ذكر نسب رسول الله وذكر بعض اخبار ابائه واجداده


تفسير

رقم الحديث : 359

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " خَرَجَتْ مَرْيَمُ إِلَى جَانِبِ الْمِحْرَابِ لِحَيْضٍ أَصَابَهَا ، فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا مِنَ الْجُدْرَانِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا { 16 } فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا سورة مريم آية 16-17 فِي شَرْقِ الْمِحْرَابِ , فَلَمَّا طَهُرَتْ إِذَا هِيَ بِرَجُلٍ مَعَهَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا سورة مريم آية 17 فَهُوَ جِبْرِيلُ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا سورة مريم آية 17 ، فَلَمَّا رَأَتْهُ فَزِعَتْ مِنْهُ ، وَقَالَتْ : إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنْ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا سورة مريم آية 18 ، قَالَ : إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا سورة مريم آية 19 ، قَالَتْ : أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا سورة مريم آية 20 ، تَقُولُ : زَانِيَةً ، قَالَ : كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا سورة مريم آية 21 ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهَا جِلْبَابُهَا ، فَأَخَذَ بِكُمَّيْهَا , فَنَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا وَكَانَ مَشْقُوقًا مِنْ قُدَّامِهَا ، فَدَخَلَتِ النَّفْخَةُ فِي صَدْرِهَا فَحَمَلَتْ ، فَأَتَتْهَا أُخْتُهَا امْرَأَةُ زَكَرِيَّاءَ لَيْلَةً تَزُورُهَا ، فَلَمَّا فَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ الْتَزَمَتْهَا ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّاءَ : يَا مَرْيَمُ , أَشَعَرْتِ أَنِّي حُبْلَى ؟ قَالَتْ مَرْيَمُ : أَشَعَرْتِ أَنِّي أَيْضًا حُبْلَى ؟ قَالَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّاءَ : فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا فِي بَطْنِي يَسْجُدُ لِمَا فِي بَطْنِكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ سورة آل عمران آية 39 ، فَوَلَدَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّاءَ يَحْيَى ، وَلَمَّا بَلَغَ أَنْ تَضَعَ مَرْيَمُ خَرَجَتْ إِلَى جَانِبِ الْمِحْرَابِ الشَّرْقِيِّ مِنْهُ ، فَأَتَتْ أَقْصَاهُ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ سورة مريم آية 23 ، يَقُولُ : أَلْجَأَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ، قَالَتْ , وَهِيَ تطلقُ مِنَ الْحَبْلِ اسْتِحْيَاءً مِنَ النَّاسِ : يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا سورة مريم آية 23 ، تَقُولُ : نَسِيًّا ، نُسِيَ ذِكْرِي ، وَمَنْسِيًّا ، تَقُولُ : نُسِيَ أَثَرِي فَلا يُرَى لِي أَثَرٌ وَلا عَيْنٌ ، فَنَادَاهَا جِبْرِيلُ مِنْ تَحْتِهَا : أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا سورة مريم آية 24 وَالسَّرِيُّ هُوَ النَّهْرُ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ سورة مريم آية 25 ، وَكَانَ جِذْعًا مِنْهَا مَقْطُوعًا ، فَهَزَّتْهُ فَإِذَا هُوَ نَخْلَةٌ . وَأَجْرَى لَهَا فِي الْمِحْرَابِ نَهْرًا , فَتَسَاقَطَتِ النَّخْلَةُ رُطَبًا جَنِيًّا ، فَقَالَ لَهَا : فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا سورة مريم آية 26 ، فَكَانَ مَنْ صَامَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يُمْسِيَ ، فَقِيلَ لَهَا : لا تَزِيدِي عَلَى هَذَا ، فَلَمَّا وَلَدَتْهُ ذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَأَخْبَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ مَرْيَمَ قَدْ وَلَدَتْ ، فَأَقْبَلُوا يَشْتَدُّونَ ، فَدَعَوْهَا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا سورة مريم آية 27 ، يَقُولُ : عَظِيمًا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا سورة مريم آية 28 فَمَا بَالُكِ أَنْتِ يَا أُخْتَ هَارُونَ ، وَكَانَتْ مِنْ بَنِي هَارُونَ أَخِي مُوسَى ، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ : يَا أَخَا بَنِي فُلانٍ , إِنَّمَا تَعْنِي : قَرَابَتَهُ ، فَقَالَتْ لَهُمْ مَا أَمَرَهَا اللَّهُ , فَلَمَّا أَرَادُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْكَلَامِ أَشَارَتْ إِلَيْهِ : إِلَى عِيسَى , فَغَضِبُوا وَقَالُوا : لَسُخْرِيَّتُهَا بِنَا حِينَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُكَلِّمَ هَذَا الصَّبِيَّ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ زِنَاهَا ، قَالُوا : كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا سورة مريم آية 29 ، فَتَكَلَّمَ عِيسَى ، فَقَالَ : إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا { 30 } وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ سورة مريم آية 30-31 ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ : مَا أَحْبَلَهَا أَحَدٌ غَيْرُ زَكَرِيَّاءَ ، هُوَ كَانَ يَدْخُلُ إِلَيْهَا , فَطَلَبُوهُ , فَفَرَّ مِنْهُمْ ، فَتَشَبَّهَ لَهُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَاعٍ ، فَقَالَ : يَا زَكَرِيَّاءُ , قَدْ أَدْرَكُوكَ فَادْعُ اللَّهَ حَتَّى تَنْفَتِحَ لَكَ هَذِهِ الشَّجَرَةُ فَتَدْخُلَ فِيهَا ، فَدَعَا اللَّهَ فَانْفَتَحَتْ لَهُ الشَّجَرَةُ فَدَخَلَ فِيهَا وَبَقِيَ مِنْ رِدَائِهِ هُدْبٌ ، فَمَرَّتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالشَّيْطَانِ ، فَقَالُوا : يَا رَاعِي , هَلْ رَأَيْتَ رَجُلًا مِنْ هَهُنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَحَرَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَانْفَتَحَتْ لَهُ , فَدَخَلَ فِيهَا وَهَذَا هُدْبُ رِدَائِهِ ، فَعَمَدُوا فَقَطَعُوا الشَّجَرَةَ وَهُوَ فِيهَا بِالْمَنَاشِيرِ ، وَلَيْسَ تَجِدُ يَهُودِيًّا إِلَّا تِلْكَ الْهُدْبَة فِي رِدَائِهِ ، فَلَمَّا وُلِدَ عِيسَى لَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ صَنَمٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَّا أَصْبَحَ سَاقِطًا لِوَجْهِهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
نَاسٍ

ابْنِ مَسْعُودٍ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.