مقتل ابي رافع اليهودي


تفسير

رقم الحديث : 651

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " كَانَ أَهْلُ الْخَنْدَقِ ثَلاثَةَ آلافٍ ، قَالَ : وَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ الْخَنْدَقِ ، أَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلَتْ بِمُجْتَمَعِ الأَسْيَالِ مِنْ دُومَةٍ ، بَيْنَ الْجُرْفِ وَالْغَابَةِ ، فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ أَحَابِيشِهِمْ وَمَنْ تَابَعَهُمْ مِنْ كِنَانَةَ وَأَهْلِ تِهَامَةَ ، وَأَقْبَلَتْ غَطَفَانُ وَمَنْ تَابَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، حَتَّى نَزَلُوا بِذَنَبِ نُقْمَى ، إِلَى جَانِبِ أُحُدٍ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُسْلِمُونَ حَتَّى جَعَلُوا ظُهُورَهُمْ إِلَى سَلْعٍ ، فِي ثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَضَرَبَ هُنَالِكَ عَسْكَرَهُ ، وَالْخَنْدَقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقَوْمِ ، وَأَمَرَ بِالذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ فَرُفِعُوا فِي الآطَامِ ، وَخَرَجَ عَدُوُّ اللَّهِ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ ، حَتَّى أَتَى كَعْبَ بْنَ أَسَدٍ الْقُرَظِيَّ ، صَاحِبَ عَقْدِ بَنِي قُرَيْظَةَ وَعَهْدِهِمْ ، وَكَانَ قَدْ وَادَعَ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى قَوْمِهِ ، وَعَاهَدَهُ عَلَى ذَلِكَ وَعَاقَدَهُ . فَلَمَّا سَمِعَ كَعْبٌ بِحُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، أَغْلَقَ دُونَهُ حِصْنَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُ ، فَنَادَاهُ حُيَيٌّ : يَا كَعْبُ ، افْتَحْ لِي . قَالَ : وَيْحَكَ يَا حُيَيُّ ، إِنَّكَ امْرُؤٌ مَشْئُومٌ ، إِنِّي قَدْ عَاهَدْتُ مُحَمَّدًا فَلَسْتُ بِنَاقِضٍ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَلَمْ أَرَ مِنْهُ إِلا وَفَاءً وَصِدْقًا ، قَالَ : وَيْحَكَ ، افْتَحْ لِي أُكَلِّمْكَ ، قَالَ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ . قَالَ : وَاللَّهِ إِنْ أَغْلَقْتَ دُونِي إِلا عَلَى جَشِيشَتِكَ أَنْ آكُلَ مَعَكَ مِنْهَا . فَأَحْفَظَ الرَّجُلُ ، فَفَتَحَ لَهُ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا كَعْبُ ، جِئْتُكَ بِعِزِّ الدَّهْرِ وَبِبَحْرٍ طَامٍ ، جِئْتُكَ بِقُرَيْشٍ عَلَى قَادَتِهَا وَسَادَتِهَا ، حَتَّى أَنْزَلْتُهُمْ بِمُجْتَمَعِ الأَسْيَالِ مِنْ دُومَةَ ، وَبِغَطَفَانَ ، عَلَى قَادَتِهَا وَسَادَتِهَا حَتَّى أَنْزَلْتُهُمْ بِذَنَبِ نُقْمَى إِلَى جَانِبِ أُحُدٍ ، قَدْ عَاهَدُونِي وَعَاقَدُونِي أَلا يَبْرَحُوا حَتَّى يَسْتَأْصِلُوا مُحَمَّدًا وَمَنْ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ : جِئْتَنِي ، وَاللَّهِ ، بِذُلِّ الدَّهْرِ ، بِجَهَامٍ قَدْ هَرَاقَ مَاءَهُ ، يُرْعِدُ وَيُبْرِقُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، وَيْحَكَ ، فَدَعْنِي وَمُحَمَّدًا وَمَا أَنَا عَلَيْهِ . فَلَمْ أَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ إِلا صِدْقًا وَوَفَاءً . فَلَمْ يَزَلْ حُيَيٌّ بِكَعْبٍ يَفْتِلُهُ فِي الذُّرْوَةِ وَالْغَارِبِ ، حَتَّى سَمَحَ لَهُ عَلَى أَنْ أَعْطَاهُ عَهْدًا مِنَ اللَّهِ وَمِيثَاقًا : لَئِنْ رَجَعَتْ قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ وَلَمْ يُصِيبُوا مُحَمَّدًا أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ فِي حِصْنِكَ ، حَتَّى يُصِيبَنِي مَا أَصَابَكَ ، فَنَقَضَ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ عَهْدَهُ ، وَبَرِئَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ ، فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْخَبَرُ ، وَإِلَى الْمُسْلِمِينَ ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَعْدَ بْنَ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ ، أَحَدَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الأَوْسِ ، وَسَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ ، أَحَدَ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ ، وَمَعْهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ أَخُو بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَخَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَقَالَ : انْطَلِقُوا حَتَّى تَنْظُرُوا أَحَقٌّ مَا بَلَغَنَا عَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ أَمْ لا ؟ فَإِنْ كَانَ حَقًّا فَالْحِنُوا لِي لَحْنًا نَعْرِفُهُ وَلا تَفُتُّوا فِي أَعْضَادِ النَّاسِ ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى الْوَفَاءِ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَاجْهَرُوا بِهِ لِلنَّاسِ . فَخَرَجُوا حَتَّى أَتَوْهُمْ ، فَوَجَدُوهُمْ عَلَى أَخْبَثِ مَا بَلَغَهُمْ عَنْهُمْ ، وَنَالُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالُوا : لا عَقْدَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَلا عَهْدَ . فَشَاتَمَهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَشَاتَمُوهُ ، وَكَانَ رَجُلا فِيهِ حِدٌّ ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : دَعْ عَنْكَ مُشَاتَمَتَهُمْ ، فَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَرْبَى مِنَ الْمُشَاتَمَةِ . ثُمَّ أَقْبَلَ سَعْدٌ وَسَعْدٌ وَمَنْ مَعَهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالُوا : عَضَلٌ وَالْقَارَّةُ ، أَيْ : كَغَدْرِ عَضَلٍ وَالْقَارَّةِ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَصْحَابِ الرَّجِيعِ ، خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَأَصْحَابِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَظُمَ عِنْدَ ذَلِكَ الْبَلاءُ ، وَاشْتَدَّ الْخَوْفُ ، وَأَتَاهُمْ عَدُّوهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، حَتَّى ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ كُلَّ ظَنٍّ ، وَنَجَمَ النِّفَاقُ مِنْ بَعْضِ الْمُنَافِقِينَ ، حَتَّى قَالَ مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ : كَانَ مُحَمَّدٌ يَعِدُنَا أَنْ نَأْكُلَ كُنُوزَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، وَأَحَدُنَا لا يَقْدِرُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْغَائِطِ . وَحَتَّى قَالَ أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ ، أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ بُيُوتَنَا لَعَوْرَةٌ مِنَ الْعَدُوِّ ، وَذَلِكَ عَنْ مَلإٍ مِنْ رِجَالِ قَوْمِهِ ، فَأْذَنْ لَنَا فَلْنَرْجِعْ إِلَى دَارِنَا ، فَإِنَّهَا خَارِجَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ . فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَقَامَ الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْقَوْمِ حَرْبٌ إِلا الرَّمْيُ بِالنَّبْلِ وَالْحِصَارُ . فَلَمَّا اشْتَدَّ الْبَلاءُ عَلَى النَّاسِ ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ ، وَإِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ ، وَهُمَا قَائِدَا غَطَفَانَ ، فَأَعْطَاهُمَا ثُلُثَ ثِمَارِ الْمَدِينَةِ عَلَى أَنْ يَرْجِعَا بِمَنْ مَعَهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَصْحَابِهِ . فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمُ الصُّلْحَ ، حَتَّى كَتَبُوا الْكِتَابَ ، وَلَمْ تَقَعِ الشَّهَادَةُ وَلا عَزِيمَةُ الصُّلْحِ إِلا الْمُرَاوَضَةُ فِي ذَلِكَ فَفَعَلا . فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يَفْعَلَ ، بَعَثَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُمَا ، وَاسْتَشَارَهُمَا فِيهِ ، فَقَالا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمْرٌ تُحِبُّهُ فَنَصْنَعَهُ ؟ أَمْ شَيْءٌ أَمَرَكَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، بِهِ ، لا بُدَّ لَنَا مِنْ عَمَلٍ بِهِ ؟ أَمْ شَيْءٌ تَصْنَعُهُ لَنَا ؟ قَالَ : لا ، بَلْ لَكُمْ ، وَاللَّهِ مَا أَصْنَعُ ذَلِكَ إِلا أَنِّي رَأَيْتُ الْعَرَبَ قَدْ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ ، وَكَالَبُوكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكْسِرَ عَنْكُمْ شَوْكَتَهُمْ لأَمْرٍ مَا سَاعَةً . فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ كُنَّا نَحْنُ وَهَؤُلاءِ الْقَوْمُ عَلَى شِرْكٍ بِاللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، وَلا نَعْبُدُ اللَّهَ وَلا نَعْرِفُهُ ، وَهُمْ لا يَطْمَعُونَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنَّا تَمْرَةً إِلا قِرًى أَوْ بَيْعًا ، أَفَحِينَ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِالإِسْلامِ ، وَهَدَانَا لَهُ ، وَأَعَزَّنَا بِكَ ، نُعْطِيهِمْ أَمْوَالَنَا ؟ مَا لَنَا بِهَذَا مِنْ حَاجَةٍ ، وَاللَّهِ لا نُعْطِيهِمْ إِلا السَّيْفَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَنْتَ وَذَاكَ ، فَتَنَاوَلَ سَعْدٌ الصَّحِيفَةَ ، فَمَحَا مَا فِيهَا مِنَ الْكِتَابِ ، ثُمَّ قَالَ : لِيَجْهَدُوا عَلَيْنَا . فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُسْلِمُونَ ، وَعَدُوُّهُمْ مُحَاصِرُوهُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ ، إِلا أَنَّ فَوَارِسَ مِنْ قُرَيْشٍ ، مِنْهُمْ : عَمْرُو بْنُ عُبْدُودٍ أَبِي قَيْسٍ ، أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ ، الْمَخْزُومِيَّانِ ، وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مِرْدَاسٍ ، أَخُو بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ ، قَدْ تَلَبَّسُوا لِلْقِتَالِ ، وَخَرَجُوا عَلَى خَيْلِهِمْ ، وَمَرُّوا عَلَى بَنِي كِنَانَةِ ، فَقَالُوا : تَهَيَّئُوا يَا بَنِي كِنَانَةَ لِلْحَرْبِ ، فَسَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنِ الْفِرْسَانُ . ثُمَّ أَقْبَلُوا نَحْوَ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا : وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَكِيدَةٌ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَكِيدُهَا . ثُمَّ تَيَمَّمُوا مَكَانًا مِنَ الْخَنْدَقِ ضَيِّقًا ، فَضَرَبُوا خُيُولَهُمْ ، فَاقْتَحَمَتْ مِنْهُ ، فَجَالَتْ بِهِمْ فِي السَّبَخَةِ بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَسَلْعٍ ، وَخَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، حَتَّى أَخَذَ عَلَيْهِمُ الثَّغْرَةَ الَّتِي أَقْحَمُوا مِنْهَا خَيْلَهُمْ ، وَأَقْبَلَتِ الْفِرْسَانُ تَعْنِقُ نَحْوَهُمْ ، وَقَدْ كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبْدُودٍ قَاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ فَلَمْ يَشْهَدْ أُحُدًا ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ خَرَجَ مُعْلِمًا لِيَرَى مَكَانَهُ ، فَلَمَّا وَقَفَ هُوَ وَخَيْلُهُ ، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا عَمْرُو ، إِنَّكَ كُنْتَ تُعَاهِدُ اللَّهَ أَنْ لا يَدْعُوَكَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى خُلَّتَيْنِ إِلا أَخَذْتَ مِنْهُ إِحْدَاهُمَا ، قَالَ : أَجَلْ ، قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِلَى رَسُولِهِ ، وَإِلَى الإِسْلامِ . قَالَ : لا حَاجَةَ لِي بِذَلِكَ . قَالَ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى النِّزَالِ . قَالَ : وَلِمَ يَابْنَ أَخِي ؟ فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ . قَالَ عَلِيٌّ : وَلَكِنِّي ، وَاللَّهِ ، أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ . قَالَ : فَحُمِيَ عَمْرٌو ، عِنْدَ ذَلِكَ ، فَاقْتَحَمَ عَنْ فَرَسِهِ ، فَعَقَرَهُ ، أَوْ ضَرَبَ وَجْهَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ ، فَتَنَازَلا وَتَجَاوَلا ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ، عَلَيْهِ السَّلامُ . وَخَرَجَتْ خَيْلُهُ مُنْهَزِمَةً حَتَّى اقْتَحَمَتْ مِنَ الْخَنْدَقِ هَارِبَةً ، وَقُتِلَ مَعَ عَمْرٍو رَجُلانِ : مُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، أَصَابَهُ سَهْمٌ فَمَاتَ مِنْهُ بِمَكَّةَ ، وَمِنْ بَنِي مَخْزُومٍ : نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَكَانَ اقْتَحَمَ الْخَنْدَقَ ، فَتَوَرَّطَ فِيهِ ، فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، قِتْلَةً أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ . فَنَزَلَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ ، فَغَلَبَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَسَدِهِ ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يَبِيعَهُمْ جَسَدَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا حَاجَةَ لَنَا بِجَسَدِهِ وَلا ثَمَنِهِ فَشَأْنُكُمْ بِهِ ، فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.