ثم كانت سنة اثنتي عشرة من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 1064

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُبَشِّرٍ ، وَسَهْلٍ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ خَالِدٍ ، وَعُبَادَةَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُبَشِّرٍ ، وَسَهْلٍ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ خَالِدٍ ، وَعُبَادَةَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، قَالُوا : وَأَوْعَبَ الْقُوَّادُ بِالنَّاسِ نَحْوَ الشَّامِ ، وَعِكْرِمَةُ رِدْءٌ لِلنَّاسِ ، وَبَلَغَ الرُّومَ ذَلِكَ ، فَكَتَبُوا إِلَى هِرَقْلَ ، وَخَرَجَ هِرَقْلُ حَتَّى نَزَلَ بِحِمْصَ فَأَعَدَّ لَهُمُ الْجُنُودَ ، وَعَبَّى لَهُمُ الْعَسَاكِرَ ، وَأَرَادَ اشْتِغَالَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ لِكَثْرَةِ جُنْدِهِ ، وَفُضُولِ رِجَالِهِ ، وَأَرْسَلَ إِلَى عَمْرٍو أَخَاهُ تذارقَ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَخَرَجَ نَحْوَهُمْ فِي تِسْعِينَ أَلْفًا ، وَبَعَثَ مَنْ يَسُوقُهُمْ حَتَّى نَزَلَ صَاحِبُ السَّاقَةِ ثَنِيَّةَ جلق بِأَعْلَى فِلَسْطِينَ ، وَبَعَثَ جرجةَ بْنَ توذرَا نَحْوَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَعَسْكَرَ بِإِزَائِهِ ، وَبَعَثَ الدّرَاقصَ فَاسْتَقْبَلَ شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ ، وَبَعَثَ الْفَيْقَارَ بْنَ نسطوسَ فِي سِتِّينَ أَلْفًا نَحْوَ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَهَابَهُمُ الْمُسْلِمُونَ ، وَجَمِيعُ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا سِوَى عِكْرِمَةَ فِي سِتَّةِ آلافٍ ، فَفَزِعُوا جَمِيعًا بِالْكُتُبِ وَبِالرُّسُلِ إِلَى عَمْرٍو ، أَنَّ مَا الرَّأْيُ ؟ فَكَاتَبَهُمْ وَرَاسَلَهُمْ : أَنَّ الرَّأْيَ الاجْتِمَاعُ ، وَذَلِكَ أَنَّ مِثْلَنَا إِذَا اجْتَمَعَ لَمْ يُغْلَبْ مِنْ قِلَّةٍ ، وَإِذَا نَحْنُ تَفَرَّقْنَا لَمْ يَبْقَ الرَّجُلُ مِنَّا فِي عَدَدٍ يُقْرَنُ فِيهِ لأَحَدٍ مِمَّنِ اسْتَقْبَلَنَا ، وَأَعَدَّ لِكُلِّ طَائِفَةٍ مِنَّا ، فَاتَّعِدُوا الْيَرْمُوكَ لِيَجْتَمِعُوا بِهِ . وَقَدْ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِمِثْلِ مَا كَاتَبُوا بِهِ عَمْرًا ، فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ كِتَابُهُ بِمِثْلِ رَأْيِ عَمْرٍو : بِأَنِ اجْتَمِعُوا ، فَتَكُونُوا عَسْكَرًا وَاحِدًا ، وَالْقَوْا زُحُوفَ الْمُشْرِكِينَ بِزَحْفِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّكُمْ أَعْوَانُ اللَّهِ ، وَاللَّهُ نَاصِرٌ مَنْ نَصَرَهُ ، وَخَاذِلٌ مَنْ كَفَرَهُ ، وَلَنْ يُؤْتَى مِثْلُكُمْ مِنْ قِلَّةٍ ، وَإِنَّمَا يُؤْتَى الْعَشَرَةُ آلافٍ ، وَالزِّيَادَةُ عَلَى الْعَشَرَةِ آلافِ إِذَا أَتَوْا مِنْ تِلْقَاءِ الذَّنُوبِ ، فَاحْتَرِسُوا مِنَ الذَّنُوبِ وَاجْتَمِعُوا بِالْيَرْمُوكِ مُتَسَانِدِينَ ، وَلْيَصِلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَصْحَابِهِ . وَبَلَغَ ذَلِكَ هِرَقْلَ فَكَتَبَ إِلَى بَطَارِقَتِهِ : أَنِ اجْتَمِعُوا لَهُمْ ، وَانْزِلُوا بِالرُّومِ مَنْزِلا وَاسَعَ الْعَطَنِ ، وَاسِعَ الْمِطْرَدِ ، ضَيِّقَ الْمَهْرَبِ ، وَعَلَى النَّاسِ التذارقُ ، وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ جرجةُ وَعَلَى مُجَنِّبَتَيْهِ باهانُ وَالدراقصُ ، وَعَلَى الْحَرْبِ الفَيْقَارُ ، وَأَبْشِرُوا ، فَإِنَّ بَاهَانَ فِي الأَثَرِ مَدَدٌ لَكُمْ ، فَفَعَلُوا فَنَزَلُوا الْوَاقُوصَةَ ، وَهِيَ عَلَى ضِفَّةِ الْيَرْمُوكِ ، وَصَارَ الْوَادِي خَنْدَقًا لَهُمْ ، وَهُوَ لَهَبٌ لا يُدْرَكُ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ بَاهَانُ وَأَصْحَابُهُ أَنْ تَسْتَفِيقَ الرُّومُ وَيَأْنَسُوا بِالْمُسْلِمِينَ ، وَتَرْجِعَ إِلَيْهِمْ أَفْئِدَتُهُمْ عَنْ طِيرَتِهَا . وَانْتَقَلَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ عَسْكَرِهِمُ الَّذِي اجْتَمَعُوا بِهِ فَنَزَلُوا عَلَيْهِمْ بِحِذَائِهِمْ عَلَى طَرِيقِهِمْ ، وَلَيْسَ لِلرُّومِ طَرِيقٌ إِلا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ عَمْرٌو : أَيُّهَا النَّاسُ أَبْشِرُوا ، حُصِرَتْ وَاللَّهِ الرُّومُ ، وَقَلَّمَا جَاءَ مَحْصُورٌ بِخَيْرٍ ، فَأَقَامُوا بِإِزَائِهِمْ وَعَلَى طَرِيقِهِمْ وَمَخْرَجِهِمْ صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَشَهْرَيِ رَبِيعٍ ، لا يَقْدِرُونَ مِنَ الرُّومِ عَلَى شَيْءٍ وَلا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِمُ اللَّهَبَ ، وَهُوَ الْوَاقُوصَةُ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَالْخَنْدَقُ مِنْ أَمَامِهِمْ ، وَلا يَخْرُجُونَ خَرْجةً إِلا أديل الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ ، حَتَّى إِذَا سَلَخُوا شَهْرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، وَقَدِ اسْتَمَدُّوا أَبَا بَكْرٍ وَأَعْلَمُوهُ الشَّأْنَ فِي صَفَرٍ ، فَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ لِيَلْحَقَ بِهِمْ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْلُفَ عَلَى الْعِرَاقِ الْمُثَنَّى ، فَوَافَاهُمْ فِي رَبِيعٍ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.