ثم كانت السنة الثانية من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 539

كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، كَمَا حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : " فَأَصَابُوا رَاوِيَةً لِقُرَيْشٍ ، فِيهَا أَسْلَمُ ، غُلامُ بَنِي الْحَجَّاجِ ، وَعريض أَبُو يَسَارٍ ، غُلَامُ بَنِي الْعَاصِ بْنِ سَعِيدٍ ، فَأَتَوْا بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَسَأَلُوهُمَا ، فَقَالَا : نَحْنُ سُقَاةُ قُرَيْشٍ ، بَعَثُونَا لِنُسْقِيَهُمْ مِنَ الْمَاءِ . فَكَرِهَ الْقَوْمُ خَبَرَهُمَا ، وَرَجَوْا أَنْ يَكُونَا لأَبِي سُفْيَانَ ، فَضَرَبُوهُمَا . فَلَمَّا أَذْلَقُوهُمَا قَالَا : نَحْنَ لأَبِي سُفْيَانَ . فَتَرَكُوهُمَا ، وَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، فَقَالَ : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا ؟ وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا ؟ صَدَقَا وَاللَّهِ ، إِنَّهُمَا لِقُرَيْشٍ . أَخْبِرَانِي ، أَيْنَ قُرَيْشٌ ؟ قَالَا : هُمْ وَرَاءَ هَذَا الْكَثِيبِ الَّذِي تَرَى بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ، وَالْكَثِيبِ : الْعَقَنْقَلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَهُمَا : كَمِ الْقَوْمُ ؟ قَالَا : كَثِيرٌ . قَالَ : مَا عِدَّتُهُمْ ؟ قَالَا : لا نَدْرِي . قَالَ : كَمْ يَنْحَرُونَ كُلَّ يَوْمٍ ؟ قَالَا : يَوْمًا تِسْعًا وَيَوْمًا عَشْرًا . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْقَوْمُ مَا بَيْنَ التِّسْعِ مِائَةٍ وَالأَلْفِ . ثُمَّ قَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَنْ فِيهِمْ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ ؟ قَالَا : عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ هِشَامٍ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كِلْدَةَ ، وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، وَنبيهٌ ، وَمُنَبِّهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، وَعَمْرُو بْنُ عُبْدُودٍ . فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : هَذِهِ مَكَّةُ قَدْ أَلْقَتْ إِلَيْكُمْ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا . قَالُوا : وَقَدْ كَانَ بَسْبَسُ بْنُ عَمْرٍو ، وَعَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ مَضَيَا حَتَّى نَزَلَا بَدْرًا ، فَأَنَاخَا إِلَى تَلٍّ قَرِيبٍ مِنَ الْمَاءِ ، ثُمَّ أَخَذَا شَنًّا يَسْتَقِيَانِ فِيهِ ، وَمَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ عَلَى الْمَاءِ ، فَسَمِعَ عَدِيٌّ وَبَسْبَسٌ جَارِيَتَيْنِ مِنْ جَوَارِي الْحَاضِرِ ، وَهُمَا تَتَلَازَمَانِ عَلَى الْمَاءِ ، وَالْمَلْزُومَةُ تَقُولُ لِصَاحِبَتِهَا : إِنَّمَا تَأْتِي الْعِيرُ غَدًا أَوْ بَعْدَ غَدٍ ، فَأَعْمَلُ لَهُمْ ثُمَّ أَقْضِيكِ الَّذِي لَكِ ، قَالَ مَجْدِيٌّ : صَدَقَتْ . ثُمَّ خَلَصَ بَيْنَهُمَا . وَسَمِعَ ذَلِكَ عَدِيٌّ وَبَسْبَسٌ ، فَجَلَسَا عَلَى بَعِيرَيْهِمَا ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَاهُ بِمَا سَمِعَا . وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ قَدْ تَقَدَّمَ الْعِيرَ حَذِرًا ، حَتَّى وَرَدَ الْمَاءَ ، فَقَالَ لِمَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو : هَلْ أَحْسَسْتَ أَحَدًا ؟ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُنْكِرُهُ ، إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُ رَاكِبَيْنِ أَنَاخَا إِلَى هَذَا التَّلِّ ، ثُمَّ اسْتَقَيَا فِي شَنٍّ لَهُمَا ، ثُمَّ انْطَلَقَا . فَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ مَنَاخَهُمَا ، فَأَخَذَ مِنْ أَبْعَارِ بَعِيرَيْهِمَا فَفَتَّهُ ، فَإِذَا فِيهِ نَوًى ، فَقَالَ : هَذِهِ وَاللَّهِ عَلَائِفُ يَثْرِبَ . فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ سَرِيعًا ، فَضَرَبَ وَجْهَ عِيرِهِ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَسَاحَلَ بِهَا وَتَرَكَ بَدْرًا يَسَارًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَسْرَعَ ، وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ ، فَلَمَّا نَزَلُوا الْجُحْفَةَ ، رَأَى جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ رُؤْيَا ، فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، وَإِنِّي لَبَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ ، إِذْ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ حَتَّى وَقَفَ وَمَعَهُ بَعِيرٌ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : قُتِلَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَأَبُو الْحَكَمِ بْنُ هِشَامٍ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ ، فَعَدَّدَ رِجَالًا مِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ . وَرَأَيْتُهُ ضَرَبَ فِي لَبَّةِ بَعِيرِهِ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي الْعَسْكَرِ ، فَمَا بَقِيَ خِبَاءٌ مِنْ أَخْبِيَةِ الْعَسْكَرِ إِلَّا أَصَابَهُ نَضْحٌ مِنْ دَمِهِ . قَالَ : فَبَلَغَتْ أَبَا جَهْلٍ ، فَقَالَ : وَهَذَا أَيْضًا نَبِيٌّ آخَرُ مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ ، سَيُعْلَمُ غَدًا مَنِ الْمَقْتُولُ إِنْ نَحْنُ الْتَقَيْنَا . وَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَزَ عِيرَهُ ، أَرْسَلَ إِلَى قُرَيْشٍ : إِنَّكُمْ إِنَّمَا خَرَجْتُمْ لِتَمْنَعُوا عِيرَكُمْ وَرِجَالَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ، فَقَدْ نَجَّاهَا اللَّهُ ، فَارْجِعُوا . فَقَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ : وَاللَّهِ لا نَرْجِعُ حَتَّى نَرِدَّ بَدْرًا . وَكَانَ بَدْرٌ مَوْسِمًا مِنْ مَوَاسِمِ الْعَرَبِ تَجْتَمِعُ لَهُمْ بِهَا سُوقٌ كُلَّ عَامٍ ، فَنُقِيمُ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، وَنَنْحَرَ الْجُزُرَ وَنُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَنُسْقِيَ الْخُمُورَ ، وَتَعْزِفَ عَلَيْنَا الْقِيَانُ ، وَتَسْمَعُ بِنَا الْعَرَبُ ، فَلا يَزَالُونَ يَهَابُونَنَا أَبَدًا . فَامْضُوا ، فَقَالَ الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ وَهُمْ بِالْجُحْفَةِ : يَا بَنِي زُهْرَةَ ، قَدْ نَجَّى اللَّهُ لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ ، وَخَلَّصَ لَكُمْ صَاحِبَكُمْ مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ ، وَإِنَّمَا نَفَرْتُمْ لِتَمْنَعُوهُ وَمَالَهُ ، فَاجْعَلُوا بِي جبنها وَارْجِعُوا ، فَإِنَّهُ لا حَاجَةَ بِكُمْ فِي أَنْ تَخْرُجُوا فِي غَيْرِ ضَيْعَةٍ ، لا مَا يَقُولُ هَذَا ، يَعْنِي : أَبَا جَهْلٍ . فَرَجَعُوا فَلَمْ يَشْهَدْهَا زُهْرِيٌّ وَاحِدٌ ، وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا ، وَلَمْ يَكُنْ بَقِيَ مِنْ قُرَيْشٍ بَطْنٌ إِلَّا نَفَرَ مِنْهُمْ نَاسٌ ، إِلَّا بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ ، فَرَجَعَتْ بَنُو زُهْرَةَ مَعَ الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ ، فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مِنْ هَاتَيْنِ الْقَبِيلَتَيْنِ أَحَدٌ ، وَمَضَى الْقَوْمُ . قَالَ : وَقَدْ كَانَ بَيْنَ طَالِبِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ فِي الْقَوْمِ وَبَيْنَ بَعْضِ قُرَيْشٍ مُحَاوَرَةٌ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْنَا يَا بَنِي هَاشِمٍ وَإِنْ خَرَجْتُمْ مَعَنَا أَنَّ هَوَاكُمْ مَعَ مُحَمَّدٍ . فَرَجَعَ طَالِبٌ إِلَى مَكَّةَ فِيمَنْ رَجَعَ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَمَّا ابْنُ الْكَلْبِيِّ ، فَإِنَّهُ قَالَ ، فِيمَا حُدِّثْتُ عَنْهُ : شَخَصَ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، أُخْرِجَ كَرْهًا فَلَمْ يُوجَدْ فِي الأَسْرَى وَلا فِي الْقَتْلَى ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ ، وَكَان شَاعِرًا ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ : يَا رَبِّ إِمَّا يَغْزُونَ طَالِب فِي مَقْنَبٍ مِنْ هَذِهِ الْمَقَانِبِ فَلْيَكُنِ الْمَسْلُوبُ غَيْرَ السَّالِبِ وَلْيَكُنِ الْمَغْلُوبُ غَيْرَ الْغَالِبِ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَمَضَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلُوا بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مِنَ الْوَادِي ، خَلْفَ الْعَقَنْقَلِ وَبَطْنِ الْوَادِي ، وَهُوَ : يَلْيَلُ بَيْنَ بَدْرٍ ، وَبَيْنَ الْعَقَنْقَلِ الْكَثِيبِ الَّذِي خَلْفَهُ قُرَيْشٌ ، وَالْقَلْبُ بِبَدْرٍ فِي الْعُدْوَةِ الدُّنْيَا مِنْ بَطْنِ يَلْيَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ . وَبَعَثَ اللَّهُ السَّمَاءَ وَكَانَ الْوَادِي دَهِسًا ، فَأَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَصْحَابُهُ مِنْهَا مَا لَبَّدَ لَهُمُ الأَرْضَ وَلَمْ يَمْنَعْهُمُ الْمَسِيرَ . وَأَصَابَ قُرَيْشًا مِنْهَا مَا لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُبَادِرُهُمْ إِلَى الْمَاءِ ، حَتَّى إِذَا جَاءَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ بَدْرٍ نَزَلَ بِهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

ثقة فقيه مشهور

يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.