذَلِكَ أَصْلُ الطِّيبِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنَ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
أَبُو الزُّبَيْرِ | محمد بن مسلم القرشي / ولد في :42 / توفي في :126 | صدوق إلا أنه يدلس |