ذكر نسب رسول الله وذكر بعض اخبار ابائه واجداده


تفسير

رقم الحديث : 340

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ كَتَبَ لِمُوسَى فِيهَا مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ، فَلَمَّا أَلْقَاهَا رَفَعَ اللَّهُ سِتَّةَ أَسْبَاعِهَا وَأَبْقَى سُبُعًا ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ سورة الأعراف آية 154 ، ثُمَّ أَمَرَ مُوسَى بِالْعِجْلِ فَأُحْرِقَ ، حَتَّى رَجَعَ رَمَادًا ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُذِفَ فِي الْبَحْرِ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، يَقُولُ : إِنَّمَا كَانَ أَحْرَقَهُ ، ثُمَّ سَحَلَهُ ، ثُمَّ ذَرَاهُ فِي الْبَحْرِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، ثُمَّ اخْتَارَ مُوسَى مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلًا : الْخَيِّرَ فَالْخَيِّرَ ، وَقَالَ : انْطَلِقُوا إِلَى اللَّهِ فَتُوبُوا إِلَيْهِ مِمَّا صَنَعْتُمْ وَسَلُوهُ لِتَوْبَةٍ عَلَى مَنْ تَرَكْتُمْ وَرَاءَكُمْ مِنْ قَوْمِكِمْ ، صُومُوا وَتَطَهَّرُوا وَطَهِّرُوا ثِيَابَكُمْ ، فَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى طُورِ سَيْنَاءَ لِمِيقَاتٍ وَقَّتَهُ لَهُ رَبُّهُ ، وَكَانَ لَا يَأْتِيهِ إِلَّا بِإِذْنٍ مِنْهُ وَعِلْمٍ ، فَقَالَ لَهُ السَّبْعُونَ , فِيمَا ذُكِرَ لِي , حِينَ صَنَعُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ ، وَخَرَجُوا مَعَهُ لِلِقَاءِ رَبِّهِ : اطْلُبْ لَنَا نَسْمَعْ كَلَامَ رَبِّنَا ، فَقَالَ : أَفْعَلُ , فَلَمَّا دَنَا مُوسَى مِنَ الْجَبَلِ وَقَعَ عَلَيْهِ عَمُودُ الْغَمَامِ حَتَّى تَغَشَّى الْجَبَلُ كُلُّهُ ، وَدَنَا مُوسَى فَدَخَلَ فِيهِ ، وَقَالَ لِلْقَوْمِ : ادْنُوا وَكَانَ مُوسَى إِذَا كَلَّمَهُ وَقَعَ عَلَى جَبْهَتِهِ نُورٌ سَاطِعٌ لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَضَرَبَ دُونَهُ بِالْحِجَابِ ، وَدَنَا الْقَوْمُ حَتَّى إِذَا دَخَلُوا فِي الْغَمَامِ وَقَعُوا سُجُودًا ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ مُوسَى يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ , افْعَلْ وَلَا تَفْعَلْ ، فَلَمَّا فَرِغَ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِهِ انْكَشَفَ عَنْ مُوسَى الْغَمَامُ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالُوا لِمُوسَى : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً سورة البقرة آية 55 ، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ سورة الأعراف آية 78 ، وَهِيَ الصَّاعِقَةُ , فَانْفَلَتَتْ أَرْوَاحُهُمْ , فَمَاتُوا جَمِيعا ، وَقَامَ مُوسَى يُنَاشِدُ رَبَّهُ وَيَدْعُوهُ ، وَيَرْغَبُ إِلَيْهِ ، وَيَقُولُ : رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ سورة الأعراف آية 155 قَدْ سَفِهُوا ، فَيَهْلَكُ مَنْ وَرَائِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ، إِنَّ هَذَا لَهُمْ هَلَاكٌ ، اخْتَرْتُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلًا الْخَيِّرَ فَالْخَيِّرَ ، أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ مَعِي رَجُلٌ وَاحِدٌ ، فَمَا الَّذِي يُصَدِّقُونَنِي بِهِ ! فَلَمْ يَزَلْ مُوسَى يُنَاشِدُ رَبَّهُ ، وَيَسْأَلُهُ وَيَطْلَبُ إِلَيْهِ , حَتَّى رَدَّ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ ، وَطَلَبَ إِلَيْهِ التَّوْبَةَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ ، فَقَالَ : لا ، إِلَّا أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسَهُمْ ، وَقَالَ : فَبَلَغَنِي أَنَّهُمْ قَالُوا لِمُوسَى : نَصْبِرُ لِأَمْرِ اللَّهِ ، فَأَمَرَ مُوسَى مَنْ لَمْ يَكُنْ عَبَدَ الْعِجْلَ أَنْ يَقْتُلَ مَنْ عَبَدَهُ ، فَجَلَسُوا بِالأَفْنِيَةِ ، وَأَصْلَتَ عَلَيْهِمُ الْقَوْمُ السُّيُوفَ ، فَجَعَلُوا يَقْتُلُونَهُمْ , وَبَكَى مُوسَى ، وَبَهَشَ إِلَيْهِ الصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ يَطْلُبُونَ الْعَفْوَ عَنْهُمْ , فَتَابَ عَلَيْهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ , وَأَمَرَ مُوسَى أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمُ السَّيْفَ ، وَأَمَّا السُّدِّيُّ فَإِنَّهُ ذَكَرَ فِي خَبَرِهِ , الَّذِي ذَكَرْتُ إِسْنَادَهُ قَبْلُ , أَنَّ مَصِيرَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ بِالسَّبْعِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنْ قَوْمِهِ بَعْدَ مَا تَابَ اللَّهُ عَلَى عَبَدَةِ الْعِجْلِ مِنْ قَوْمِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ ذَكَرَ بَعْدَ الْقِصَّةِ الَّتِي قَدْ ذَكَرْتُهَا عَنْهُ بَعْدَ قَوْلِهِ : إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ سورة البقرة آية 37 قَالَ : ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ مُوسَى أَنْ يَأْتِيَهُ فِي نَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ ، وَوَعَدَهُمْ مَوْعِدًا , فَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا عَلَى عَيْنِهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمْ لِيَعْتَذِرُوا ، فَلَمَّا أَتَوْا ذَلِكَ الْمَكَانَ ، قَالُوا : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً سورة البقرة آية 55 ، فَإِنَّكَ قَدْ كَلَّمْتَهُ فَأَرِنَاهُ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَمَاتُوا ، فَقَامَ مُوسَى يَبْكِي وَيَدْعُو اللَّهَ ، وَيَقُولُ : رَبِّ مَاذَا أَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَتَيْتُهُمْ وَقَدْ أَهْلَكْتُ خِيَارَهُمْ ، رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا سورة الأعراف آية 155 ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى : إِنَّ هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ مِمَّنِ اتَّخَذَ الْعِجْلَ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ مُوسَى : إِنَّ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تَضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلى قوله : إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ سورة الأعراف آية 155 - 156 ، يَقُولُ : تُبْنَا إِلَيْكَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ سورة البقرة آية 55 وَالصَّاعِقَةُ : نَارٌ , ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَحْيَاهُمْ ، فَقَامُوا وَعَاشُوا رَجُلًا رَجُلًا ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : كَيْفَ يَحْيَوْنَ ؟ فَقَالُوا : يَا مُوسَى ، أَنْتَ تَدْعُو اللَّهَ فَلَا تَسْأَلُهُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاكَ ، فَادْعُهُ يَجْعَلْنَا أَنْبِيَاءَ ، فَدَعَا اللَّهُ فَجَعَلَهُمْ أَنْبِيَاءَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ سورة البقرة آية 56 ، وَلَكِنَّهُ قَدَّمَ حَرْفًا وَأَخَّرَ حَرْفًا ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِالسَّيْرِ إِلَى أَرِيحَا ، وَهِيَ أَرْضُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْهَا بَعَثَ مُوسَى اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَسَارُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَأْتُوهُ بِخَبَرِ الْجَبَّارِينَ ، فَلَقِيَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ ، يُقَالُ لَهُ : عَاج ، فَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ فَجَعَلَهُمْ فِي حُجْزَتِهِ وَعَلَى رَأْسِهِ حَمْلَةُ حَطَبٍ ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : انْظُرِي إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُقَاتِلُونَا ، فَطَرَحَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهَا ، فَقَالَ : أَلَا أَطْحَنُهُمْ بِرِجْلِي ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : لَا , بَلْ خَلِّ عَنْهُمْ حَتَّى يُخْبِرُوا قَوْمَهُمْ بِمَا رَأَوْا ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : يَا قَوْمُ , إِنَّكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِخَبَرِ الْقَوْمِ ارْتَدُّوا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ ، وَلَكِنِ اكْتُمُوهُمْ وَأَخْبِرُوا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَيَكُونَانِ هُمَا يُرِيَانِ رَأْيَهُمَا ، فَأَخَذَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ الْمِيثَاقَ بِذَلِكَ لِيَكْتُمُوهُ ، ثُمَّ رَجَعُوا فَانْطَلَقَ عَشَرَةٌ فَنَكَثُوا الْعَهْدَ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يُخْبِرُ أَخَاهُ وَأَبَاهُ بِمَا رَأَوْا مِنْ أَمْرِ عَاج ، وَكَتَمَ رَجُلانِ مِنْهُمْ ، فَأَتَوْا مُوسَى وَهَارُونَ فَأَخْبَرُوهُمَا الْخَبَرَ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللَّهِ : وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا سورة المائدة آية 12 ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى : يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا سورة المائدة آية 20 ، يَمْلِكُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَمَالَهُ : يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ سورة المائدة آية 21 ، يَقُولُ : الَّتِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهَا : وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ { 21 } قَالُوا سورة المائدة آية 21-22 ، مِمَّا سَمِعُوا مِنَ الْعَشَرَةِ : إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ { 22 } قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ سورة المائدة آية 22-23 ، وَهُمَا اللَّذَانِ كَتَمَا ، وَهُمَا يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فَتَى مُوسَى وَكَالُوبُ بْنُ يوفنَةَ ، وَقِيلَ : كِلَابُ بْنُ يوفنَةَ خَتَنُ مُوسَى ، فَقَالَا : يَا قَوْمِ ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ ، قَالُوا : يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ سورة المائدة آية 24 ، فَغَضِبَ مُوسَى ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ سورة المائدة آية 25 ، وَكَانَتْ عَجَلَةً ، مِنْ مُوسَى عَجَلَهَا ، فَقَالَ اللَّهُ : إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ، فَلَمَّا ضُرِبَ عَلَيْهِمُ التِّيهُ ، نَدِمَ مُوسَى وَأَتَاهُ قَوْمُهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ يُطِيعُونَهُ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا صَنَعْتَ بِنَا يَا مُوسَى ؟ فَلَمَّا نَدِمَ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : أَلَا تَأْسَ ، أَيْ لَا تَحْزَنْ عَلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ سَمَّيْتَهُمْ فَاسِقِينَ ، فَلَمْ يَحْزَنْ ، فَقَالُوا : يَا مُوسَى , فَكَيْفَ لَنَا بِمَاءٍ هَهُنَا ؟ أَيْنَ الطَّعَامُ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ، فَكَانَ يَسْقُطُ عَلَى الشَّجَرِ التَّرَنْجَبِينُ وَالسَّلْوَى , وَهُوَ طَيْرٌ يُشْبِهُ السُّمَانَى ، فَكَانَ يَأْتِي أَحَدُهُمْ فَيَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ ، فَإِنْ كَانَ سَمِينًا ذَبَحَهُ وَإِلَّا أَرْسَلَهُ ، فَإِذَا سَمِنَ أَتَاهُ ، فَقَالُوا : هَذَا الطَّعَامُ , فَأَيْنَ الشَّرَابُ ؟ فَأَمَرَ مُوسَى فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ، يَشْرَبُ كُلُّ سِبْطٍ مِنْ عَيْنٍ ، فَقَالُوا : هَذَا الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ ، فَأَيْنَ الظِّلُّ ؟ فَظَلَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ ، فَقَالُوا : هَذَا الظِّلُّ , فَأَيْنَ اللِّبَاسُ ؟ فَكَانَتْ ثِيَابُهُمْ تَطُولُ مَعَهُمْ كَمَا تَطُولُ الصِّبْيَانُ ، وَلَا يَتَخَرَّقُ لَهُمْ ثَوْبٌ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى سورة الأعراف آية 160 ، وَقَوْلُهُ : وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ سورة البقرة آية 60 ، فَأَجْمَعُوا ذَلِكَ ، فَقَالُوا : يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا سورة البقرة آية 61 وَهُوَ الْحِنْطَةُ ، وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا سورة البقرة آية 61 ، وَقَالَ : أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا سورة البقرة آية 61 ، مِنَ الْأَمْصَارِ ، فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ سورة البقرة آية 61 ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ التِّيهِ رُفِعَ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى ، وَأَكَلُوا الْبُقُولَ ، وَالْتَقَى مُوسَى وَعَاج فَنَزَا مُوسَى فِي السَّمَاءِ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ ، وَكَانَتْ عَصَاهُ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ ، وَكَانَ طُولُهُ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ ، فَأَصَابَ كَعْبَ عَاجٍ فَقَتَلَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

ثقة ثبت

صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ

ثقة

ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

Whoops, looks like something went wrong.