حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي فَأَصْدَقْتُهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نِكَاحِي ، فَقَالَ : " وَكَمْ أَصْدَقْتَ ؟ " قُلْتُ : مِائَتَيْ دِرْهَمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ! لَوْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تَأْخُذُونَ الدَّرَاهِمَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ مَا زِدْتُمْ ، وَاللَّهِ ، مَا عِنْدِي مَا أُعِينُكَ بِهِ " . قَالَ : فَلَبِثْتُ أَيَّامًا وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، يُقَالُ لَهُ : رِفَاعَةُ بْنُ قَيْسٍ أَوْ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ ، فِي بَطْنِ عَظِيمٍ مِنْ جُشَمَ حَتَّى نَزَلَ بِقَوْمِهِ وَمَنْ مَعَهُ بِالْغَابَةِ يُرِيدُ أَنْ يَجْمَعَ قَيْسًا عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَكَانَ ذَا اسْمٍ وَشَرَفٍ فِي جُشَمَ ، قَالَ : فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : اخْرُجُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى تَأْتُونَا بِهِ أَوْ تَأْتُونَا مِنْهُ بِخَبَرٍ وَعِلْمٍ . قَالَ : وَقَدَّمَ لَنَا شَارِفًا عَجْفَاءَ ، فَحُمِلَ عَلَيْهَا أَحَدُنَا ، فَوَاللَّهِ مَا قَامَتْ بِهِ ضَعْفًا حَتَّى دَعَمَهَا الرِّجَالُ مِنْ خَلْفِهَا بِأَيْدِيهِمْ حَتَّى اسْتَقَلَّتْ وَمَا كَادَتْ ، ثُمَّ قَالَ : تَبْلُغُوا عَلَى هَذِهِ وَاعْتَقِبُوهَا . قَالَ : فَخَرَجْنَا وَمَعَنَا سِلاحُنَا مِنَ النَّبْلِ وَالسُّيُوفِ ، حَتَّى جِئْنَا قَرِيبًا مِنَ الْحَاضِرِ عُشَيْشِيَّةً مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَكَمَنْتُ فِي نَاحِيَةٍ وَأَمَرْتُ صَاحِبَيَّ فَكَمَنَا فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى مِنْ حَاضِرِ الْقَوْمِ ، وَقُلْتُ لَهُمَا : إِذَا سَمِعْتُمَانِي قَدْ كَبَّرْتُ وَشَدَدْتُ عَلَى الْعَسْكَرِ فَكَبِّرَا وَشُدَّا مَعِي ، قَالَ : فَوَاللَّهِ ، إِنَّا لَكَذَلِكَ نَنْتَظِرُ أَنْ نَرَى غِرَّةً أَوْ نُصِيبَ مِنْهُمْ شَيْئًا غَشِيَنَا اللَّيْلُ حَتَّى ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، وَقَدْ كَانَ لَهُمْ رَاعٍ قَدْ سَرَحَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ حَتَّى تَخَوَّفُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَقَامَ صَاحِبُهُمْ ذَلِكَ رِفَاعَةُ بْنُ قَيْسٍ فَأَخَذَ سَيْفَهُ فَجَعَلَهُ فِي عُنُقِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ ، لأَتْبَعَنَّ أَثَرَ رَاعِينَا هَذَا . وَلَقَدْ أَصَابَهُ شَرٌّ ، فَقَالَ نَفَرٌ مِمَّنْ مَعَهُ : وَاللَّهِ لا تَذْهَبُ نَحْنُ نَكْفِيكَ . فَقَالَ : وَاللَّهِ ، لا يَذْهَبُ إِلا أَنَا . قَالُوا : فَنَحْنُ مَعَكَ . قَالَ : وَاللَّهِ ، لا يَتْبَعُنِي مِنْكُمْ أَحَدٌ . قَالَ : وَخَرَجَ حَتَّى مَرَّ بِي فَلَمَّا أَمْكَنَنِي نَفَحْتُهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعْتُهُ فِي فُؤَادِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا تَكَلَّمَ ، وَوَثَبْتُ إِلَيْهِ ، فَاحْتَزَزْتُ رَأْسَهُ ، ثُمَّ شَدَدْتُ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ ، وَكَبَّرْتُ ، وَشَدَّ صَاحِبَايَ وَكَبَّرَا ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلا النَّجَاءُ مِمَّنْ كَانَ فِيهِ عِنْدَكَ بِكُلِّ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ نِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَمَا خَفَّ مَعَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . قَالَ : فَاسْتَقْنَا إِبِلا عَظِيمَةً وَغَنَمًا كَثِيرَةً ، فَجِئْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجِئْتُ بِرَأْسِهِ أَحْمِلُهُ مَعِي . قَالَ : فَأَعَانَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الإِبِلِ بِثَلاثَةَ عَشَرَ بَعِيرًا فَجَمَعْتُ إِلَيَّ أَهْلِي وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ ، فَذَكَرَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ مَعَ أَبِي قَتَادَةَ ، وَأَنَّ السَّرِيَّةَ كَانَتْ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلا وَأَنَّهُمْ غَابُوا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَأَنَّ سُهْمَانَهُمْ كَانَتِ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا ، يُعْدَلُ الْبَعِيرُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ ، وَأَنَّهُمْ أَصَابُوا فِي وُجُوهِهِمْ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ فِيهِنَّ فَتَاةٌ وَضِيئَةٌ فَصَارَتْ لأَبِي قَتَادَةَ ، فَكَلَّمَ مَحْمِيَةُ بْنُ الْجَزْءِ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا قَتَادَةَ عَنْهَا . فَقَالَ : اشْتَرَيْتُهَا مِنَ الْمَغْنَمِ . فَقَالَ : " هَبْهَا لِي " ، فَوَهَبَهَا لَهُ فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ . قَالَ : وَفِيهَا أَغْزَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ أَبَا قَتَادَةَ إِلَى بَطْنِ إِضَمٍ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ | عبد الله بن سلامة الأسلمي / توفي في :71 | صحابي |
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ | محمد بن إبراهيم القرشي / ولد في :45 / توفي في :119 | ثقة |
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ | يحيى بن سعيد الأنصاري / توفي في :143 | ثقة ثبت |
ابْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |