خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول جمعة جمعها بالمدينة


تفسير

رقم الحديث : 418

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ يَقُولُ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيِّ : حَدِّثْنَا يَا عُبَيْدُ ، كَيْفَ كَانَ بَدْءُ مَا ابْتُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النُّبُوَّةِ حِينَ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ؟ فَقَالَ عُبَيْدٌ : " وَأَنَا حَاضِرٌ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَمَنْ عِنْدَهُ مِنَ النَّاسِ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُجَاوِرُ فِي حِرَاءٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ شَهْرًا ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا تَحَنَّثَ بِهِ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَالتَّحَنُّثُ التَّبَرُّرُ ، وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : وَرَاقٍ لَيَرْقَى فِي حِرَاءٍ وَنَازِلٌ . فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُجَاوِرُ ذَلِكَ الشَّهْرَ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ ، يُطْعِمُ مَنْ جَاءَ مِنَ الْمَسَاكِينِ ، فَإِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جِوَارَهُ مِنْ شَهْرِهِ ذَلِكَ ، كَانَ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِهِ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ جِوَارِهِ الْكَعْبَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ ، فَيَطُوفُ بِهَا سَبْعًا ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ . حَتَّى إِذَا كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهِ مَا أَرَادَ مِنْ كَرَامَتِهِ مِنَ السَّنَةِ الَّتِي بَعَثَهُ فِيهَا ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى حِرَاءٍ ، كَمَا كَانَ يَخْرُجُ لِجِوَارِهِ ، مَعَهُ أَهْلُهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَكْرَمَهُ اللَّهُ فِيهَا بِرِسَالَتِهِ ، وَرُحِمَ الْعِبَادُ بِهَا ، جَاءَهُ جِبْرِيلُ بِأَمْرِ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَجَاءَنِي وَأَنَا نَائِمٌ بِنَمَطٍ مِنْ دِيبَاجٍ ، فِيهِ كِتَابٌ ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَقْرَأُ ؟ فَغَتَّنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَاذَا أَقْرَأُ ؟ وَمَا أَقُولُ ذَلِكَ إِلا افْتِدَاءً مِنْهُ أَنْ يَعُودَ إِلَيَّ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ بِي ، قَالَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى قَوْلِهِ : عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ سورة العلق آية 1 - 5 ، قَالَ : فَقَرَأْتُهُ قَالَ : ثُمَّ انْتَهَى ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنِّي ، وَهَبَبْتُ مِنْ نَوْمِي ، وَكَأَنَّمَا كُتِبَ فِي قَلْبِي كِتَابًا . قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ شَاعِرٍ أَوْ مَجْنُونٍ ، كُنْتُ لا أُطِيقُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِمَا ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ الأَبْعَدَ يَعْنِي نَفْسَهُ لَشَاعِرٌ ، أَوْ مَجْنُونٌ ، لا تُحَدِّثُ بِهَا عَنِّي قُرَيْشٌ أَبَدًا ، لأَعْمَدَنَّ إِلَى حَالِقٍ مِنَ الْجَبَلِ ، فَلأَطْرَحَنَّ نَفْسِي مِنْهُ ، فَلأَقْتُلَنَّهَا ، فَلأَسْتَرِيحَنَّ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي وَسَطٍ مِنَ الْجَبَلِ ، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ، يَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا جَبْرَائِيلُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ صَافٍّ قَدَمَيْهِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ : يَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَشَغَلَنِي ذَلِكَ عَمَّا أَرَدْتُ فَمَا أَتَقَدَّمُ وَمَا أَتَأَخَّرُ ، وَجَعَلْتُ أَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهُ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ ، فَلا أَنْظُرُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا إِلا رَأَيْتُهُ كَذَلِكَ ، فَمَا زِلْتُ وَاقِفًا مَا أَتَقَدَّمُ أَمَامِي ، وَلا أَرْجِعُ وَرَائِي ، حَتَّى بَعَثَتْ خَدِيجَةُ رُسُلَهَا فِي طَلَبِي ، حَتَّى بَلَغُوا مَكَّةَ ، وَرَجَعُوا إِلَيْهَا ، وَأَنَا وَاقِفٌ فِي مَكَانِي ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنِّي ، وَانْصَرَفْتُ رَاجِعًا إِلَى أَهْلِي ، حَتَّى أَتَيْتُ خَدِيجَةَ ، فَجَلَسْتُ إِلَى فَخِذِهَا مُضِيفًا ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، أَيْنَ كُنْتَ ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ بَعَثْتُ رُسُلِي فِي طَلَبِكَ حَتَّى بَلَغُوا مَكَّةَ وَرَجَعُوا إِلَيَّ ، قَالَ : قُلْتُ لَهَا : إِنَّ الأَبْعَدَ لَشَاعِرٌ ، أَوْ مَجْنُونٌ ، فَقَالَتْ : أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيَصْنَعَ ذَلِكَ بِكَ ، مَعَ مَا أَعْلَمُ مِنْكَ مِنْ صِدْقِ حَدِيثِكَ ، وَعِظَمِ أَمَانَتِكَ ، وَحُسْنِ خُلُقِكَ ، وَصِلَةِ رَحِمِكَ ، وَمَا ذَاكَ يَابْنَ عَمٍّ ؟ لَعَلَّكَ رَأَيْتَ شَيْئًا ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهَا : نَعَمْ ، ثُمَّ حَدَّثْتُهَا بِالَّذِي رَأَيْتُ ، فَقَالَتْ : أَبْشِرْ يَابْنَ عَمٍّ ، وَاثْبُتْ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ خَدِيجَةَ بِيَدِهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ ، ثُمَّ قَامَتْ ، فَجَمَعَتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا ، وَكَانَ وَرَقَةُ قَدْ تَنَصَّرَ ، وَقَرَأَ الْكُتُبَ ، وَسَمِعَ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا أَخْبَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ رَأَى وَسَمِعَ ، فَقَالَ وَرَقَةُ : قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ، وَالَّذِي نَفْسُ وَرَقَةَ بِيَدِهِ لَئِنْ كُنْتِ صَدَقْتِنِي يَا خَدِيجَةُ ، لَقَدْ جَاءَهُ النَّامُوسُ الأَكْبَرُ ، يَعْنِي بِالنَّامُوسِ : جِبْرِيلَ ، عَلَيْهِ السَّلامُ ، الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى ، وَإِنَّهُ لَنَبِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ ، فَقُولِي لَهُ : فَلْيَثْبُتْ ، فَرَجَعَتْ خَدِيجَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَتْهُ بِقَوْلِ وَرَقَةَ ، فَسَهَّلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ بَعْضَ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْهَمِّ . فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جِوَارَهُ ، وَانْصَرَفَ ، صَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ ، وَبَدَأَ بِالْكَعْبَةِ ، فَطَافَ بِهَا ، فَلَقِيَهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقَالَ : يَابْنَ أَخِي ، أَخْبِرْنِي بِمَا رَأَيْتَ ، أَوْ سَمِعْتَ ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لَنَبِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَلَقَدْ جَاءَكَ النَّامُوسُ الأَكْبَرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى مُوسَى ، وَلَتُكَذِّبُنَّهُ ، وَلَتُؤْذِيَنَّهُ ، وَلَتُخْرِجُنَّهُ ، وَلَتُقَاتِلُنَّهُ ، وَلَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لأَنْصُرَنَّ اللَّهَ نَصْرًا يَعْلَمُهُ . ثُمَّ أَدْنَى رَأْسَهُ ، فَقَبَّلَ يَافُوخَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَقَدْ زَادَهُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ وَرَقَةَ ثَبَاتًا ، وَخَفَّفَ عَنْهُ بَعْضَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْهَمِّ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيِّ

ثقة

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ

صحابي

وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ

ثقة

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.