ذكر امر قارون بن يصهر بن قاهث


تفسير

رقم الحديث : 358

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّ خَرَابَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَهَلاكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيْ غُلَامٍ يَتِيمٍ ابْنِ أَرْمَلَةٍ ، مِنْ أَهْلِ بَابِلَ يُدْعَى : بُخْتَنَصَّرَ ، وَكَانُوا يَصْدُقُونَ فَتَصْدُقَ رُؤْيَاهُمْ ، فَأَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَ عَلَى أُمِّهِ وَهُوَ يَحْتَطِبُ ، فَلَمَّا جَاءَ وَعَلَى رَأْسِهِ حِزْمَةُ حَطَبٍ ، أَلْقَاهَا ثُمَّ قَعَدَ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ فَكَلَّمَهُ ، ثُمَّ أَعْطَاهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ : اشْتَرِ بِهَذِهِ طَعَامًا وَشَرَابًا ، فَاشْتَرَى بِدِرْهَمٍ لَحْمًا ، وَبِدِرْهَمٍ خُبْزًا ، وَبِدِرْهَمٍ خَمْرًا ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ فَعَلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَكْتُبَ لِي أَمَانًا إِنْ أَنْتَ مَلَكْتَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ ، قَالَ : تَسْخَرُ بِي ؟ قَالَ : إِنِّي لَا أَسْخَرُ بِكَ ، وَلَكِنْ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَتَّخِذَ بِهَا عِنْدِي يَدًا ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : وَمَا عَلَيْكَ إِنْ كَانَ وَإِلَّا لَمْ يُنْقِصْكَ شَيْئًا ، فَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَالنَّاسُ حَوْلَكَ قَدْ حَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَاجْعَلْ لِي آيَةً تَعْرِفْنِي بِهَا ، قَالَ : تَرْفَعُ صَحِيفَتَكَ عَلَى قَصَبَةٍ فَأَعْرِفُكَ بِهَا ، فَكَسَاهُ وَأَعْطَاهُ ، ثُمَّ إِنَّ مَلِكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يُكْرِمُ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّاءَ وَيُدْنِي مَجْلِسَهُ ، وَيَسْتَشِيرُهُ فِي أَمْرِهِ وَلا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَهُ ، وَإِنَّهُ هَوِيَ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ امْرَأَةٍ لَهُ ، فَسَأَلَ يَحْيَى عَنْ ذَلِكَ ، فَنَهَاهُ عَنْ نِكَاحِهَا ، وَقَالَ : لَسْتُ أَرْضَاهَا لَكَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهَا ، فَحَقَدَتْ عَلَى يَحْيَى حِينَ نَهَاهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَتَهَا ، فَعَمَدَتْ إِلَى الْجَارِيَةِ حِينَ جَلَسَ الْمَلِكُ عَلَى شَرَابِهِ ، فَأَلْبَسَتْهَا ثِيَابًا رِقَاقًا حُمْرًا ، وَطَيَّبَتْهَا وَأَلْبَسَتْهَا مِنَ الْحُلِيِّ وَأَلْبَسَتْهَا فَوْقَ ذَلِكَ كِسَاءً أَسْوَدَ ، فَأَرْسَلَتْهَا إِلَى الْمَلِكِ وَأَمَرَتْهَا أَنْ تَسْقِيَهُ وَأَنْ تَعْرِضَ لَهُ ، فَإِنْ أَرَادَهَا عَلَى نَفْسِهَا أَبَتْ عَلَيْهِ حَتَّى يُعْطِيَهَا مَا سَأَلَتْهُ ، فَإِذَا أَعْطَاهَا ذَلِكَ سَأَلَتْهُ أَنْ تُؤْتَى بِرَأْسِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ فِي طَسْتٍ ، فَفَعَلَتْ ، فَجَعَلَتْ تَسْقِيهِ وَتَعْرِضُ لَهُ ، فَلَمَّا أَخَذَ فِيهِ الشَّرَابُ أَرَادَهَا عَلَى نَفْسِهَا ، فَقَالَتْ : لا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطِيَنِي مَا أَسْأَلُكَ ، قَالَ : مَا تَسْأَلِينِي ؟ قَالَتْ : أَسْأَلُكَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ فَأُوتَى بِرَأْسِهِ فِي هَذَا الطَّسْتِ ، فَقَالَ : وَيْحَكِ ، سَلِينِي غَيْرَ هَذَا ، قَالَتْ : مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ إِلَّا هَذَا ، قَالَ : فَلَمَّا أَبَتْ عَلَيْهِ بَعَثَ إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِرَأْسِهِ وَالرَّأْسُ يَتَكَلَّمُ حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لَا تَحِلُّ لَكَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ إِذَا دَمُهُ يَغْلِي ، فَأَمَرَ بِتُرَابٍ فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ فَرَقَى الدَّمُ فَوْقَ التُّرَابِ يَغْلِي ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ التُّرَابُ أَيْضًا ، فَارْتَفَعَ الدَّمُ فَوْقَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يُلْقَى عَلَيْهِ التُّرَابُ حَتَّى بَلَغَ سُورَ الْمَدِينَةِ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَغْلِي ، وَبَلَغَ صيحائين فَنَادَى فِي النَّاسِ ، وَأَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا وَيُؤَمِّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا ، فَأَتَاهُ بُخْتَنَصَّرُ ، فَكَلَّمَهُ ، وَقَالَ : إِنَّ الَّذِي كُنْتَ أَرْسَلْتَ تِلْكَ الْمَرَّةَ ضَعِيفٌ ، فَإِنِّي قَدْ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ وَسَمِعْتُ كَلَامَ أَهْلِهَا فَابْعَثْنِي ، فَبَعَثَهُ ، فَسَارَ بُخْتَنَصَّرَ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا ذَلِكَ الْمَكَانَ تَحَصَّنُوا مِنْهُ فِي مَدَائِنِهِمْ ، فَلَمْ يُطِقْهُمْ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْمُقَامُ وَجَاعَ أَصْحَابُهُ ، أَرَادُوا الرُّجُوعَ ، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَتْ : أَيْنَ أَمِيرُ الْجُنْدِ ؟ فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ بِجُنْدِكَ قَبْلَ أَنْ تَفْتَحَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَدْ طَالَ مُقَامِي ، وَجَاعَ أَصْحَابِي ، فَلَسْتُ أَسْتَطِيعُ الْمُقَامَ فَوْقَ الَّذِي كَانَ مِنِّي ، فَقَالَتْ : أَرَأَيْتُكَ إِنْ فُتِحَتْ لَكَ الْمَدِينَةُ أَتُعْطِينِي مَا أَسْأَلُكَ ؟ فَتَقْتُلُ مَنْ أَمَرْتُكَ بِقَتْلِهِ ، وَتَكُفُّ إِذَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَكُفَّ ؟ قَالَ لَهَا : نَعَمْ ، قَالَتْ : إِذَا أَصْبَحْتَ فَاقْسِمْ جُنْدَكَ أَرْبَعَةَ أَرْبَاعٍ ، ثُمَّ أَقِمْ عَلَى كُلِّ زَاوِيَةٍ رُبْعًا ، ثُمَّ ارْفَعُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَادَوْا : إِنَّا نَسْتَفْتِحُكَ يَا اللَّهِ بِدَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ ، فَإِنَّها سَوْفَ تَتَسَاقَطُ . فَفَعَلُوا ، فَتَسَاقَطَتِ الْمَدِينَةُ ، وَدَخَلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا ، فَقَالَتْ لَهُ : كُفَّ يَدَكَ , اقْتُلْ عَلَى هَذَا الدَّمِ حَتَّى يَسْكُنَ ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى دَمِ يَحْيَى وَهُوَ عَلَى تُرَابٍ كَثِيرٍ ، فَقَتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ ، فَقَتَلَ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، فَلَمَّا سَكَنَ الدَّمُ ، قَالَتْ لَهُ : كُفَّ يَدَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قُتِلَ نَبِيٌّ لَمْ يَرْضَ حَتَّى يُقْتَلَ مَنْ قَتَلَهُ ، وَمَنْ رَضِيَ قَتْلَهُ ، فَأَتَاهُ صَاحِبُ الصَّحِيفَةِ بِصَحِيفَتِهِ ، فَكَفَّ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَخَرَّبَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَأَمَرَ بِهِ أَنْ تُطْرَحَ فِيهِ الْجِيَفُ ، وَقَالَ : مَنْ طَرَحَ فِيهِ جِيفَةً فَلَهُ جِزْيَتُهُ تِلْكَ السَّنَةَ ، وَأَعَانَهُ عَلَى خَرَابِهِ الرُّومُ ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَتَلُوا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّاءَ ، فَلَمَّا خَرَّبَهُ بُخْتَنَصَّرُ ذَهَبَ مَعَهُ بِوُجُوهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَرَاتِهِمْ ، وَذَهَبَ بِدَانْيَالَ ، وَعليَا ، وعزريَا ، وَمِيشَائِيلَ ، هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَذَهَبَ مَعَهُ بِرَأْسِ الْجَالُوتِ ، فَلَمَّا قَدِمَ أَرْضَ بَابِلَ وَجَدَ صيحَائينَ قَدْ مَاتَ فَمَلَكَ مَكَانَهُ ، وَكَانَ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَيْهِ دَانْيَالُ وَأَصْحَابُهُ ، فَحَسَدَهُمُ الْمَجُوسُ فَوَشَوْا بِهِمْ إِلَيْهِ ، فَقَالُوا : إِنَّ دَانْيَالَ وَأَصْحَابَهُ لا يَعْبُدُونَ إِلَهَكَ وَلا يَأْكُلُونَ مِنْ ذَبِيحَتِكَ فَدَعَاهُمْ فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : أَجَلْ , إِنَّ لَنَا رَبًّا نَعْبُدُهُ وَلَسْنَا نَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَتِكُمْ ، وَأَمَرَ بِخَدٍّ فَخُدَّ ، فَأُلْقُوا فِيهِ وَهُمْ سِتَّةٌ ، وَأُلْقِيَ مَعَهُمْ سَبُعٌ ضَارٍ لِيَأْكُلَهُمْ ، فَقَالُوا : انْطَلِقُوا فَلْنَأْكُلْ وَلْنَشْرَبْ ، فَذَهَبُوا فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا ، ثُمَّ رَاحُوا فَوَجَدُوهُمْ جُلُوسًا وَالسَّبُعُ مُفْتَرِشٌ ذِرَاعَيْهِ بَيْنَهُمْ ، لَمْ يَخْدِشْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَلَمْ يَنْكَأْهُ شَيْئًا , فَوَجَدُوا مَعَهُمْ رَجُلًا فَعَدُّوهُمْ فَوَجَدُوهُمْ سَبْعَةً ، فَقَالَ : مَا بَالُ هَذَا السَّابِعِ إِنَّمَا كَانُوا سِتَّةً ؟ فَخَرَجَ إِلَيْهِ السَّابِعُ وَكَانَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَلَطَمَهُ لَطْمَةً فَصَارَ فِي الْوَحْشِ فَكَانَ فِيهِمْ سَبْعُ سِنِينَ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي رُوِيَ عَمَّنْ ذَكَرْتُ فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي رَوَيْتُ ، وَعَمَّنْ لَمْ يُذْكَرْ فِي هَذَا الْكِتَابِ ، مِنْ أَنَّ بُخْتَنَصَّرَ هُوَ الَّذِي غَزَا بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ قَتْلِهِمْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ عِنْدَ أَهْلِ السِّيَرِ وَالْأَخْبَارِ وَالْعِلْمِ بِأُمُورِ الْمَاضِينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَعِنْدَ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ غَلَطٌ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ بِأَجْمَعِهِمْ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ بُخْتَنَصَّرَ ، إِنَّمَا غَزَا بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ قَتْلِهِمْ نَبِيَّهُمْ شَعْيَا فِي عَهْدِ إِرْمِيَا بْنِ حلقِيَا ، وَبَيْنَ عَهْدِ إِرْمِيَا وَتَخْرِيبِ بُخْتَنَصَّرَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، إِلَى مَوْلِدِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ أَرْبَعُ مِائَةَ سَنَةٍ وَإِحْدَى وَسِتُّونَ سَنَةً فِي قَوْلِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَيَذْكُرُونَ أَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فِي كُتُبِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ مُبَيَّنٌ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَعُدُّونَ مِنْ لَدُنْ تَخْرِيبِ بُخْتَنَصَّرَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، إِلَى حِينِ عُمْرَانِهَا فِي عَهْدِ كيرشَ بْنِ أَخْشويرشَ أَصْبهبذَ بَابِلَ مِنْ قِبَلِ أَرْدِشِيرَ بهمن بْنِ إِسْفندِيَارِ بْنِ بشتَاسبَ ، ثُمَّ مِنْ قِبَلِ ابْنَتِهِ خماني سَبْعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِ عُمْرَانِهَا إِلَى ظُهُورِ الإِسْكَنْدَرِ عَلَيْهَا وَحِيَازَةِ مَمْلَكَتِهَا إِلَى مَمْلَكَتِهِ ثَمَانِيًا وَثَمَانِينَ سَنَةً ثُمَّ مِنْ بَعْدِ مَمْلَكَةِ الإِسْكَنْدَرِ لَهَا إِلَى مَوْلِدِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ ثَلاثَ مِائَةِ سَنَةٍ وَثَلاثَ سِنِينَ ، فَذَلِكَ عَلَى قَوْلِهِمْ أَرْبَعُ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِحْدَى وَسِتُّونَ سَنَةً ، وَأَمَّا الْمَجُوسُ فَإِنَّهَا تُوَافِقُ النَّصَارَى وَالْيَهُودَ فِي مُدَّةِ خَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَمْرِ بُخْتَنَصَّرَ ، وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى غَلَبَةِ الإِسْكَنْدَرِ عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالشَّامِ وَهَلاكِ دارا ، وَتُخَالِفُهُمْ فِي مُدَّةِ مَا بَيْنَ مُلْكِ الإِسْكَنْدَرِ وَمَوْلِدِ يَحْيَى ، فَتَزْعُمُ أَنَّ مُدَّةَ ذَلِكَ إِحْدَى وَخَمْسُونَ سَنَةً ، فَبَيْنَ الْمَجُوسِ وَالنَّصَارَى مِنَ الاخْتِلَافِ فِي مُدَّةِ مَا بَيْنَ مُلْكِ الإِسْكَنْدَرِ وَمَوْلِدِ يَحْيَى وَعِيسَى مَا ذَكَرْتُ ، وَالنَّصَارَى تَزْعُمُ : أَنَّ يَحْيَى وُلِدَ قَبْلَ عِيسَى بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ ، وَأَنَّ الَّذِي قَتَلَهُ مَلِكٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، يُقَالُ لَهُ : هِيردُوسُ بِسَبَبِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا هِيرُوذيَا كَانَتِ امْرَأَةَ أَخٍ لَهُ ، يُقَالُ لَهُ فيلفُوسُ : عَشِقَهَا فَوَافَقَتْهُ عَلَى الْفُجُورِ ، وَكَانَ لَهَا ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا دمنَى ، فَأَرَادَ هِيردُوسُ أَنْ يَطَأَ امْرَأَةَ أَخِيهِ الْمُسَمَّاةَ هِيروذيَا فَنَهَاهُ يَحْيَى ، وَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ لا تَحِلُّ لَهُ ، فَكَانَ هِيرُدوسُ مُعْجَبًا بِالابْنَةِ فَأَلْهَتْهُ يَوْمًا ، ثُمَّ سَأَلَتْهُ حَاجَةً فَأَجَابَهَا إِلَيْهَا وَأَمَرَ صَاحِبًا لَهُ بِالنُّفُوذِ لِمَا تَأْمُرُهُ بِهِ ، فَأَمَرَتْهُ أَنْ يَأْتِيَهَا بِرَأْسِ يَحْيَى فَفَعَلَ ، فَلَّما عَرَفَ هِيردُوسُ الْخَبَرَ أُسْقِطَ فِي يَدِهِ وَجَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا . وَأَمَّا مَا قَالَ فِي ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالأَخْبَارِ وَأُمُورِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ حَكَيْتُ مِنْهُ مَا قَالَهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
نَاسٍ

ابْنِ مَسْعُودٍ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.