ذكر الاحداث التي كانت في عهد نوح عليه السلام


تفسير

رقم الحديث : 192

حَدَّثَنِي الْحَارِثُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " لَمْ يَمُتْ آدَمُ حَتَّى بَلَغَ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ أَرْبَعِينَ أَلْفًا بِبُوذَ ، وَرَأَى آدَمُ فِيهِمُ الزِّنَا ، وَشُرْبَ الْخَمْرِ ، وَالْفَسَادَ ، فَأَوْصَى أَلا يُنَاكِحُ بَنُو شِيثٍ بَنِي قَابِيلَ ، فَجَعَلَ بَنُو شِيثٍ آدَمَ فِي مَغَارَةٍ ، وَجَعَلُوا عَلَيْهِ حَافِظًا لا يَقْرُبُهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يَأْتُونَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ مِنْ بَنِي شِيثٍ ، فَقَالَ : مِائَةٌ مِنْ بَنِي شِيثٍ صَبَاحٍ لَوْ نَظَرْنَا إِلَى مَا فَعَلَ بَنُو عَمِّنَا ، يَعْنُونَ بَنِي قَابِيلَ ، فَهَبَطَتِ الْمِائَةُ إِلَى نِسَاءِ صَبَاحٍ مِنْ بَنِي قَابِيلَ ، فَاحْتَبَسَ النِّسَاءُ الرِّجَالَ ، ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ " ، ثُمَّ قَالَ مِائَةٌ آخَرُونَ : " لَوْ نَظَرْنَا مَا فَعَلَ إِخْوَتُنَا ، فَهَبَطُوا مِنَ الْجَبَلِ إِلَيْهِمْ ، فَاحْتَبَسَهَمُ النِّسَاءُ ، ثُمَّ هَبَطَ بَنُو شِيثَ كُلُّهُمْ ، فَجَاءَتِ الْمَعْصِيَةُ وَتَنَاكَحُوا , فَاخْتَلَطُوا وَكَثُرَ بَنُو قَابِيلَ ، حَتَّى مَلَكُوا الأَرْضَ ، وَهُمُ الَّذِينَ غَرَقُوا أَيَّامَ نُوحٍ ، وَأَمَّا نَسَّابُو الْفُرْسِ فَقَدْ ذَكَرْتُ مَا قَالُوا فِي مهلائِيلَ بْنِ قينانَ ، وَأَنَّهُ هُوَ أوشهنجَ الَّذِي مَلَكَ الأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ ، وَبَيَّنْتُ قَوْلَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ نَسَّابِي الْعَرَبِ ، فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ فِيهِ كَالَّذِي قَالَهُ نَسَّابُو الْفُرْسِ ، فَإِنَّيِ حَدَّثْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، أَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَطَعَ الشَّجَرَ وَبَنَى الْبِنَاءَ ، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَخْرَجَ الْمَعَادِنَ ، وَفَطَنَ النَّاسُ لَهَا ، وَأَمَرَ أَهْلَ زَمَانِهِ بِاتِّخَاذِ الْمَسَاجِدَ ، وَبَنَى مَدِينَتَيْنِ كَانَتَا أَوَّلَ مَا بُنِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنَ الْمَدَائِنِ ، وَهُمَا : مَدِينَةُ بَابِلَ الَّتِي بِسَوَادِ الْكُوفَةِ ، وَمَدِينَةُ السُّوسِ , وَكَانَ مُلْكُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً " ، وَأَمَّا غَيْرُهُ ، فَإِنَّهُ قَالَ : " هُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَنْبَطَ الْحَدِيدَ فِي مُلْكِهِ فَاتَّخَذَ مِنْهُ الأَدَوَاتَ لِلصِّنَاعَاتِ ، وَقَدَّرَ الْمِيَاهَ فِي مَوَاضِعِ الْمَنَاقِعِ ، وَحَضَّ النَّاسَ عَلَى الْحِرَاثَةِ وَالزِّرَاعَة وَالْحَصَادِ وَاعْتِمَالِ الأَعْمَالِ ، وَأَمَرَ بِقَتْلِ السِّبَاعِ الضَّارِيَةِ ، وَاتِّخَاذِ الْمَلابِسِ مِنْ جُلُودِهَا وَالْمَفَارِشِ ، وَبِذَبْحِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالأَكْلِ مِنْ لُحُومِهَا ، وَأَنَّ مُلْكَهُ كَانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَأَنَّهُ بَنَى مَدِينَةَ الريِّ ، قَالُوا : وَهِيَ أَوَّلُ مَدِينَةٍ بُنِيَتْ بَعْدَ مَدِينَةِ جُيومرْتَ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُهَا بِدَنبَاوَنْدَ مِنْ طَبَرِسْتَانَ " ، وَقَالَتِ الْفُرْسُ : " إِنَّ أوشهنْجَ هَذَا وُلِدَ مَلِكًا ، وَكَانَ فَاضِلا مَحْمُودًا فِي سِيرَتِهِ وَسِيَاسَتِهِ رَعِيَّتَهُ ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الأَحْكَامَ وَالْحُدُودَ ، وَكَانَ مُلَقَّبًا بِذَلِكَ يُدْعَى فيشداذَ ، وَمَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ : أَوَّلُ مَنْ حَكَمَ بِالْعَدْلِ ، وَذَلِكَ أَنَّ فَاشَ مَعْنَاهُ أَوَّلُ ، وَأَنَّ دَاذَ : عَدْلٌ وَقَضَاءٌ ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ نَزَلَ الْهِنْدَ ، وَتَنَقَّلَ فِي الْبِلادِ , فَلَمَّا اسْتَقَامَ أَمْرُهُ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الْمُلْكُ ، عَقَدَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجًا وَخَطَبَ خُطْبَةً ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : إِنَّهُ وَرِثَ الْمُلْكَ عَنْ جَدِّهِ جيومرتَ ، وَإِنَّهُ عَذَابٌ وَنَقْمَةٌ عَلَى مَرَدَةِ الإِنْسِ وَالشَّيَاطِينِ ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ قَهَرَ إِبْلِيسَ وَجُنُودَهُ ، وَمَنَعَهُمُ الاخْتِلاطَ بِالنَّاسِ ، وَكَتَبَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا فِي طِرْسٍ أَبْيَضَ ، أَخَذَ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْمَوَاثِيقَ أَنْ لا يَعْرِضُوا لأَحَدٍ مِنَ الإِنْسِ ، وَتَوَعَّدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَقَتَلَ مَرَدَتَهُمْ وَجَمَاعَةً مِنَ الْغِيلانِ ، فَهَرَبُوا مِنْ خَوْفِهِ إِلَى الْمَفَاوِزِ وَالْجِبَالِ وَالأَوْدِيَةِ ، وَأَنَّهُ مَلَكَ الأَقَالِيمَ كُلَّهَا ، وَأَنَّهُ كَانَ بَيْنَ مَوْتِ جيومرتَ إِلَى مَوْلِدِ أوشهنجَ وَمُلْكِهِ مِائتا وَثَلاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً ، وَذَكَرُوا أَنَّ إِبْلِيسَ وَجُنُودَهُ فَرِحُوا بِمَوْتِ أوشهنْجَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ دَخَلُوا بِمَوْتِهِ مَسَاكِنَ بَنِي آدَمَ , وَنَزَلُوا إِلَيْهِمْ مِنَ الْجِبَالِ وَالأَوْدِيَةِ ، وَنَرْجِعُ الآنَ إِلَى ذِكْرِ يردَ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : " هُوَ يَاردَ فَوُلِدَ يردُ لمهلائِيلَ مِنْ خَالَتِهِ سمعنَ ، ابْنَةِ براكيلَ بْنِ محويلَ بْنِ خنوخَ بْنِ قينَ ، بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ عُمْرِ آدَمَ أَرْبَعُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ سَنَةً ، فَكَانَ وَصِيَّ أَبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ فِيمَا كَانَ وَالِدُ مهلائِيلَ أَوْصَى إِلَى مهلائيلَ وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، وَكَانَتْ وِلادَةُ أُمِّهِ إِيَّاهُ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ عُمْرِ أَبِيهِ مهلائيلَ فِيمَا ذَكَرُوا خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً ، فَقَامَ مِنْ بَعْدِ مَهْلِكِ أَبِيهِ مِنْ وَصِيَّةِ أَجْدَادِهِ وَآبَائِهِ ، بِمَا كَانُوا يَقُومُونَ بِهِ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ ، ثُمَّ نَكَحَ يَردُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.