ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والانصار في امر الامارة في سقيفة بني ساعدة


تفسير

رقم الحديث : 960

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفٌ ، وَحَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ ، قَالَ : " نَادَى مُنَادِي أَبِي بَكْرٍ مِنْ بَعْدِ الْغَدِ مِنْ مُتَوَفَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُتَمَّ بَعْثُ أُسَامَةَ : أَلا لا يَبْقَيَنَّ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ مِن جُنْدِ أُسَامَةَ إِلا خَرَجَ إِلَى عَسْكَرِهِ بِالْجُرْفِ ، وَقَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا مِثْلُكُمْ ، وَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلَّكُمْ سَتُكَلِّفُونَنِي مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطِيقُ ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ وَعَصَمَهُ مِنَ الآفَاتِ ، وَإِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٌ ، فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَتَابِعُونِي ، وَإِنْ زُغْتُ فَقَوِّمُونِي ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةِ سَوْطٍ فَمَا دُونَهَا ، أَلا وَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي ، فَإِذَا أَتَانِي فَاجْتَنِبُونِي لا أُؤْثِرُ فِي أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ ، وَأَنْتُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلا يَمْضِيَ هَذَا الأَجَلُ إِلا وَأَنْتُمْ فِي عَمَلٍ صَالِحٍ فَافْعَلُوا ، وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلا بِاللَّهِ ، فَسَابِقُوا فِي مَهَلٍ آجَالَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُسْلِمَكُمْ آجَالُكُمْ إِلَى انْقِطَاعِ الأَعْمَالِ ، فَإِنَّ قَوْمًا نَسَوْا آجَالَهُمْ وَجَعَلُوا أَعْمَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ ، فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ ، الْجَدَّ الْجَدَّ ، وَالْوَحَا الْوَحَا ، وَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ ، فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ طَالِبًا حَثِيثًا أَجَلا مَرُّهُ سَرِيعٌ . احْذَرُوا الْمَوْتَ وَاعْتَبِرُوا بِالآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ وَالإِخْوَانِ ، وَلا تَغْبِطُوا الأَحْيَاءَ إِلا بِمَا تَغْبِطُونَ بِهِ الأَمْوَاتِ ، وَقَامَ أَيْضًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَقْبَلُ مِنَ الأَعْمَالِ إِلا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهَهُ ، فَأَرِيدُوا اللَّهَ بِأَعْمَالِكُمْ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَا أَخْلَصْتُمْ لِلَّهِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَطَاعَةٌ أَتَيْتُمُوهَا ، وَخَطَأٌ ظَفَرْتُمْ بِهِ ، وَضَرَائِبُ أَدَّيْتُمُوهَا وَسَلَفٌ قَدَّمْتُمُوهُ مِنْ أَيَّامٍ فَانِيَةٍ لأُخْرَى بَاقِيَةٍ ، لِحِينِ فَقْرِكُمْ وَحَاجَتِكُمْ ، اعْتَبِرُوا عِبَادَ اللَّهِ بِمَنْ مَاتَ مِنْكُمْ وَتَفَكَّرُوا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، أَيْنَ كَانُوا أَمْسَ وَأَيْنَ هُمُ الْيَوْمَ ؟ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ ؟ وَأَيْنَ الَّذِينَ كَانَ لَهُمْ ذِكْرُ الْقِتَالِ وَالْغَلَبَةُ فِي مَوَاطِنِ الْحُرُوبِ ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ وَصَارُوا رَمِيمًا ، قَدْ تُرِكَتْ عَلَيْهِمِ الْقَالاتُ ، الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ، وَأَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ أَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَّرُوهَا ؟ قَدْ بُعِدُوا وَنُسِيَ ذِكْرُهُمْ وَصَارُوا كَلا شَيْءَ ، أَلا إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْقَى عَلَيْهِمُ التَّبِعَاتِ وَقَطَعَ عَنْهُمُ الشَّهَوَاتِ ، وَمَضَوْا وَالأَعْمَالُ أَعْمَالُهُمْ ، وَالدُّنْيَا دُنْيَا غَيْرِهِمْ ، وَبَقِينَا خَلَفًا بَعْدَهُمْ ، فَإِنْ نَحْنُ اعْتَبَرْنَا بِهِمْ ؛ نَجَوْنَا ، وَإِنِ اغْتَرَرْنَا ؛ كُنَّا مِثْلَهُمْ . أَيْنَ الْوُضَّاءُ الْحَسَنَةُ وُجُوهُهُمْ الْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ ؟ صَارُوا تُرَابًا وَصَارَ مَا فَرَّطُوا فِيهِ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ . أَيْنَ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحَوَائِطِ وَجَعَلُوا فِيهَا الأَعَاجِيبَ ؟ قَدْ تَرَكُوهَا لِمَنْ خَلْفَهُمْ ، فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ خَاوِيَةً ، وَهُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ ، هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ؟ أَيْنَ مَنْ تَعْرِفُونَ مِنْ أَبْنَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ؟ قَدِ انْتَهَتْ بِهِمْ آجَالُهُمْ فَوَرَدُوا عَلَى مَا قَدَّمُوا فَحَلُّوا عَلَيْهِ ، وَأَقَامُوا لِلشَّقْوَةِ وَالسَّعَادَةِ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، أَلا إِنَّ اللَّهَ لا شَرِيكَ لَهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ سَبَبٌ يُعْطِيهِ بِهِ خَيْرًا ، وَلا يَصْرِفُ عَنْهُ بِهِ سُوءًا إِلا بِطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ عَبِيدٌ مَدِينُونَ ، وَأَنَّ مَا عِنْدَهُ لا يُدْرَكُ إِلا بِطَاعَتِهِ ، أَمَا أَنَّهُ لا خَيْرَ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ ، وَلا شَرَّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ

صحابي

سَيْفِ بْنِ عُمَرَ

متهم بالوضع

السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى

ثقة

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.