ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم واسبابه


تفسير

رقم الحديث : 457

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمَكَّةَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : اجْتَمَعَ يَوْمًا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا سَمِعَتْ قُرَيْشٌ بِهَذَا الْقُرْآنِ يُجْهَرُ لَهَا بِهِ قَطُّ ، فَمَنْ رَجُلٌ يُسْمِعُهُمُوهُ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : أَنَا . قَالُوا : إِنَّا نَخْشَاهُمْ عَلَيْكَ ، إِنَّمَا نُرِيدُ رَجُلًا لَهُ عَشِيرَةٌ يَمْنَعُونَهُ مِنَ الْقَوْمِ إِنْ أَرَادُوهُ . فَقَالَ : دَعُونِي ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَمْنَعُنِي . قَالَ : فَغَدَا ابْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَتَى الْمَقَامَ فِي الضُّحَى ، وَقُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهَا ، حَتَّى قَامَ عِنْدَ الْمَقَامِ ، ثُمَّ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ : الرَّحْمَنُ { 1 } عَلَّمَ الْقُرْءَانَ { 2 } خَلَقَ الإِنْسَانَ { 3 } عَلَّمَهُ الْبَيَانَ { 4 } سورة الرحمن آية 1-4 ، قَالَ : ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا يَقْرَأُ فِيهَا ، قَالَ : وَتَأَمَّلُوا ، وَجَعَلُوا يَقُولُونَ : مَا يَقُولُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ؟ ثُمَّ قَالُوا : إِنَّهُ لَيَتْلُوا بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ . فَقَامُوا إِلَيْهِ ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ فِي وَجْهِهِ ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ ، حَتَّى بَلَغَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ . ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، وَقَدْ أَثَّرُوا بِوَجْهِهِ ، فَقَالُوا : هَذَا الَّذِي خَشِينَا عَلَيْكَ . قَالَ : مَا كَانَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْهُمُ الْيَوْمَ ، لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُغَادِيَنَّهُمْ غَدًا بِمِثْلِهَا ، قَالُوا : لا ، حَسْبُكَ ، فَقَدْ أَسْمَعْتَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ " قال أبو جعفر : " ولما استقر بالذين هاجروا إلى أرض الحبشة القرار بأرض النجاشي واطمأنوا ، تآمرت قريش ، فيما بينها ، في الكيد بمن ضوى إليها من المسلمين . فوجهوا عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، إلى النجاشي ، مع هدايا كثيرة ، أهدوها إليه وإلى بطارقته . وأمروهما أن يسألا النجاشي تسليم من قبله وبأرضه من المسلمين إليهم . فشخص عمرو وعبد الله إليه في ذلك ، فنفذا لما أرسلهما إليه قومهما . فلم يصلا إلى ما أمل قومهما من النجاشي ، فرجعا مقبوحين . وأسلم عمر بن الخطاب ، رحمه الله ، فلما أسلم ، وكان رجلا جلدا جليدا منيعا ، وكان قد أسلم قبل ذلك حمزة بن عبد المطلب ، ووجد أصحاب رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، في أنفسهم قوة . وجعل الإسلام يفشو في القبائل ، وحمى النجاشي من ضوى إلى بلده منهم . اجتمعت قريش ، فائتمرت ، بينها ، أن يكتبوا بينهم كتابا ، يتعاقدون فيه على أن لا ينكحوا إلى بني هاشم وبني المطلب ، ولا ينكحوهم ، ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم ، فكتبوا بذلك صحيفة ، وتعاهدوا وتواثقوا على ذلك . ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا بذلك الأمر على أنفسهم . فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب ، فدخلوا معه في شعبه ، واجتمعوا إليه ، وخرج من بني هاشم أبو لهب ، عبد العزى بن عبد المطلب ، إلى قريش ، وظاهرهم عليه . فأقاموا على ذلك من أمرهم سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا ، ألا يصل إلى أحد منهم شيء إلا سرا مستخفيا به من أراد صلتهم من قريش . وذكر أن أبا جهل لقي حكيم بن حزام ابن خويلد بن أسد ، معه غلام يحمل قمحا ، يريد به عمته ، خديجة بنت خويلد ، وهي عند رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومعه في الشعب ، فتعلق به ، وقال : أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة . فجاء أبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد ، فقال : ما لك وله ؟ قال : يحمل الطعام إلى بني هاشم ، فقال له أبو البختري : طعام لعمته عنده ، بعثت إليه ، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها ؟ خل سبيل الرجل . فأبى أبو جهل ، حتى نال أحدهما من صاحبه . فأخذ أبو البختري لحي بعير ، فضربه ، فشجه ، ووطئه وطئا شديدا ، وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك ، وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأصحابه فيشمتوا بهم ، ورسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، في كل ذلك يدعو قومه سرا وجهرا ، آناء الليل وآناء النهار ، والوحي عليه من الله متتابع بأمره ونهيه ، ووعيد من ناصبه العداوة والحجج لرسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، على من خالفه . فذكر أن أشراف قومه اجتمعوا له يوما " . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.