خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول جمعة جمعها بالمدينة


تفسير

رقم الحديث : 502

حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ صَلاهَا بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ ، أَحْمَدُهُ ، وَأَسْتَعِينُهُ ، وَأَسْتَغْفِرُهُ ، وَأَسْتَهْدِيهِ ، وَأُومِنُ بِهِ ، وَلا أَكْفُرُهُ ، وَأُعَادِي مَنْ يَكْفُرُهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى ، وَالنُّورِ ، وَالْمَوْعِظَةِ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَقِلَّةٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وَضَلالَةٍ مِنَ النَّاسِ ، وَانْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ ، وَدُنُوٍّ مِنَ السَّاعَةِ ، وَقُرْبٍ مِنَ الأَجَلِ . مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى ، وَفَرَّطَ ، وَضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا . وَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّهُ خَيْرُ مَا أَوْصَى بِهِ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ أَنْ يَحُضَّهُ عَلَى الآخِرَةِ ، وَأَنْ يَأْمُرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ . فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّهُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَلا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ نَصِيحَةً ، وَلا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرًا ، وَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ لِمَنْ عَمِلَ بِهِ ، عَلَى وَجَلٍ وَمَخَافَةٍ مِنْ رَبِّهِ ، عَوْنُ صِدْقٍ عَلَى مَا تَبْغُونَ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ . وَمَنْ يُصْلِحُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ مِنْ أَمْرِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ ، لا يَنْوِي بِذَلِكَ إِلا وَجْهَ اللَّهِ ، يَكُنْ لَهُ ذِكْرًا فِي عَاجِلِ أَمْرِهِ ، وَذُخْرًا فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، حِينَ يَفْتَقِرُ الْمَرْءُ إِلَى مَا قَدَّمَ ، وَمَا كَانَ مِنْ سِوَى ذَلِكَ يَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ، وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ سورة آل عمران آية 30 ، وَالَّذِي صَدَقَ قَوْلُهُ ، وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ لا خُلْفَ لِذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَقُولُ ، عَزَّ وَجَلَّ : مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ سورة ق آية 29 ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي عَاجِلِ أَمْرِكُمْ وَآجِلِهِ ، فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ ، وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ، وَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ يُوقِي مَقْتَهُ ، وَيُوقِي عُقُوبَتَهُ ، وَيُوقِي سُخْطَهُ ، وَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ يُبَيِّضُ الْوُجُوهَ ، وَيُرْضِي الرَّبَّ ، وَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ . خُذُوا بِحَظِّكُمْ ، وَلا تُفَرِّطُوا فِي جَنْبِ اللَّهِ ، قَدْ عَلَّمَكُمُ اللَّهُ كِتَابَهُ ، وَنَهَجَ لَكُمْ سَبِيلَهُ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ صَدَقُوا ، وَيَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ، فَأَحْسِنُوا كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ وَعَادُوا أَعْدَاءَهُ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، هُوَ اجْتَبَاكُمْ ، وَسَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ سورة الأنفال آية 42 ، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ ، وَاعْمَلُوا لِمَا بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَإِنَّهُ مَنْ يُصْلِحُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ يَكْفِهِ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقْضِي عَلَى النَّاسِ وَلا يَقْضُونَ عَلَيْهِ ، وَيَمْلِكُ مِنَ النَّاسِ وَلا يَمْلِكُونَ مِنْهُ . اللَّهُ أَكْبَرُ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ

ثقة

ابْنُ وَهْبٍ

ثقة حافظ

يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.