ثم كانت السنة الثانية من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 530

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وحدثني مَنْ لا أَتَّهِمُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : " وَقَدْ رَأَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَبْلَ قُدُومِ ضَمْضَمَ مَكَّةَ بِثَلَاثِ لَيَالٍ ، رُؤْيَا أَفْزَعَتْهَا ، فَبَعَثَتْ إِلَى أَخِيهَا ، الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَخِي ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ، لَقَدْ أَفْظَعَتْنِي ، وَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْهَا شَرٌّ وَمُصِيبَةٌ ، فَاكْتُمْ عَلَيَّ مَا أُحِدِّثُكَ ، قَالَ لَهَا : وَمَا رَأَيْتِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُ رَاكِبًا أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ حَتَّى وَقَفَ بِالأَبْطَحِ ، ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَنِ انْفِرُوا يَا آلَ غُدَرَ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ . فَأَرَى النَّاسَ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ يَتْبَعُونَهُ ، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلَهُ مَثَلَ بِهِ بَعِيرُهُ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ بِمِثْلِهَا : أَنِ انْفِرُوا يَا آلَ غُدَرَ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ ، ثُمَّ مَثَلَ بِهِ بَعِيرُهُ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ ، فَصَرَخَ بِمِثْلِهَا ، ثُمَّ أَخَذَ صَخْرَةً ، فَأَرْسَلَهَا ، فَأَقْبَلَتْ تَهْوِي ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِأَسْفَلِ الْجَبَلِ ارْفَضَّتْ ، فَمَا بَقِيَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِ مَكَّةَ وَلا دَارٌ مِنْ دُورِهَا ، إِلَّا دَخَلَتْ مِنْهَا فِلْقَةٌ . قَالَ الْعَبَّاسُ : وَاللَّهِ ، إِنَّ هَذِهِ لَرَؤْيَا رَأَيْتِ ، فَاكْتُمِيهَا وَلا تَذْكُرِيهَا لأَحَدٍ . ثُمَّ خَرَجَ الْعَبَّاسُ فَلَقِيَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا ، فَذَكَرَهَا لَهُ ، وَاسْتَكْتَمَهُ إِيَّاهَا . فَذَكَرَهَا الْوَلِيدُ لأَبِيهِ عُتْبَةَ ، فَفَشَا الْحَدِيثُ حَتَّى تَحَدَّثَتْ بِهِ قُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهَا . قَالَ الْعَبَّاسُ : فَغَدَوْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ قُعُودٍ يَتَحَدَّثُونَ بِرُؤْيَا عَاتِكَةَ . فَلَمَّا رَآنِي أَبُو جَهْلٍ ، قَالَ : يَا أَبَا الْفَضْلِ ، إِذَا فَرَغْتَ مِنْ طَوَافِكَ فَأَقْبِلْ إِلَيْنَا . قَالَ : فَلَمَّا فَرَغْتُ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ لِي أَبُو جَهْلٍ : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، مَتَى حَدَّثَتْ فِيكُمْ هَذِهِ النَّبِيَّةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَتْ عَاتِكَةُ . قَالَ : قُلْتُ : وَمَا رَأَتْ ؟ قَالَ : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَمَا رَضِيتُمْ أَنْ تَتَنَبَّأَ رِجَالُكُمْ حَتَّى تَتَنَبَّأَ نِسَاؤُكُمْ ؟ قَدْ زَعَمَتْ عَاتِكَةُ فِي رُؤْيَاهَا ، أَنَّهُ قَالَ : انْفِرُوا فِي ثَلَاثٍ ، فَسَنَتَرَبَّصُ بِكُمْ هَذِهِ الثَّلاثَ ، فَإِنْ يَكُنْ مَا قَالَتْ حَقًّا فَسَيَكُونُ ، وَإِنْ تَمْضِ الثَّلاثُ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ نَكْتُبْ عَلَيْكُمْ كِتَابًا أَنَّكُمْ أَكْذَبُ أَهْلِ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ . قَالَ الْعَبَّاسُ : فَوَاللَّهِ مَا كَانَ مِنِّي إِلَيْهِ كَبِيرٌ إِلَّا أَنِّي جَحَدْتُ ذَلِكَ ، وَأَنْكَرْتُ أَنْ تَكُونَ رَأَتْ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ تَفَرَّقْنَا ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ لَمْ تَبْقَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَّا أَتَتْنِي ، فَقَالَتْ : أَقْرَرْتُمْ لِهَذَا الْفَاسِقِ الْخَبِيثِ أَنْ يَقَعَ فِي رِجَالِكُمْ ، ثُمَّ قَدْ تَنَاوَلَ النِّسَاءَ وَأَنْتَ تَسْمَعُ ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ غَيْرَةٌ لِشَيْءٍ مِمَّا سَمِعْتَ ، قَالَ : قُلْتُ : قَدْ وَاللَّهِ فَعَلْتُ مَا كَانَ مِنِّي إِلَيْهِ مِنْ كَبِيرٍ ، وَايْمُ اللَّهِ لأَتَعَرَّضَنَّ لَهُ ، فَإِنْ عَادَ لأَكْفِيَنَّكُمُوهُ . قَالَ : فَغَدَوْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ رُؤْيَا عَاتِكَةَ ، وَأَنَا حَدِيدٌ مُغْضَبٌ ، أَرَى أَنْ قَدْ فَاتَنِي مِنْهُ أَمْرٌ أُحِبُّ أَنْ أُدْرِكَهُ مِنْهُ . قَالَ : فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُهُ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَمْشِي نَحْوَهُ أَتَعَرَّضُهُ ، لِيَعُودَ لِبَعْضِ مَا قَالَ فَأَقَعُ بِهِ ، وَكَانَ رَجُلًا خَفِيفًا حَدِيدَ الْوَجْهِ ، حَدِيدَ اللِّسَانِ حَدِيدَ النَّظَرِ ، إِذْ خَرَجَ نَحْوَ بَابِ الْمَسْجِدِ يَشْتَدُّ ، قَالَ : قُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ ، أَكُلُّ هَذَا فَرَقًا مِنْ أَنْ أُشَاتِمَهُ ؟ قَالَ : وَإِذَا هُوَ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ أَسْمَعْ ، صَوْتَ ضَمْضَمَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ ، وَهُوَ يَصْرُخُ بِبَطْنِ الْوَادِي ، وَاقِفًا عَلَى بَعِيرِهِ ، قَدْ جَدَعَ بَعِيرَهُ ، وَحَوَلَ رَحْلَهُ ، وَشَقَّ قَمِيصَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اللَّطِيمَةَ اللَّطِيمَةَ ، أَمْوَالُكُمْ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ فِي أَصْحَابِهِ ، لا أَرَى أَنْ تُدْرِكُوهَا الْغَوْثَ الْغَوْثَ . قَالَ : فَشَغَلَنِي عَنْهُ وَشَغَلَهُ عَنِّي مَا جَاءَ مِنَ الأَمْرِ ، فَتَجَهَّزَ النَّاسُ سِرَاعًا ، وَقَالُوا : أَيَظُنُّ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ أَنْ تَكُونَ كَعِيرِ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ ؟ كَلَّا ، وَاللَّهِ لَيَعْلَمُنَّ غَيْرَ ذَلِكَ . فَكَانُوا بَيْنَ رَجُلَيْنِ : إِمَّا خَارِجٌ ، وَإِمَّا بَاعِثٌ مَكَانَهُ رَجُلًا . وَأَوْعَبَتْ قُرَيْشٌ فَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْ أَشْرَافِهَا أَحَدٌ ، إِلَّا أَنَّ أَبَا لَهَبِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَخَلَّفَ ، فَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَكَانَ لاطَ لَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِ ، أَفْلَسَ بِهَا ، فَاسْتَأْجَرَهُ بِهَا عَلَى أَنْ يُجْزِيَ عَنْهُ بَعْثَهُ ، فَخَرَجَ عَنْهُ وَتَخَلَّفَ أَبُو لَهَبٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

مجهول

Whoops, looks like something went wrong.