حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَنَّ أَبَا عَامِرٍ ، عَبْدَ عَمْرِو بْنَ صَيْفِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَمَةَ ، أَحَدَ بَنِي ضُبَيْعَةَ ، وَقَدْ كَانَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ مُبَاعِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَعَهُ خَمْسُونَ غُلَامًا مِنَ الأَوْسِ ، مِنْهُمْ : عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ : كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ ، فَكَانَ يَعِدُ قُرَيْشًا أَنْ لَوْ قَدْ لَقِيَ مُحَمَّدًا لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلانِ . فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَهُمْ : أَبُو عَامِرٍ فِي الأَحَابِيشِ وَعُبْدَانِ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَنَادَى : يَا مَعْشَرَ الأَوْسِ ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ ، قَالُوا : فَلا أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا يَا فَاسِقُ ، وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ : الرَّاهِبَ ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْفَاسِقَ . فَلَمَّا سَمِعَ رَدَّهُمْ عَلَيْهِ ، قَالَ : لَقَدْ أَصَابَ قَوْمِي بَعْدِي شَرٌّ ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا ، ثُمَّ رَاضَخَهُمْ بِالْحِجَارَةِ . وَقَدْ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ لأَصْحَابِ اللِّوَاءِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، يُحَرِّضُهُمْ بِذَلِكَ عَلَى الْقِتَالِ : يَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، إِنَّكُمْ وُلِّيتُمْ لِوَاءَنَا يَوْمَ بَدْرٍ ، فَأَصَابَنَا مَا قَدْ رَأَيْتُمْ ، وَإِنَّمَا يُؤْتَى النَّاسُ مِنْ قِبَلِ رَايَاتِهِمْ ، إِذَا زَالَتْ زَالُوا ، فَإِمَّا أَنْ تَكْفُونَا لِوَاءَنَا وَإِمَّا أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَسَنَكْفِيكُمُوهُ . فَهَمُّوا بِهِ وَتَوَاعَدُوهُ ، وَقَالُوا : نَحْنُ نُسْلِمُ إِلَيْكَ لِوَاءَنَا ؟ ! سَتَعْلَمُ غَدًا إِذَا الْتَقَيْنَا كَيْفَ نَصْنَعُ ، وَذَلِكَ الَّذِي أَرَادَ أَبُو سُفْيَانَ . فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ وَدَنَا بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، قَامَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فِي النِّسْوَةِ اللَّوَاتِي مَعَها ، وَأَخَذْنَ الدُّفُوفَ يَضْرِبْنَ خَلْفَ الرِّجَالِ ، وَيُحَرِّضْنَهُمْ ، فَقَالَتْ هِنْدٌ ، فِيمَا تَقُولُ : إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ وَنَفْرِشِ النَّمَارِقْ أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ وَتَقُولُ وَيْهَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَيْهَا حُمَاةَ الأَدْبَارِ ضَرْبًا بِكُلِّ بَتَّارِ وَاقْتَتَلَ النَّاسُ حَتَّى حَمِيَتِ الْحَرْبُ ، وَقَاتَلَ أَبُو دُجَانَةَ حَتَّى أَمْعَنَ فِي النَّاسِ ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي رِجَالٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، نَصْرَهُ ، وَصَدَقَهُمْ وَعْدَهُ ، فَحَسُّوهُمْ بِالسُّيُوفِ حَتَّى كَشَفُوهُمْ ، وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ لا شَكَّ فِيهَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |