ذكر بقية الخبر عن غطفان حين انضمت الى طليحة وما ال اليه امر طليحة


تفسير

رقم الحديث : 988

كَتَبَ إِلَيَّ كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالا : " لَمَّا أَرَادَ خَالِدٌ السَّيْرَ خَرَجَ مِنْ ظُفَرَ وَقَدِ اسْتَبْرَأَ أَسَدًا وَغَطَفَانَ وَطَيِّئًا وَهَوَازِنَ ، فَسَارَ يُرِيدُ الْبِطَاحَ دُونَ الْحَزَنِ وَعَلَيْهَا مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ وَقَدْ تَرَدَّدَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ ، وَقَدْ تَرَدَّدَتِ الأَنْصَارُ عَلَى خَالِدٍ وَتَخَلَّفَتْ عَنْهُ ، وَقَالُوا : مَا هَذَا بِعَهْدِ الْخَلِيفَةِ إِلَيْنَا ، إِنَّ الْخَلِيفَةَ عَهِدَ إِلَيْنَا ، إِنْ نَحْنُ فَرَغْنَا مِنَ الْبُزَاخَةِ وَاسْتَبْرَأْنَا بِلادَ الْقَوْمِ أَنْ نُقِيمَ حَتَّى يَكْتُبَ إِلَيْنَا . فَقَالَ خَالِدٌ : إِنْ يَكُ عَهِدَ إِلَيْكُمْ هَذَا فَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أَمْضِيَ وَأَنَا الأَمِيرُ وَإِلَيَّ تَنْتَهِي الأَخْبَارُ ، وَلَوْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِنِي لَهُ كِتَابٌ وَلا أَمْرٌ ، ثُمَّ رَأَيْتُ فُرْصَةً فَكُنْتُ إِنْ أَعْلَمْتُهُ فَاتَتْنِي لَمْ أُعْلِمْهُ حَتَّى أَنْتَهِزَهَا ، كَذَلِكَ لَوِ ابْتُلِينَا بِأَمْرٍ لَيْسَ مِنْهُ عَهْدٌ إِلَيْنَا فِيهِ ، لَمْ نَدَعْ أَنْ نَرَى أَفْضَلَ مَا بِحَضْرَتِنَا ، ثُمَّ نَعْمَلَ بِهِ . وَهَذَا مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ بِحِيَالِنَا وَأَنَا قَاصِدٌ إِلَيْهِ وَمَنْ مَعِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَلَسْتُ أُكْرِهُكُمْ . وَمَضَى خَالِدٌ ، وَنَدِمَتِ الأَنْصَارُ وَتَذَامَرُوا ، وَقَالُوا : إِنْ أَصَابَ الْقَوْمُ خَيْرًا إِنَّهُ لَخَيْرٌ حُرِمْتُمُوهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ لَيَجْتَنِبَنَّكُمُ النَّاسُ ، فَأَجْمَعُوا اللِّحَاقَ بِخَالِدٍ وَجَرَّدُوا إِلَيْهِ رَسُولا فَأَقَامَ عَلَيْهِمْ حَتَّى لَحِقُوا بِهِ ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى قَدِمَ الْبِطَاحَ فَلَمْ يَجِدْ بِهِ أَحَدًا . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى يَذْكُرُ : عَنْ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ شَجَرَةَ الْعُقْفَانِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ الْمُثْعِبَةِ الرِّيَاحِيِّ ، قَالَ : قَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبِطَاحَ فَلَمْ يَجِدْ عَلَيْهِ أَحْدًا ، وَوَجَدَ مَالِكًا قَدْ فَرَّقَهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنِ الاجْتِمَاعِ حِينَ تَرَدَّدَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ ، وَقَالَ : يَا بَنِي يَرْبُوعٍ إِنَّا قَدْ كُنَّا عَصَيْنَا أُمَرَاءَنَا إِذْ دَعَوْنَا إِلَى هَذَا الدِّينِ ، وَبَطَّأْنَا النَّاسَ عَنْهُمْ ، فَلَمْ نُفْلِحْ وَلَمْ نَنْجَحْ ، وَإِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ فَوَجَدْتُ الأَمْرَ يَتَأَتَّى لَهُمْ بِغَيْرِ سِيَاسَةٍ ، وَإِذَا الأَمْرُ لا يَسُوسُهُ النَّاسُ ، فَإِيَّاكُمْ وَمُنَاوَأَةَ قَوْمٍ صُنِعَ لَهُمْ ، فَتَفَرَّقُوا إِلَى دِيَارِكُمْ وَادْخُلُوا فِي هَذَا الأَمْرِ . فَتَفَرَّقُوا عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَمْوَالِهِمْ ، وَخَرَجَ مَالِكٌ حَتَّى رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَلَمَّا قَدِمَ خَالِدٌ الْبِطَاحَ بَثَّ السَّرَايَا ، وَأَمَرَهُمْ بِدَاعِيَةِ الإِسْلامِ أَنْ يَأْتُوهُ بِكُلِّ مَنْ لَمْ يُجِبْ ، وَإِنِ امْتَنَعَ أَنْ يَقْتُلُوهُ . وَكَانَ مِمَّا أَوْصَى بِهِ أَبُو بَكْرٍ إِذَا نَزَلْتُمْ مَنْزِلا فَأَذِّنُوا وَأَقِيمُوا ، فَإِنْ أَذَّنَ الْقَوْمُ وَأَقَامُوا فَكُفُّوا عَنْهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَلا شَيْءَ إِلا الْغَارَةَ ، ثُمَّ تَقْتُلُوا كُلَّ قِتْلَةٍ الْحَرْقَ فَمَا سِوَاهُ وَإِنْ أَجَابُوكُمْ إِلَى دَاعِيَةِ الإِسْلامِ فَسَائِلُوهُمْ ، فَإِنْ أَقَرُّوا بِالزَّكَاةِ فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْهَا فَلا شَيْءٌ إِلا الْغَارَةُ وَلا كَلِمَةٌ . فَجَاءَتْهُ الْخَيْلُ بِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ فِي نَفَرٍ مَعَهُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ مِنْ عَاصِمٍ وَعُبَيْدٍ وَعُرَيْنٍ وَجَعْفَرٍ ، فَاخْتَلَفَتِ السَّرِيَّةُ فِيهِمْ ، وَفِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ ، فَكَانَ فِيمَنْ شَهِدَ أَنَّهُمْ قَدْ أَذَّنُوا وَأَقَامُوا وَصَلَّوْا ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا فِيهِمْ ، أَمَرَ بِهِمْ فَحُبِسُوا فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ لا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ ، وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بَرْدًا ، فَأَمَرَ خَالِدٌ مُنَادِيًا فَنَادَى : أَدْفِئُوا أَسْرَاكُمْ . وَكَانَتْ فِي لُغَةِ كِنَانَةَ ، إِذْ قَالُوا : دَثِّرُوا الرَّجُلَ فَأَدْفِئُوهُ ، دِفْئُهُ : قَتْلُهُ . وَفِي لُغَةِ غَيْرِهِمْ أَدْفِهِ : فَاقْتُلْهُ . فَظَنَّ الْقَوْمُ ، وَهِيَ فِي لُغَتِهِمِ الْقَتْلُ ، أَنَّهُ أَرَادَ الْقَتْلَ فَقَتَلُوهُمْ ، فَقَتَلَ ضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ مَالِكًا ، وَسِمَع خَالِدٌ الْوَاعِيَةَ فَخَرَجَ وَقَدْ فَرَغُوا مِنْهُمْ ، فَقَالَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا أَصَابَهُ . وَقَدِ اخْتَلَفَ الْقَوْمُ فِيهِمْ ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ : هَذَا عَمَلُكَ . فَزَبَرَهُ خَالِدٌ ، فَغَضِبَ وَمَضَى حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى كَلَّمَهُ عُمَرُ فِيهِ ، فَلَمْ يَرْضَ إِلا أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، حَتَّى قَدِمَ مَعَهُ الْمَدِينَةَ ، وَتَزَوَّجَ خَالِدٌ أُمَّ تَمِيمِ ابْنَةَ الْمِنْهَالِ ، وَتَرَكَهَا لِيَنْقَضِيَ طُهْرُهَا ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَكْرَهُ النِّسَاءَ فِي الْحَرْبِ وَتُعَايِرُهُ ، وَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ : إِنَّ فِي سَيْفِ خَالِدٍ رَهَقًا ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا حَقًّا حَقَّ عَلَيْهِ أَنْ تُقِيدَهُ ، وَأَكَثَرَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ . وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لا يُقِيدُ مِنْ عُمَّالِهِ وَلا وَزَعَتِهِ ، فَقَالَ : هَيْهٍ يَا عُمَرُ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ ، فَارْفَعْ لِسَانَكَ عَنْ خَالِدٍ وَوَدي مَالِكًا . وَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ فَفَعَلَ ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ فَعَذَرَهُ وَقَبِلَ مِنْهُ وَعَنَّفَهُ فِي التَّزْوِيجِ الَّذِي كَانَتْ تَعِيبُ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ ذَلِكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ

ثقة

الْقَاسِمِ

ثقة أفضل أهل زمانه

سَهْلٍ

مجهول الحال

سَيْفٍ

متهم بالوضع

شُعَيْبٍ

ضعيف الحديث

السَّرِيُّ

ثقة