حَدَّثَنِي الْحَارِثُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : " كَانَتْ أُمُّ سَمُرَةَ بْنُ جُنْدَبٍ تَحْتَ مُرِّيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، عَمِّ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فَكَانَ رَبِيبَهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى أُحُدٍ ، وَعَرَضَ أَصْحَابَهُ ، فَرَدَّ مَنِ اسْتَصْغَرَ ، رَدَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ ، وَأَجَازَ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ . فَقَالَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ لِرَبِيبِهِ ، مُرِّيِّ بْنِ سِنَانٍ : يَا أَبَتِ ، أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ ، وَرَدَّنِي وَأَنَا أَصْرَعُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ . فَقَالَ مُرِّيُّ بْنُ سِنَانٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَدَدْتَ ابْنِي وَأَجَزْتَ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ ، وَابْنِي يَصْرَعُهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِرَافِعٍ وَسَمُرَةَ : تَصَارَعَا ، فَصَرَعَ سَمُرَةُ رَافِعًا ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَشَهِدَهَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ : وَكَانَ دَلِيلَ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبُو حَثْمَةَ الْحَارِثِيُّ . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ . قَالَ : وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى سَلَكَ فِي حَرَّةِ بَنِي حَارِثَةَ ، فَذَبَّ فَرَسٌ بِذَنَبِهِ ، فَأَصَابَ كِلَابَ سَيْفٍ فَاسْتَلَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ يُحِبُّ الْفَأْلَ ، وَلَا يَعْتَافَ لِصَاحِبِ السَّيْفِ : شِمْ سَيْفَكَ فَإِنِّي أَرَى السُّيُوفَ سَتُسَلُّ الْيَوْمَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لأَصْحَابِهِ : مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنَا عَلَى الْقَوْمِ مِنْ كُثُبٍ ، مِنْ طَرِيقٍ لا يَمُرُّ بِنَا عَلَيْهِمْ ؟ فَقَالَ أَبُو حَثْمَةَ ، أَخُو بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَدَّمَهُ ، فَنَفَذَ بِهِ فِي حَرَّةِ بَنِي حَارِثَةَ وَبَيْنَ أَمْوَالِهِمْ ، حَتَّى سَلَكَ بِهِ فِي مَالِ الْمِرْبَعِ بْنِ قَيْظِيٍّ ، وَكَانَ رَجُلًا مُنَافِقًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ ، لَمَّا سَمِعَ حِسَّ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، قَامَ يَحْثِي فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ ، وَيَقُولُ : إِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي لا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ حَائِطِي ، قَالَ : وَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ أَخَذَ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فِي يَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي لا أُصِيبُ بِهَا غَيْرَكَ يَا مُحَمَّدُ ، لَضَرَبْتُ بِهَا وَجْهَكَ . فَابْتَدَرَهُ الْقَوْمُ لِيَقْتُلُوهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَفْعَلُوا ، فَهَذَا الأَعْمَى الْبَصَرِ الأَعْمَى الْقَلْبِ . وَقَدْ بَدَرَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْهُ ، فَضَرَبَهُ بِالْقَوْسِ فِي رَأْسِهِ فَشَجَّهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى وَجْهِهِ ، حَتَّى نَزَلَ الشِّعْبَ مِنْ أُحُدٍ فِي عُدْوَةِ الْوَادِي إِلَى الْجَبَلِ ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُ وَعَسْكَرَهُ إِلَى أُحُدٍ ، وَقَالَ : لا يُقَاتِلَنَّ أَحَدٌ حَتَّى نَأْمُرَهُ بِالْقِتَالِ . وَقَدْ سَرَحَتْ قُرَيْشٌ الظَّهْرَ وَالْكُرَاعَ فِي زُرُوعٍ كَانَتْ بِالصَّمْغَةِ مِنْ قَنَاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ الْقِتَالِ : أَتَرْعَى زُرُوع بَنِي قَيْلَةَ وَلما نضارب ؟ وَتَعَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِلْقِتَالِ وَهُوَ فِي سَبْعِ مِائَةِ رَجُلٍ . وَتَعَبَّأَتْ قُرَيْشٌ وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلافِ رَجُلٍ ، وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ قَدْ جَنَّبُوهَا ، فَجَعَلُوا عَلَى مَيْمَنَةِ : الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهَا : عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ . وَأَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى الرُّمَاةِ : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ ، أَخَا بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُعَلَّمٌ بِثِيَابٍ بِيضٍ ، وَالرُّمَاةُ خَمْسُونَ رَجُلًا ، وَقَالَ : انْضَحْ عَنَّا الْخَيْلَ بِالنَّبْلِ لا يَأْتُونَا مِنْ خَلْفِنَا إِنْ كَانَتْ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا ، فَاثْبُتْ مَكَانَكَ لا نُؤْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ ، وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَيْنَ دِرْعَيْنِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |
ابْنُ سَعْدٍ | محمد بن سعد الهاشمي / ولد في :168 / توفي في :230 | صدوق حسن الحديث |
الْحَارِثُ | الحارث بن أبي أسامة التميمي | ثقة |