ذكر بقية الخبر عن غطفان حين انضمت الى طليحة وما ال اليه امر طليحة


تفسير

رقم الحديث : 977

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن سَعدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن سَعدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَيْفٌ ، وَحَدَّثَنِي السَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَبَدْرِ بْنِ الْخَلِيلِ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالُوا : " لَمَّا أَرَزَتْ عَبْسٌ وَذُبْيَانُ وَلَفَّهَا إِلَى الْبُزَاخَةِ ، أَرْسَلَ طُلَيْحَةُ إِلَى جَدِيلَةَ وَالْغَوْثِ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْهِ ، فَتَعَجَّلَ إِلَيْهِ أُنَاسٌ مِنَ الْحَيَّيْنِ وَأَمَرُوا قَوْمَهُمْ بِاللِّحَاقِ بِهِمْ ، فَقَدِمُوا عَلَى طُلَيْحَةَ وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ عَدِيًّا قَبْلَ تَوْجِيهِ خَالِدٍ مِنْ ذِي الْقُصَّةِ إِلَى قَوْمِهِ ، وَقَالَ : أَدْرِكْهُمْ لا يُوكَلُوا ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلَهُمْ فِي الذِّرْوَةِ وَالْغَارِبِ ، وَخَرَجَ خَالِدٌ فِي أَثَرِهِ وَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَبْدَأَ بِطَيْءٍ عَلَى الأَكْنَافِ ، ثُمَّ يَكُونَ وَجْهَهُ إِلَى الْبُزَاخَةِ ثُمَّ يُثَلِّثُ بِالْبِطَاحِ ، وَلا يُرِيمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ قَوْمٍ حَتَّى يُحَدِّثَ إِلَيْهِ وَيَأْمُرَهُ بِذَلِكَ . وَأَظْهَرَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ خَارِجٌ إِلَى خَيْبَرَ وَمُنْصَبٌّ عَلَيْهِ مِنْهَا ، حَتَّى يُلاقِيَهُ بِالأَكْنَافِ ، أَكْنَافِ سَلْمَى . فَخَرَجَ خَالِدٌ فَازَّوَارَ عَنِ الْبُزَاخَةِ وَجَنَحَ إِلَى أَجَأَ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ خَارِجٌ إِلَى خَيْبَرَ ثُمَّ مُنْصَبٌّ عَلَيْهِمْ . فَقَعَّدَ ذَلِكَ طَيِّئًا وَبَطَّأَهُمْ عَنْ طُلَيْحَةَ ، وَقَدِمَ عَلَيْهِمْ عَدِيٌّ فَدَعَاهُمْ ، فَقَالُوا : لا نُبَايِعُ أَبَا الْفَصِيلِ أَبَدًا . فَقَالَ : لَقَدْ أَتَاكُمْ قَوْمٌ لَيُبِيحُنَّ حَرِيمَكُمْ وَلَتَكُنّنَّهُ بِالْفَحْلِ الأَكْبَرِ فَشَأْنُكُمْ بِهِ . فَقَالُوا لَهُ : فَاسْتَقْبِلِ الْجَيْشَ فَنَهْنِهْهُ عَنَّا حَتَّى نَسْتَخْرِجَ مَنْ لَحِقَ بِالْبُزَاخَةِ مِنَّا ، فَإِنَّا إِنْ خَالَفْنَا طُلَيْحَةَ وَهُمْ فِي يَدَيْهِ قَتَلَهُمْ أَوِ ارْتَهَنَهُمْ . فَاسْتَقْبَلَ عَدِيٌّ خَالِدًا وَهُوَ بِالسُّنْحِ ، فَقَالَ : يَا خَالِدُ أَمْسِكْ عَنِّي ثَلاثًا ، يَجْتَمِعُ لَكَ خَمْسُ مِائَةِ مُقَاتِلٍ تَضْرِبُ بِهِمْ عَدُوَّكَ ، وَذَلِكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُعْجِلَهُمْ إِلَى النَّارِ وَتُشَاغِلَ بِهِمْ فَفَعَلَ ، فَعَادَ عَدِيٌّ إِلَيْهِمْ وَقَدْ أَرْسَلُوا إِخْوَانَهُمْ إِلَيْهِمْ فَأَتَوْهُمْ مِنْ بُزَاخَةَ كَالْمَدَدِ لَهُمْ وَلَوْلا ذَلِكَ لَمْ يُتْرَكُوا . فَعَادَ عَدِيٌّ بِإِسْلامِهِمْ إِلَى خَالِدٍ ، وَارْتَحَلَ خَالِدٌ نَحْوَ الأَنْسَرِ يُرِيدُ جَدِيلَةَ ، فَقَالَ لَهُ عَدِيٌّ : إِنَّ طَيِّئًا كَالطَّائِرِ وَإِنَّ جَدِيلَةَ أَحَدُ جَنَاحَيْ طَيِّئٍ ، فَأَجِّلْنِي أَيَّامًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْتَقِذَ جَدِيلَةَ كَمَا انْتَقَذَ الْغَوْثَ فَفَعَلَ . فَأَتَاهُمْ عَدِيٌّ فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى بَايَعُوهُ فَجَاءَهُ بِإِسْلامِهِمْ ، وَلَحِقَ بِالْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ أَلْفُ رَاكِبٍ ، فَكَانَ خَيْرَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي أَرْضِ طَيِّئٍ وَأَعْظَمَهُ عَلَيْهِمْ بَرَكَةً . وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ ؛ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ أُسَامَةُ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْجَيْشِ جَدَّ فِي حَرْبِ أَهْلِ الرِّدَّةِ ، وَخَرَجَ بِالنَّاسِ وَهُوَ فِيهِمْ حَتَّى نَزَلَ بِذِي الْقُصَّةِ مَنْزِلا مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى بَرِيدٍ مِنْ نَحْوِ نَجْدٍ فَعَبَّى هُنَالِكَ جُنُودَهُ ، ثُمَّ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى النَّاسِ ، وَجَعَلَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى الأَنْصَارِ ، وَأَمَرَهُ إِلَى خَالِدٍ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصْمُدَ لِطُلَيْحَةَ وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَهُمَا عَلَى بُزَاخَةَ ، مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي أَسَدٍ ، وَأَظْهِرْ أَنِّي أُلاقِيَكَ بِمَنْ مَعِي مِنْ نَحْوِ خَيْبَرَ مَكِيدَةً ، وَقَدْ أَوْعَبَ مَعَ خَالِدٍ النَّاس ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ عَدُوَّهُ فَيُرْعِبَهُمْ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَسَارَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ ، بَعَثَ عُكَاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ أَحَدَ بَنِي الْعَجْلانِ حَلِيفًا لِلأَنْصَارِ طَلِيعَةً ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْقَوْمِ ، خَرَجَ طُلَيْحَةُ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ يَنْظُرَانِ وَيَسْأَلانِ ، فَأَمَّا سَلَمَةُ فَلَمْ يُمْهِلْ ثَابِتًا أَنْ قَتَلَهُ ، وَنَادَى طُلَيْحَةُ أَخَاهُ حِينَ رَأَى أَنْ قَدْ فَرَغَ مِنْ صَاحِبِهِ ، أَنْ أَعِنِّي عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ آكِلٌ ، فَاعْتَوَنَا عَلَيْهِ فَقَتَلاهُ ، ثُمَّ رَجَعَا . وَأَقْبَلَ خَالِدٌ بِالنَّاسِ حَتَّى مَرُّوا بِثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ قَتِيلا ، فَلَمْ يَفْطِنُوا لَهُ حَتَّى وَطِئَتْهُ الْمَطِيُّ بِأَخْفَافِهَا ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ نَظَرُوا فَإِذَا هُمْ بِعُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ صَرِيعًا ، فَجَزِعَ لِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَالُوا : قُتِلَ سَيِّدَانِ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ ، وَفَارِسَانِ مِنْ فِرْسَانِهِمْ . فَانْصَرَفَ خَالِدٌ نَحْوَ طَيِّئٍ " . قَالَ هِشَامٌ : قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ : " فَحَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنِ الْمُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ : بَعَثْتُ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنْ سِرْ إِلَيَّ فَأَقِمْ عِنْدِي أَيَّامًا حَتَّى أَبْعَثَ إِلَى قَبَائِلِ طَيِّئٍ ، فَأَجْمَعَ لَكَ مِنْهُمْ أَكْثَرَ مِمَّنْ مَعَكَ ثُمَّ أَصْحَبُكَ إِلَى عَدُوِّكَ . قَالَ : فَسَارَ إِلَيَّ " ، قَالَ هِشَامٌ : قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ سُوَيْدٍ ، أَنَّ بَعْضَ الأَنْصَارِ حَدَّثَهُ ، " أَنَّ خَالِدًا لَمَّا رَأَى مَا بِأَصْحَابِهِ مِنَ الْجَزَعِ عِنْدَ مَقْتَلِ ثَابِتٍ وَعُكَاشَةَ ، قَالَ لَهُمْ : هَلْ لَكُمْ إِلَى أَنْ أَمِيلَ بِكُمْ إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ، كَثِيرٍ عَدَدُهُمْ ، شَدِيدَةٍ شَوْكَتُهُمْ لَمْ يَرْتَدَّ مِنْهُمْ عَنِ الإِسْلامِ أَحَدٌ ؟ فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : وَمَنْ هَذَا الْحَيُّ الَّذِي تَعْنِي فَنِعْمَ وَاللَّهِ الْحَيُّ هُوَ ؟ قَالَ لَهْمُ : طَيِّئٌ ، فَقَالُوا : وَفَّقَكَ اللَّهُ نِعْمَ الرَّأْيُ رَأَيْتَ . فَانْصَرَفَ بِهِمْ حَتَّى نَزَلَ بِالْجَيْشِ فِي طَيِّئٍ . قَالَ هِشَامٌ : حَدَّثَنِي جَدِيلُ بْنُ خَبَّابٍ النَّبْهَانِيُّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ أُبَيٍّ ، أَنَّ خَالِدًا جَاءَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى أَرَكِ مَدِينَةِ سَلْمَى قَالَ هِشَامٌ : قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ، أَنَّهُ نَزَلَ بِأَجَأَ ثُمَّ تَعَبَّى لِحَرْبِهِ ثُمَّ سَارَ حَتَّى الْتَقَيَا عَلَى بُزَاخَةَ ، وَبَنُو عَامِرٍ عَلَى سَادَتِهِمْ وَقَادَتِهِمْ قَرِيبًا يَسْتَمِعُونَ وَيَتَرَبَّصُونَ عَلَى مَنْ تَكُونُ الدِّبْرَةُ . قَالَ هِشَامٌ : عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَشْيَاخًا مِنْ قَوْمِهِ ، يَقُولُونَ : سَأَلْنَا خَالِدًا أَنْ نَكْفِيَهُ قَيْسًا ، فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ حُلَفَاؤُنَا . فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا قَيْسٌ بِأَوْهَنَ الشَّوْكَتَيْنِ ، اصْمُدُوا إِلَى أَيِّ الْقِبْلَتَيْنِ أَحْبَبْتُمْ . فَقَالَ عَدِيٌّ : لَوْ تَرَكَ هَذَا الدِّينَ أُسْرَتِي الأَدْنَى فَالأَدْنَى مِنْ قَوْمِي ، لَجَاهَدْتُهُمْ عَلَيْهِ ، فَأَنَا أَمْتَنِعُ مِنْ جِهَادِ بَنِي أَسَدٍ لِحِلْفِهِمْ ، لا لَعَمْرِ اللَّهِ لا أَفْعَلُ . فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ : إِنَّ جِهَادَ الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا جِهَادٌ ، لا تُخَالِفْ رَأْيَ أَصْحَابِكَ ، امْضِ إِلَى أَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ ، امْضِ بِهِمْ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ هُمْ لِقِتَالِهِمْ أَنْشَطُ . قَالَ هِشَامٌ : عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ ، فَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلامِ بْنُ سُوَيْدٍ ، أَنَّ خَيْلَ طَيِّئٍ كَانَتْ تَلْقَى خَيْلَ بَنِي أَسَدٍ وَفَزَارَةَ قَبْلَ قُدُومِ خَالِدٍ عَلَيْهِمْ فَيَتَشَاتَمُونَ وَلا يَقْتَتِلُونَ ، فَتَقُولُ أَسَدٌ وَفَزَارَةُ : لا وَاللَّهِ لا نُبَايِعُ أَبَا الْفَصِيلِ أَبَدًا . فَتَقُولُ لَهُمْ خَيْلُ طَيِّئٍ : أَشْهَدُ لَيُقَاتِلَنَّكُمْ حَتَّى تُكَنُّوهُ أَبَا الْفَحْلِ الأَكْبَرِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبُو بَكْرٍ

صحابي

وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

ثقة إمام في الحديث

وَبَدْرِ بْنِ الْخَلِيلِ

ثقة

سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ

ثقة

السَّرِيُّ

صدوق حسن الحديث

سَيْفٌ

ثقة