ذكر خبر جلاء بني النضير


تفسير

رقم الحديث : 645

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمَدِينَةَ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ ، أَقَامَ بِهَا بَقِيَّةَ جُمَادَى الأُولَى وَجُمَادَى الآخِرَةِ وَرَجَبًا ، ثُمَّ خَرَجَ فِي شَعْبَانَ إِلَى بَدْرٍ ، لِمِيعَادِ أَبِي سُفْيَانَ ، حَتَّى نَزَلَهُ ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَ لَيَالٍ يَنْتَظِرُ أَبَا سُفْيَانَ . وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ ، حَتَّى نَزَلَ مَجَنَّةَ ، مِنْ نَاحِيَةِ مَرِّ الظَّهْرَانِ ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ : قَدْ قَطَعَ عُسْفَانَ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ الرُّجُوعُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّهُ لا يُصْلِحُكُمْ إِلا عَامُ خِصْبٍ تَرْعونَ فِيهِ الشَّجَرَ ، وَتَشْرَبُونَ فِيهِ اللَّبَنَ ، وَإِنَّ عَامَكُمْ هَذَا عَامُ جَدْبٍ ، وَإِنِّي رَاجِعٌ فَارْجِعُوا . فَرَجَعَ ، وَرَجَعَ النَّاسُ ، فَسَمَّاهُم أَهْلُ مَكَّةَ : جَيْشَ السَّوِيقِ . يَقُولُونَ : إِنَّمَا خَرَجْتُمْ تَشْرَبُونَ السَّوِيقَ . فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى بَدْرٍ يَنْتَظِرُ أَبَا سُفْيَانَ لِمِيعَادِهِ ، فَأَتَاهُ مَخْشِيُّ بْنُ عَمْرٍو الضَّمْرِيُّ ، وَهُوَ وَالَّذِي وَادَعَهُ عَلَى بَنِي ضَمْرَةَ فِي غَزْوَةِ وَدَّانَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَجِئْتَ لِلِقَاءِ قُرَيْشٍ عَلَى هَذَا الْمَاءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا أَخَا بَنِي ضَمْرَةَ ، وَإِنْ شِئْتَ مَعَ ذَلِكَ رَدَدْنَا إِلَيْكَ مَا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ، ثُمَّ جَالَدْنَاكَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ . فَقَالَ : لا وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ ، مَا لَنَا بِذَلِكَ مِنْكَ مِنْ حَاجَةٍ . وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَنْتَظِرُ أَبَا سُفْيَانَ ، فَمَرَّ بِهِ مَعْبَدُ بْنُ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَقَدْ رَأَى مَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَاقَتَهُ تَهوي بِهِ ، فَقَالَ : قَدْ نَفَرَتْ مِنْ رُفْقَتِي بِمُحَمَّدِ وَعَجْوَةٍ مِنْ يَثْرِبَ كَالْعَنْجَدِ تَهْوِي عَلَى دِينِ أَبِيهَا الأَتْلَدِ قَدْ جَعَلَتْ مَاءَ قَدِيدٍ مَوْعِدِي وَمَاءَ ضَجْنَانَ لَهَا ضُحَى الْغَدِ ، وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ فَإِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَدَبَ أَصْحَابَهُ لِغَزْوَةِ بَدْرٍ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ ، الَّذِي كَانَ وَعَدَهُ الالْتِقَاءَ فِيهِ يَوْمَ أُحُدٍ رَأْسَ الْحَوْلِ لِلْقِتَالِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ . قَالَ : وَكَانَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِيُّ قَدِ اعْتَمَرَ ، فَقَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : يَا نُعَيْمُ ، مِنْ أَيْنَ كَانَ وَجْهُكَ ؟ قَالَ : مِنْ يَثْرِبَ . قَالَ : وَهَلْ رَأَيْتَ لِمُحَمَّدٍ حَرَكَةً ؟ قَالَ : تَرَكْتُهُ عَلَى تَعْبِئَةٍ لِغَزْوِكُمْ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ نُعَيْمٌ . قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ : يَا نُعَيْمُ ، إِنَّ هَذَا عَامُ جَدْبٍ ، وَلا يُصْلِحُنَا إِلا عَامٌ تَرْعَى فِيهِ الإِبِلُ الشَّجَرَ وَنَشْرَبُ فِيهِ اللَّبَنَ ، وَقَدْ جَاءَ أَوَانُ مَوْعِدِ مُحَمَّدٍ ، فَالْحَقْ بِالْمَدِينَةِ فَثَبِّطْهُمْ وَأَعْلِمْهُمْ أَنَّا فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ ، وَلا طَاقَةَ لَهُمْ بِنَا ، فَيَأْتِي الْخَلْفَ مِنْهُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ مِنْ قِبَلِنَا ، وَلَكَ عَشْرُ فَرَائِضَ أَضَعُهَا لَكَ فِي يَدِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَيَضْمَنُهَا . فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ نُعَيْمٌ لِسُهَيْلٍ : يَا أَبَا يَزِيدَ ، أَتَضْمَنُ هَذِهِ الْفَرَائِضَ وَأَنْطَلِقُ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُثَبِّطُهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَخَرَجَ نُعَيْمٌ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَوَجَدَ النَّاسَ يَتَجَهَّزُونَ ، فَتَدَسَّسَ لَهُمْ ، وَقَالَ : لَيْسَ هَذَا بِرَأْيٍ ، أَلَمْ يُجْرَحْ مُحَمَّدٌ فِي نَفْسِهِ ؟ أَلَمْ يُقْتَلْ أَصْحَابُهُ ؟ قَالَ : فَثَبَّطَ النَّاسَ ، حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَكَلَّمَ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ يَخْرُجْ مَعِي أَحَدٌ لَخَرَجْتُ وَحْدِي ، ثُمَّ أَنْهَجَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِلْمُسْلِمِينَ بَصَائِرَهُمْ ، فَخَرَجُوا بِتِجَارَاتٍ ، فَأَصَابُوا لِلدِّرْهَمَ دِرْهَمَيْنِ ، وَلَمْ يَلْقَوْا عَدُوًّا وَهِيَ بَدْرٌ الْمَوْعِدِ ، وَكَانَتْ مَوْضِعَ سُوقٍ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهَا فِي كُلِّ عَامٍ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى الْمَدِينَةِ : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ . قَالَ الواقدي : وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ فِي شَوَّالٍ وَدَخَلَ بِهَا . قَالَ : وَفِيهَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُودَ ، وَقَالَ : إِنِّي لا آمَنُ أَنْ يُبَدِّلُوا كِتَابِي . وَوَلِيَ الْحَجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ الْمُشْرِكُونَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.