ذكر خبر جلاء بني النضير


تفسير

رقم الحديث : 666

حَدَّثَنَا حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى الْمَدِينَةِ ، يَعْنِي : بَعْدَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ ، غُلامِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ . قُلْتُ : يَا رَبَاحُ ، خُذْ هَذَا الْفَرَسَ وَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ . وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ . ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ ، فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ ، فَنَادَيْتُ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ : يَا صَبَاحَاهُ ، ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ ، وَأَرْتَجِزُ وَأَقُولُ : وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ مِنْهُمْ أَتَيْتُ شَجَرَةً وَقَعَدْتُ فِي أَصْلِهَا ، فَرَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ ، وَإِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ فَدَخَلُوا فِي مُتَضَايِقٍ ، عَلَوْتُ الْجَبَلَ ثُمَّ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ . فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ كَذَلِكَ حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ بَعِيرًا مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلا جَعَلْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي ، وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَحَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ رُمْحًا وَثَلاثِينَ بُرْدَةً ، يَسْتَخِفُّونَ بِهَا ، لا يُلْقُونَ شَيْئًا إِلا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا ، حَتَّى يَعْرِفُهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَصْحَابُهُ . حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلَى مُتَضَايِقٍ مِنْ ثَنِيَّةٍ ، وَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ مُمَدًّا ، فَقَعَدُوا يَتَضَحُّونَ ، وَقَعَدْتُ عَلَى قَرْنٍ فَوْقَهُمْ ، فَنَظَرَ عُيَيْنَةُ ، فَقَالَ : مَا الَّذِي أَرَى ؟ قَالُوا : لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ . لا وَاللَّهِ ، مَا فَارَقَنَا هَذَا مُنْذُ غَلَسٍ ، يَرْمِينَا حَتَّى اسْتَنْقَذَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا . قَالَ : فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ . فَعَمَدَ إِلَيَّ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الْكَلامِ ، قُلْتُ : أَتَعْرِفُونِّي ؟ قَالُوا : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ ، لا أَطْلُبُ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلا أَدْرَكْتُهُ ، وَلا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكُنِي . قَالَ أَحَدُهُمْ : أَنَا أَظُنُّ . قَالَ : فَرَجَعُوا ، فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي ذَاكَ ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ ، أَوَّلُهُمُ : الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ ، وَعَلَى إِثْرِهِ : أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ ، وَعَلَى إِثْرِهِ : الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ . فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ فَرَسِ الأَخْرَمِ ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ ، فَقُلْتُ : يَا أَخْرَمُ ، إِنَّ الْقَوْمَ قَلِيلٌ ، فَاحْذَرْهُمْ لا يَقْتَطِعُوكَ ، حَتَّى يَلْحَقَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَصْحَابُهُ . فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ فَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ . قَالَ : فَخَلَّيْتُهُ . فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ فَعَقَرَ الأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ ، فَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ ، وَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِهِ ، وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَطَعَنَهُ وَقَتَلَهُ ، وَعَقَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِأَبِي قَتَادَةَ فَرَسَهُ ، وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الأَخْرَمِ ، فَانْطَلَقُوا هَارِبِينَ . قَالَ سَلَمَةُ : فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ ، لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ ، حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا غُبَارِهِمْ شَيْئًا . قَالَ : وَيَعْدِلُونَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ ، يُقَالُ لَهُ : ذُو قَرَدٍ يَشْرَبُونَ مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ ، فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو فِي آثَارِهِمْ ، فَخَلَّيْتُهُمْ ، فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً . قَالَ : وَيُسْنِدُونَ فِي ثَنِيَّةِ ذِي أَسِيرٍ وَيَعْطِفُ عَلَيَّ وَاحِدٌ ، فَأَرْشُقُهُ بِسَهْمٍ ، فَيَقَعُ فِي نُغْصِ كَتِفِهِ . فَقُلْتُ : خُذْهَا : وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَقَالَ : أَكْوَعِيٌّ غُدْوَةٌ . قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ . وَإِذَا فَرَسَانِ عَلَى الثَّنِيَّةِ ، فَجِئْتُ بِهِمَا أَقُودُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَحِقَنِي عَامِرٌ ، عَمِّي ، بَعْدَ مَا أَظْلَمْتُ ، بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ ، وَسَطِيحَةٌ فِيهَا مَاءٌ ، فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ وَشَرِبْتُ . ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي خَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ عِنْدَ ذِي قَرَدٍ ، وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الإِبِلَ الَّتِي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ الْعَدُوِّ ، وَكُلَّ رُمْحٍ وَكُلَّ بُرْدَةٍ . وَإِذَا بِلالٌ قَدْ نَحَرَ نَاقَةً مِنَ الإِبِلِ الَّتِي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ الْعَدُوِّ ، فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَلِّنِي فَلأَنْتَخِبُ مِائَةَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ ، فَأَتَّبِعُ الْقَوْمَ ، فَلا يَبْقَى مِنْهُمْ عَيْنٌ . فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى بَدَتْ ، أَوْ بَانَتْ ، نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ ، ثُمَّ قَالَ : أَكُنْتَ فَاعِلا ؟ فَقُلْتُ : إِي وَالَّذِي أَكْرَمَكَ . فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُمْ لَيَقَرُّونَ بِأَرْضِ غَطَفَانَ . قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ ، فَقَالَ : نَحَرَ لَهُمْ فُلانٌ جَزُورًا ، فَلَمَّا كَشَطُوا عَنْهَا جِلْدَهَا ، رَأَوْا غُبَارًا فَقَالُوا : أَتَيْتُمْ فَخَرَجُوا هَارِبِينَ ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ : أَبُو قَتَادَةَ ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا : سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ . ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَهْمَيْنِ : سَهْمَ الْفَارِسِ ، وَسَهْمَ الرَّاجِلِ ، فَجَمَعَهُمَا لِي جَمِيعًا . ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ ، رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لا يُسْبَقُ شَدًّا ، فَجَعَلَ يَقُولُ : أَلا مِنْ مُسَابِقٍ ؟ فَقَالَ ذَاكَ مِرَارًا ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ ، قُلْتُ : أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا ، وَلا تَهَابُ شَرِيفًا ؟ فَقَالَ : لا ، إِلا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ائْذَنْ لِي فَلأُسَابِقَ الرَّجُلَ . قَالَ : إِنْ شِئْتَ . قَالَ : فَطَفَرْتُ ، فَعَدَوْتُ ، فَرَبَطْتُ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ ، فَأَلْحَقُهُ وَأَصُكُّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ . فَقُلْتُ : سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ ، فَقَالَ : إِنْ أَظُنُّ ، فَسَبَقْتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمْ نَمْكُثْ بِهَا إِلا ثَلاثًا حَتَّى خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَمَعَهُ غُلامٌ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، يَعْنِي : مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، مَعَهُ فَرَسٌ لَهُ يَقُودُهُ . حَتَّى إِذَا عَلا عَلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ ، نَظَرَ إِلَى بَعْضِ خُيُولِهِمْ ، فَأَشْرَفَ فِي نَاحِيَةِ سَلْعٍ ، ثُمَّ صَرَخَ : وَاصَبَاحَاهُ ، ثُمَّ خَرَجَ يَشْتَدُّ فِي آثَارِ الْقَوْمِ ، وَكَانَ مِثْلَ السَّبُعِ ، حَتَّى لَحِقَ بِالْقَوْمِ ، فَجَعَلَ يَرُدُّهُمْ بِالنَّبْلِ ، وَيَقُولُ ، إِذَا رَمَى : خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ . فَإِذَا وُجِّهَتِ الْخَيْلُ نَحْوَهُ انْطَلَقَ هَارِبًا ، ثُمَّ عَارَضَهُمْ ، فَإِذَا أَمْكَنَهُ الرَّمْيَ رَمَى ، ثُمَّ قَالَ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ : فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ : أَكْوَعُنَا هُوَ أَوَّلُ النَّهَارِ . قَالَ : وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، صِيَاحُ ابْنِ الأَكْوَعِ ، فَصَرَخَ بِالْمَدِينَةِ : الْفَزَعَ الْفَزَعَ ، فَتَتَامَّتِ الْخُيُولُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ انْتَهَى إِلَيْهِ مِنَ الْفُرْسَانِ : الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلُ فَارِسٍ وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعْدَ الْمِقْدَادِ مِنَ الأَنْصَارِ : عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَا ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، وَسَعْدُ بْنُ زَيْدٍ ، أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ ، وَأُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ ، أَخُو بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، يَشُكُّ فِيهِ ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَمُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ ، أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ ، أَخُو بَنِي سَلِمَةَ ، وَأَبُو عَيَّاشٍ ، وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ زَبَدِ بْنِ صَامِتٍ ، أَخُو بَنِي زُرَيْقٍ . فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَّرَ عَلَيْهِمْ : سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ ، ثُمَّ قَالَ : اخْرُجْ فِي طَلَبِ الْقَوْمِ حَتَّى أُلْحِقَكَ فِي النَّاسِ . وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا بَلَغَنِي عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ، لأَبِي عَيَّاشٍ : " يَا أَبَا عَيَّاشٍ ، لَوْ أَعْطَيْتَ هَذَا الْفَرَسَ رَجُلا هُوَ أَفْرَسُ مِنْكَ فَلَحِقَ بِالْقَوْمِ " . قَالَ أَبُو عَيَّاشٍ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا أَفْرَسُ النَّاسِ . ثُمَّ ضَرَبْتُ الْفَرَسَ ، فَوَاللَّهِ مَا جَرَى خَمْسِينَ ذِرَاعًا حَتَّى طَرَحَنِي ، فَعَجِبْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَوْ أَعْطَيْتَهُ أَفْرَسَ مِنْكَ " ، وَأَقُولُ : أَنَا أَفْرَسُ النَّاسِ . فَزَعَمَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَعْطَى فَرَسَ أَبِي عَيَّاشٍ مُعَاذَ بْنَ مَاعِصٍ ، أَوْ عَائِذَ بْنَ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ ، وَكَانَ ثَامِنًا . وَبَعْضُ النَّاسِ يَعُدُّ سَلَمَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الأَكْوَعِ أَحَدَ الثَّمَانِيَةِ ، وَيَطْرَحُ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ ، أَخَا بَنِي حَارِثَةَ . وَلَمْ يَكُنْ سَلَمَةُ يَوْمَئِذٍ فَارِسًا ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَحِقَ بِالْقَوْمِ عَلَى رِجْلَيْهِ ، فَخَرَجَ الْفِرْسَانُ فِي طَلَبِ الْقَوْمِ حَتَّى تَلاحَقُوا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِيهِ

صحابي

إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ

ثقة

عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ

صدوق يغلط

أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ

ثقة

الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.