ثم كانت السنة الثانية من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 510

وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَزْعُمُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ بَعَثَهُ حِينَ أَقْبَلَ مِنْ غَزْوَةِ الأَبْوَاءِ ، قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، قَالَ : وَبَعَثَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ ، إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ ، مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ جُهَيْنَةَ ، لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ أَحَدٌ ، فَلَقِيَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ بِذَلِكَ السَّاحِلِ فِي ثَلَاثِ مِائَةِ رَاكِبٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَحَجَزَ بَيْنَهُمْ مَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ ، وَكَانَ مُوَادِعًا لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا ، فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ ، قَالَ : وَبَعْضُ الْقَوْمِ يَقُولُ : كَانَتْ رَايَةُ حَمْزَةَ أَوَّلَ رَايَةٍ عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ أَنَّ بَعْثَهُ وَبَعْثَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ كَانَا مَعًا ، فَشُبِّهَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ . قَالَ : وَالَّذِي سَمِعْنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عِنْدَنَا : أَنَّ رَايَةَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَتْ أَوَّلَ رَايَةٍ عُقِدَتْ فِي الإِسْلَامِ . قَالَ : ثُمَّ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ يُرِيدُ قُرَيْشًا ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بُوَاطًا مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا ، فَلَبِثَ بَقِيَّةَ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ وَبَعْضَ جُمَادَى الأُولَى ، ثُمَّ غَزَا يُرِيدُ قُرَيْشًا ، فَسَلَكَ عَلَى نَقْبِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ ، ثُمَّ عَلَى فَيْفَاءِ الْخَبَارِ ، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ بِبَطْحَاءِ ابْنِ أَزْهَرَ ، يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ السَّاقِ ، فَصَلَّى عِنْدَهَا ، فَثَمَّ مَسْجِدُهُ ، وَصُنِعَ لَهُ عِنْدَهَا طَعَامٌ ، فَأَكَلَ مِنْهُ وَأَكَلَ النَّاسُ مَعَهُ ، فَمَوْضِعُ أَثَافي البرمة مَعْلُومٌ هُنَالِكَ ، فَاسْتُقِيَ لَهُ مِنْ مَاءٍ بِهِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمُشيربُ ، ثُمَّ ارْتَحَلَ ، فَتَرَكَ الْخَلَائِقَ بِيَسَارٍ ، وَسَلَكَ شُعْبَةً ، يُقَالُ لَهَا : شُعْبَةُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَذَلِكَ اسْمُهَا الْيَوْمَ ، ثُمَّ صب ليسار حتى هبط يعيل ، فَنَزَلَ بِمُجْتَمَعِهِ وَمُجْتَمَعِ الضّبُوعَةِ ، وَاسْتُقِيَ لَهُ مِنْ بِئْرٍ بِالضبُوعَةِ ، ثُمَّ سَلَكَ الْفرش ، فرش ملل ، حَتَّى لَقِيَ الطَّرِيق بِصُحَيْرَاتِ الْيَمَامِ ، ثُمَّ اعْتَدَلَ بِهِ الطَّرِيقُ حَتَّى نَزَلَ الْعَشِيرَةَ مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ ، فَأَقَامَ بِهَا بَقِيَّةَ جُمَادَى الأُولَى وَلَيَالِيَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ ، وَوَادَعَ فِيهَا بَنِي مُدْلجٍ وَحُلَفَاءَهُمْ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَلَمْ يَلْق كَيْدًا . وَفِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مَا قَالَ . قَالَ : فَلَمْ يَقُمْ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةِ الْعُشَيْرَةِ بِالْمَدِينَةِ ، إِلَّا لَيَالٍ قَلَائِلَ لا تَبْلُغُ الْعُشْرَ ، حَتَّى أَغَارَ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي طَلَبِهِ ، حَتَّى بَلَغَ وَادِيًا ، يُقَالُ لَهُ : سَفَوَانُ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ ، وَفَاتَهُ كُرْزٌ ، فَلَمْ يُدْرِكْهُ ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الأُولَى . ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَقَامَ بِهَا بَقِيَّةَ جُمَادَى الآخِرَةِ وَرَجَبًا وَشَعْبَانَ ، وَقَدْ كَانَ بَعَثَ ، فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ ، سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي ثَمَانِيَةِ رَهْطٍ . وَزَعَمَ الْوَاقِدِيُّ : أَنَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، أَعْنِي : السَّنَةَ الأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ ، جَاءَ أَبُو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَتِ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الإِسْلَامَ ، فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ! أَنْظُرُ فِي أَمْرِي ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكَ . فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، فَقَالَ لَهُ : كَرِهْتُ ، وَاللَّهِ ، حَرْبَ الْخَزْرَجِ ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ : لا أُسْلِمُ سَنَةً ، فَمَاتَ فِي ذِي الْقَعْدَةَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
وَبَعْضُ

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.